رسالة بالرومية:
يقول بشرُ الأَنْصَارِيُّ: فَكَتَبَ كِتَاباً لطيفاً بِخَطِ رُومِي وَلغَةٍ رُومِيَّةٍ وَطَبَعَ عَلَيْهِ خَاتمَهُ، وَأَخْرَجَ شِقَة(١ٌ) صَفْرَاءَ فِيهَا مِائَتَانِ وَعِشْرُونَ دِينَاراً (٢)
فَقَالَ عَليه السـلامِ : خُذْهَا وَتَوَجَّهُ بِهَا إِلى بَغْدَادَ، وَاحْضُرْ مَعْبَرَ الْفُرَاتِ ضَحْوَة(٣) يَوْم كَذَا، فَإِذَا وَصَلَتْ إلى جَانِبِكَ زَوَارِيقُ السَّبَايَا(٤)، وَبَرَزَتِ الجَوَارِي مِنْهَا، فَسَتُحْدِقُ بِهِنَّ طَوَائِفُ الْمُبْتَاعِينَ مِنْ وَكَلَاءِ قُوَّادِ بَنِي الْعَبَّاس(٥)ِ، وَشِرِذمةٌ مِنْ فَتَيَانِ الْعَرَب(٦)ِ ، فَإِذَا رَأَيْتَ ذَلِكَ فَأَشِرْفْ مِنَ الْبُعْدِ عَلَى الْمُسَمَّى عَمْرَو بْنَ يَزِيدَ
النَّخَاسَ عَامَّةً نَهَارِكَ، إِلى أَنْ تَبْرُزَ لِلْمُبْتَاعِينَ جَارِيَةٌ صِفَتُهَا كَذَا، لَابِسَةٌ حَرِيرَيْنِ صفيقين أي مَتِينَيْنِ وَكَثِيفَيْنِ قَوِيَي النَّسْجِ ، تَمتَنِعُ مِنَ الْعَرْض(٧)ِ وَلَمْسِ الْمُعْتِرَضِ وَالإِنْقِيَادِ لِمَنْ يُحَاوِلُ لَمْسَها، فَيَضْرِبُهَا النَّخاسُ فَتَصْرُحُ صرحةً رُومِيَّةً من وراءِ سِتْرِ رَقِيق فَاعْلَمْ أَنَّهَا تَقُولُ:وا هَتْكَ سِتْرَاهُ.. وَا هَتْكَ سِتْرَاهُ. (٨)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الشقة بالكسر والضم- السبيبة المقطوعة من الثياب المستطيلة و قد يكون تصحيف (حقة)) و هي وعاء تو خشب أو من العاج أو غيرذلك.
(۲) بحار الأنوار، للعلامة المجلسي، ج ٥١ ، ص ٦.
(۳) معبر الفرات: مكان يعبر منه نهر الفرات و هو محل تتجمع فيه السفن و القوارب و الضحوة: ارتفاع أول النهار.
(٤) الغيبة للشيخ الطوسي، كتاب الغيبة للحجة ص ۲۰۹ و الزواريق جمع زورق أي القارب.
(٥) دلائل الإمامة، ابن جرير الطبري، ص ٤٩١ .
(٦) الغيبة للشيخ الطوسي، كتاب الغيبة للحجة ص ٢٠٩.
(٧) أي الاستعراض، وكان من عادتهم إذا أرادوا بيع الآماء يستعرضونهن أمام الناس وهن سافرات مكشفات.
(٨) الغيبة للشيخ الطوسي، كتاب الغيبة للحجة ص٢٠٩