تَشَابُه الولادتين..
فَأَخَذَ السلطانُ يَطْلُبُ أَثَرَ وِلَادَةِ الإمام الْمَهْدِي عَليه السلام كَمَا كَانَ يَطْلُبُ فِرْعَوْنُ أَثَرَ وِلَادَةِ نَبِيٍّ الله مُوسَى عَليه السلام فكان هذا تشابه بين الولادتين،
ففي الرواية عن الإمام الصَّادِقِ عَليه السلام : أَمَّا مَوْلِدُ مُوسَى عَليه السلام، فَإِنَّ فِرْعَوْنَ مَا وَقَفَ عَلَى أَنَّ زَوَالَ مُلْكِهِ عَلَى يَدِهِ، أَمَرَ بِإِحْضَارِ الْكَهَنَةِ، فَدَلُّوهُ عَلَى نَسَبِهِ وَأَنَّهُ يَكُونُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يَزَلْ يَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِشَقِّ بُطُونِ الْحَوَامِلِ مِنْ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، حَتَّى قَتَلَ فِي طَلَبِهِ نَيْفاً وَعِشْرِينَ أَلْفَ مَوْلُودٍ، وَتَعَذَّرَ عَلَيْهِ الْوُصُولُ إلى قَتْلِ مُوسَى عَليه السلام بِحِفْظِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِيَّاهُ، وَكَذَلِكَ بَنُو أُمَيَّةَ وَبَنُو الْعَبَّاسِ، لَمَا وَقَفُوا عَلَى أَنَّ زَوَالَ مُلْكِهِمْ وَمُلْكِ الْأُمَرَاءِ وَالْجَبَابِرَةِ مِنْهُمْ عَلَى يَدِ الْقَائِمِ مِنَّا، نَاصَبُونَا الْعَدَاوَةَ، وَوَضَعُوا سُيُوفَهُمْ فِي قَتْلِ آلِ الرَّسُولِ صل الله عليه وآله وَإِبَادَةِ نَسْلِهِ طَمَعاً مِنْهُمْ فِي الْوُصُولِ إلى قَتْلِ الْقَائِمِ، وَيَأْبَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَكْشِفَ أَمْرَهُ لِوَاحِدٍ مِنَ الظُّلَمَةِ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ...
وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون ..(۱).
وَمِنْ هُنَا جَاءَ فِي زِيَارَتِهَا : ( السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا شَبِيهَةً أُمَّ مُوسَى ... حَيْثُ تشابهت مع أُمَّ مُوسَى عَليه السلام فِي طَلَبِ الْفَرَاعِنَةِ لَهَا وَمَوْلُودِهَا الْمَوْعُودِ، فَضُرِبَ طَوْقُ شَدِيدٌ مِنَ الكِثْمَانِ عَلَى شَخْصِ الأَمِيرَةِ المُقَدَّسَةِ، مِمَّا اضْطَرَّ الإِمَامَ الْعَسْكَرِيَّ عَليه السلام أَنْ يُمَوِّهَ شَخْصَهَا مِرَاراً، فَأُبْدَلَ اسْمُهَا مِنْ نَرْجِسَ إِلى صَقِيلَ وَسَوْسَنَ وَرَيْحَانَةَ.. وَهَكَذَا كُلَّمَا اشْتَدَّ الطَّلَبُ تَبَدَّلْتِ الْأَسْمَاءُ، كَيْما تُعْرَفَ حَتَّى تَسَمَّتْ بِمَا يُقَارِبُ خَمْسَةَ أَسَمَاءِ، حِفَاظًا عَلَيْهَا، وَلِيَقْضِيَ اللهُ أَمراً كَانَ مَفْعُولاً ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة للشيخ الطوسي، ص ١٦٧ - ١٧٣ ، ح ١٢٩ .
