زواج وَسْطَ أمواج المخاطر..
وَكَأَيِّ أَحَدٍ يَعِيشُ ظَرفَهَا لَيسَ مِنَ الرُّشْدِ بِمَكَانِ أنْ يُعْلَنَ جِهَاراً عَنْ هَذَا الْاِقْتِرانِ الْمُبَارَكِ، كَيْفَ ذَاكَ والإمامُ الْهَادِي عَليه السلام
قَدْ أَبْعَدَهَا عَنْ بَيْنِهِ فِي نَفْسٍ لَيْلَةِ وصُولِها سامراء، كَيلَا يَصِلَ خَبَرُ الجَارِيَةِ الجديدة لأستماع الطُّغَاةِ فَيَتَسَاءلُونَ مِنْ أَيْنَ شُرِيَتْ وكَيْفَ ، مما يَفْتَحُ الْبَابَ عَنْ أُصولِها وَبِالتالي انكشاف شَخْصِهَا شَيْئًا فَشَيْئًا، فَكَان مِن سَدَاد الرأي إِخْرَاجُهَا سَرِيعا مَن بَيْتِهِ ليلا ودفعُهَا لِأُخْتِهِ السَّيِّدَةِ حَكِيمَةَ ، حَيْثُ الْعُيُونُ عَلَيْهَا أَقَلُّ، إن لَمْ تَكُنْ مُنْعَدِمَةٌ ذَاكَ الزَّمَانَ، وَنَفْسُ هَذِهِ الْحكمةِ أيضاً هي الَّتِي دَعَتْ إِلى عَدَمَ إعْلَان هَذَا الزَّوَاجِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلْقِ، بَلْ جَرَى الْاِقْتِرانُ وكَأَنها جَارِيَةٌ مِنْ جَوَارِي السَّيِّدَةِ حَكِيمَةَ قَدْ أَهَدَتْهَا لابنِ أخيها الإمام الحَسَنِ الْعَسْكَرِي ..
تقول السيدة حكيمة :
فَلَمْ أَلْبَتْ أَنْ رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَزَيَّنْتُهَا وَهَيَّأْتُهَا لأَي مُحَمَّدِ لا وَجَمَعْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَها في منزلي، مويه فَأَقَامَ عِنْدِي أَيَّاماً، ثُمَّ مَضَى إلى وَالِدِهِ وَوَجْهُتُ بِهَا مَعَه).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) روضة الواعظين وبصيرة المتعظين الفتال النيسابوري، ج ۲، ص ٢٥٨.
