وَاهَتْكَ سِتْرَاه!..
وَسِـيقَت الأميرة مليكـة أسـيرَةٌ مَـعَ سبايـا الـروم، وخلطتْ نَفْسِـهَا مَـعَ الإمـاءِ، وَبَدَّلَـتْ اسْـمَهَا مِـنْ مَلِيكَـةَ إلى نرْجِـسَ مَخَافَـة أَنْ تُعْـرفَ، وَجَرَتْ الاقدارُ أَن تُعْرَضَ الأميرة ، في سوق النحاسينَ حَيثُ تُبَاعُ الإماءُ وأُسَارَى الحُرُوبِ في ذاكَ الزَّمَانِ، وَامْتَنَعَتْ عَنِ الْعَرْضِ أمامَ النَّظَّارَةِ والمُشتَرِينَ وَكَذَا عَنِ السُّفُورِ خِلَاقًا لِبَقِيَّةِ السبابًا مِنَ الرُّومِ، بَلْ ظَلَّتْ تَلْبِسُ لِبَاساً سَائِراً مُختَشَاً، هناك في ذاك السوق حيثُ لا يباع إلا البشر، غَضِبَ النَّخَاسُ بائعُ الإماء وأخذ يَضْربها.. يَضْرِبُ الأميرة ابنة الملوك السيدة المدللة الجليلةَ، وَهِيَ تَصْرُخُ صَرْخَةٌ تبكي وَتَقُولُ بِلِسَانِها الرُّومِي:
وَا هَتْكَ سِتْرَاه !.. وَا هَتْكَ سِتْرَاه !.. وَا هَتْكَ سِتْرَاه !...