الأعين الآثمة..
وَهَكَذَا ابْتَعَدَ الْخَطَرُ مَرْ حَلِيًّا عَنِ الأميرةِ الْمُقَدَّسَةِ والإمام الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيَّ عَليهم السلام والدي الإمامِ الْمَهْدِي مخلص آخَرِ الزَّمَانِ عَجَلَ اللَّهُ فَرَجَهُ.
لكِنَّ الْأَعْيُنَ الآثمةَ لَمْ تَبْرَحْ عَنِ الإمام الْهَادِي عَليه السلام، إذ ازدادَ خَوْفُهَا بَعْدَ رُؤْيَةِ تِلْكَ الْوُجُوهِ مِنَ الْوِجَهَاءِ والْكِبَارِ وَقَدْ الْتَفُوا حَوْلَه عليه السلام حين وفاة ابنه السيد محمد عليه السلام ، إِذا فَهُوَ يُشكِّلُ خَطَرًا عَلَيْهِمْ مَا دَامَ حُرًا طليقا ، فَلَا بُدَّ مِنْ بَثَّ الرُّعْبِ لتشتيت مُحِبيه وشِيعَتِهِ، فَاقْتَحَمَ الجلاوزة بَيْتَ الإمام الهادي عليه السلام تكراراً، وسُحِبَ مَحْفُوراً مراراً لِمَجْلِسِ السُّلْطَانِ، إِمْعَانًا فِي أَذِيَّتِهِ ومُعَادَاتِهِ، إِلَى أَنْ قَرَّرَ الْخَلِيفَةُ الْعَبَّاسِيُّ إِنْهَاءَ حَيَاةِ الإمامِ على الْهَادِي عَليه السلام وتَصْفِيَّتَهِ، فَاسْتُشْهِدَ بِالسُّمِّ، وَرَحَلَتْ روحُهُ إلى بَارِئِهَا فِي مُنْتَصَفِ سَنَةٍ ٢٥٤ هجرية.
