في ذات المساء حيـث الـيـل أرخـي سـدوله، وأنتشـر ظلامـه، لا تسمع إلا تسبيحات جنـادب مـع تراتيـل نقيـع الضفادع،
رأت رؤيا في المـنام، رأت كأن المسيح عليه السلام وشمعون عليهمـا السـلام وعـدة مـن الـحواريين قد اجتمعوا في قصر
جدها، ونصبـوا فـيـه مـنـبراً يبـاري السمـاء عـلـوا وارتفاعـاً في الموضع الذي كان جدهـا نـصـب فيـه عرشه، فدخـل
عليهـم النبـي محمـد صـلى الله عليه وآلـه وسـلم، وختنه ووصيـة عـلى بـن أبي طالـب عـليـه السـلام مـع عـدة مـن
أهـل بينـه ﷺ، فقام إليهـم الـمسيح علي وتقـدم إلى رسـول اللہ ﷺ فاعتنقـا، وهمـا فـرحـان مـسـروران،
فقـال له رسول الله ﷺ مبتسمـا:
با روح الله، إني جئتـك خـاطبـا مـن وصيـك شمعـون، فتاته وابنته مليكة، لابنـي هـذا وأوماً بيده إلى أبي محمد علي
فنـظـر الـمـسـيـح عليه السـلام مـســـروراً إلـى وصيـه شمعون، فقال: قد أتاك الشرف، فصـل رحمـك بـرحـم
رسـول الله ﷺ.
قام شمعون فرحا وقال مبتهجا: قد فعلت يا نبي الله
فصعدوا ذلـك الـمنبر، فخـطـب النبـي محمـد ﷺ، وزوجها من ابيه، وشهد المسيح عليه السـلام،
وشـهد أبنـاء الرسـول الأكـرم ﷺ ،والحواريون .