وهـكذا كـان، صـارت تحـن لغـروب كل يوم، كمـا تحـنُ الطـيور لأعشاشها، وكان عليه السلام يؤنسها برؤيته،
فمـا قطـع الإمـام عليـه السـلام عنهـا زيـارتـه بعـد ذلك، بـل كـانـت تـراه كـل ليلة في رؤياهـا عندمـا
تخلد إلى المنام، مـا كـان عـشـقاً شهـوانيا كمـا فعلتـه زليخـا ليوسـف عليه السلام لا تريـد وصـال الأجسـاد،
بـل حبـاً ملكوتيـا تتـصـل فـيـه الـروح بالـروح كحـب فاطمـة وعـلي وحـب محـمـد وخديجة عليهـم جميعاً
أفضـل الصـلاة والتسليم، وهكـذا استمر الإمـام أبـو محمد العسكري عليـه السـلام يرتادهـا في رؤاهـا كل ليلة،
ودام الأمـر زمناً طويلاً كأكثر رؤيا تكررت في التاريـخ امتـدت لسـنوات..