نَشْأَةُ الْأَوْلَادِ إِذَا كَانُوا أَئِمَّةً..
قَالَتْ السَّيِّدَةُ حَكِيمَةُ عليها السلام :
فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ جِئْتُ فَسَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ فَقَالَ :
هَلُمِّي إِلَيَّ ابْنِي فَجِئْتُ بِسَيِّدِي الا وَهُوَ فِي الْخِرْقَةِ، فَفَعَلَ بِهِ كَفَعْلَتِهِ الْأُولَى، ثُمَّ أَدْلَى لِسَانَهُ فِي فِيهِ كَأَنَّهُ يُغَذِّيهِ لَبَنَا أَوْ عَسَلاً (١)
فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً دَخَلَتِ العَمَّةُ حكيمة عليها السلام عَلَى أَبِي مُحَمَّد الحسن العسكري عليه السلام،
فَإِذَا ابنُ الأميرة يَمْشِي فِي الدَّارِ تَقُولُ السَّيِّدَةُ عليها السلام:
فَلَمْ أَرَ وَجْهَا أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِهِ وَلَا لُغَةٌ أَفْصَحَ مِنْ لُغَتِهِ.
فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ العَسْكَرِيُّ عليه السلام :
هَذَا الْمَوْلُودُ الْكَرِيمُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
فَقَالَتِ السَّيِّدَةُ حَكِيمَةُ عليها السلام :
سَيِّدِي أَرَى مِنْ أَمْرِهِ مَا أَرَى
وَلَهُ أَرْبَعُونَ يَوْماً !(٢) هَذَا ابْنُ سَنَتَين ؟!
فَتَبَسَّمَ الإِمَامُ العَسْكَرِيُّ عَليه السلام
ثُمَّ قَالَ :
إِنَّ أَوْلَادَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْصِيَاءِ إِذَا كَانُوا أَئِمَّةً يَنْشَئُونَ بِخِلَافِ مَا يَنْشَأُ غَيْرُهُمْ، وَإِنَّ الصَّبِيَّ مِنَّا إِذَا كَانَ أَتَى عَلَيْهِ شَهْرٌ كَانَ كَمَنْ أَتَى عَلَيْهِ سَنَةٌ، وَإِنَّ الصَّبِيَّ مِنَّا لَيَتَكَلَّمُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَيَعْبُدُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَعِنْدَ الرَّضَاعِ تُطِيعُهُ الْمَلَائِكَةُ، وَتَنْزِلُ عَلَيْهِ صَبَاحاً وَمَسَاءً (٣) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كمال الدين وتمام النعمة، ج ٢ ، ص ٤٢٥.
(٢) الغيبة للشيخ الطوسي، ص ۲۳۹
(٣) كمال الدين وتمام النعمة، للشيخ الصدوق، ج ۲، ص ٤٢٩.
