الفصل السادس
صرخ نديم برعب شديد ما إن شاهد الدماء تنفجر من جبينها بينما شعرت ليلى بألم قوي و أظلمت عينها اليسرى بسبب تساقط الدماء فوقها حيث حجبت الرؤية عنها تماما ..
لحظات قليلة وسقطت مغمى عليها ليسارع نديم ويتلقاها بين أحضانه بفزع لا ارادي ...
هرعت نانسي نحو سيارتها وشغلتها بسرعة وهربت بينما تقدم أحد حراس الفيلا من نديم أثرا لصراخه العالي فوجد هذا المنظر الصادم ليتقدم نحو نديم يسأله بقلق :-
" ماذا حدث يا بك ..؟! "
صاح نديم به :-
" اتصل بالإسعاف حالا..."
اومأ الحارس برأسه ووجهه مليء بالذعر عليها ليجد نديم يحمل ليلى بين ذراعيه ويتجه الى داخل الفيلا ...
أشار نديم الى الحارس الآخر وقد بدأ يستعيد وعيه ويسيطر على نفسه :-
" إتبعني ودعهم يفتحون الباب ..."
سبقه الحارس وهو يضغط على الجرس عدة مرات لتفتح الخادمة الباب فتشهق بجزع من المنظر الذي تراه أمامها .. اندفع نديم الى الداخل متقدما نحو صالة الجلوس حيث وضعها على الكنبة ممددا إياها فوقها بتأني ثم طلب من الخادمة أن تجلب له عطرا وبعض المناديل والبن ...
سمع صوت والدته تهتف وهي تتقدم نحوهما :-
" ماذا حدث يا نديم ..؟! ما بها ليلى ..؟!"
أجاب نديم دون أن ينظر إليها حيث عيناه ما زالتا مرتكزتين على ليلى :-
" حادث بسيط يا أمي ..."
" اتصلت بالإسعاف يا بك .."
قالها الحارس متقدما منهم لترد صباح بدهشة وقلق :-
" هل حالتها تحتاج الى المشفى يا نديم ..؟!"
أشار نديم الى الحارس بجدية :-
" لا داعي للإسعاف .. لقد تحدثت بعجلة من شدة خوفي ...فقط اتصل بالطبيب وأخبره إن جرحها عميق ويحتاج الى خياطة .."
اومأ الحارس برأسه ثم انسحب خارجا بينما أخذ نديم يربت على وجه ليلى يحاول إفاقتها ...
جاءت الخادمة بالعطر وبقية الأشياء فأخذ نديم المناديل الورقية منها بسرعة وأخذ يمسح بها الدماء قبل أن يضع الكثير من البن فوق مكان الجرح ...
تناول بعدها العطر وبدأ يقربه منها عدة مرات علها تفيق ..
أخذت ليلى ترمش بعينيها عدة مرات حتى بدأت تفتحهما تدريجيا بضعف ..
فتحت عينيها أخيرا فتجده أمامها ينظر إليها بخوف شديد وإهتمام صادق ..
" نديم ..!!"
همستها بصوت ضعيف متوله ليأخذ نديم نفسه أخيرا ثم يهتف براحة سكنت أعماقه :-
" الحمد لله إنكِ بخير .."
ثم هم بالنهوض بعدما انتبه لوضعيته معها وقلقه الذي ظهر بوضوح صريح عليها لكنها قبضت على كفه الذي كان يقرب العطر منها منذ لحظات وهي ترجوه رغم ألمها وضعفها :-
" لا تذهب يا نديم ... ارجوك ..."
إرتفعت نبضات قلبه بعنف مخيف وملمس كفها الناعم ونبرتها المترجية تضاعفان من شوقه وألمه ..
كم يتمنى البقاء معها في ظرف كهذا لكنه يدرك مقدار خطأ هذا ...
" سيأتي الطبيب بعد قليل يا ليلى .. إنه جرح بسيط لا تقلقي ..."
قالها برفق محاولا تهدئتها والسيطرة على وضعها لكنها أضافت رغم شعور الألم الذي ظهر بوضوح على ملامحها الناعمة :-
" لا تفعل يا نديم .. أنا أحتاجك ..."
" انهض يا نديم ... إتركها فربما يأتي زوجها بعد قليل ..."
قالتها والدته تحاول تنبيهه على ما يفعله بينما كلمة زوجها جرحت كيان إبنها بأكمله وجعلته يستيقظ من فورة مشاعره الهائجة فدفع كفها وإنتفض واقفا مندفعا خارج الغرفة كمن تلاحقه شياطين العالم بالكامل ..
أنت تقرأ
حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأول من سلسلة ضباب الروح )
Romanceهو رجل يشبه الظلام .. رجل طعنه القدر بقسوة ولم يتبقَ منه سوى بقايا روح ترفض الحياة .. أما هي فأتت وإخترقت حياته المظلمة بالصدفة البحته .. بقلب نقي بريء وروح لا ترغب بشيء سوى الأمان وجدت نفسها عالقة بين ظلماته المخيفة .. وأخرى لم تدرك شيئا سوى إنها ت...