الفصل السابع والثلاثون
( الجزء الثاني )
" ماذا يحدث هنا بالضبط ..؟!"
نطقها أخيرا بملامح مشدودة ونبرة ملغمة لترد ببرود بعدما جلست على الكنبة جانبها :-
" اجلس اولا ودعنا نتحدث ..."
رد بصياح وقد فقد أعصابه :-
" أريد أن أفهم ماذا يحدث ...؟! من تلك الفتاة ..؟! "
ضحكت بخفة وهي تردد بتهكم :-
" انت من تسأل أيضا .. بعدما رأيتك في هذا الوضع المشين .. ما زلت تتسائل بكل وقاحة .."
تقدم نحوها وانحنى أمامها مرددا بنبرة متوعدة :-
" أنتِ تتجاوزين حدودك معي يا غالية وهذا سيؤذيكِ كثيرا .."
صفقت بيدها وهي تهتف :-
" برافو .. إظهر لي حقيقتك كاملة .. إخلع قناع الرقي والإحترام ولا تخفي صفاتك القذرة بكل ما فيها .."
أضافت وعينيها تلمعان بتحدي :-
" انظر إلي جيدا .. ما حدث قبل قليل تم تصويره كاملا .. وهو موجود عندي ... ليس في هذا الفلاش فقط بل على حاسوبي الشخصي في منزلي ... يعني الفيديو تم حفظه عندي ولا يستطيع أي شخص أن يأخذه مني دون موافقتي ..."
ابتعد عنها وعيناه تقدحان نارا لتبتسم بإنتصار وهي تأمره :-
" اجلس هيا .. اجلس ودعنا نتحدث ..."
جلس على الكنبة المقابلة لها بملامح تقطر غضبا وقال :-
" قولي ما تريدنه ..."
ابتسمت بهدوء وهي تهتف :-
" ذلك الفيديو .. صحيح لم أره لإن أخلاقي لا تسمح لي برؤية أشياء كهذه لكنني أعلم جيدا ما يحويه .."
ردد متهكما :-
" كم أخلاقك رفيعة يا غالية ..؟! أخلاقك لا تسمح لك برؤية محتوى الفيديو لكنها تسمح لك بإرسال صديقتك لإغوائي لأمارس علاقة معها بل وتطلبي منها تصويري أيضا ونحن نفعل ذلك .."
قاطعته وهي ما زالت تبتسم بهدوء :
" ليست صديقتي ..."
نظر إليها بتجهم لتضيف :-
" هي مجرد فتاة من ماضيك العاصف .. ماضيك الذي يحوي نساءا لا تعد ولا تحصى .."
" ماذا تقولين انتِ ..؟! انا رأيتها لأول مرة معك ..."
قالها بحنق لتهتف موضحة :-
" أعلم .. تلك الفتاة .."
اخذت نفسا عميقا ثم قالت :-
" تلك الفتاة اسمها فرحة .. فتاة جميلة بل رائعة الجمال وذات علاقات متعددة ... "
" هكذا إذا .. وانت طلبتي منها إغوائي .."
ردت بثقة :-
" كان إتفاقا بيننا .. هي أرادت ذلك وسعت له بقوة وانا كنت مجرد وسيط .."
أكملت وهي تشاهد دهشة ملامحه :-
" ألم أخبرك إنها إحدى ضحايا ماضيك العاصف ..؟!!"
" وأنا أخبرتك إنني لا أعرفها ..."
قالها بغضب مخيف لتهتف ببرود :-
" لا تعرفها هي لكنكِ تعرف أقرب الناس لها .. "
نظر إليها بحيرة لتضيف بلا مبالاة :-
" ليس مهما .. المهم هو الفيديو .."
سأل من بين أسنانه :-
" ماذا تريدين ..؟! أخبريني ... مالذي تريدنه مقابل الفيديو ..؟؟"
صمتت للحظات قبل أن تقول بهدوء :-
" الفيديو مقابل شيء واحد فقط ... ستفعل ذلك الشيء والمقابل إن هذا الفيديو لن يرى النور أبدا .. لن تفعل فسوف أقوم بنشره في كافة المواقع لتصبح فضيحتك علنية وتكون حديث مجتمعنا المخملي للأبد وتخسر كل شيء .."
قاطعها وهو ينتفض من مكانه بحدة :-
" أخبريني ماذا تريدين ولا تماطلي ..."
إسترخت في جلستها وهي تردد :-
" أمر سهل جدا .. تنازل رسمي عن حضانة طفلك لوالدته ... "
" ماذا ...؟! انت تمزحين ..؟!"
صاح بعدم تصديق لتنهض من مكانها وهي تقول :-
" انا لا أمزح .. كلامي واضح ولا نقاش فيه .."
أكملت بقوة :-
" التنازل عن حضانة الطفل مقابل عدم ظهور الفيديو للعلن ..."
أنهت حديثها :-
" سأمنحك فرصة للتفكير .. تصبح على خير .."
اتجهت مغادرة المكان تاركة إياه مصعوقا من صدمة ما حدث معه وما تبعه من طلب لم يستوعبه أبدا ..!!
................................................................
أنت تقرأ
حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأول من سلسلة ضباب الروح )
Romanceهو رجل يشبه الظلام .. رجل طعنه القدر بقسوة ولم يتبقَ منه سوى بقايا روح ترفض الحياة .. أما هي فأتت وإخترقت حياته المظلمة بالصدفة البحته .. بقلب نقي بريء وروح لا ترغب بشيء سوى الأمان وجدت نفسها عالقة بين ظلماته المخيفة .. وأخرى لم تدرك شيئا سوى إنها ت...