مشهد لعمار ومريم من الفصل القادم ..
اقروا بتركيز لانوا فيه تفاصيل مهمة ❤️دلف عمار الى الحديقة التي يقام بها الحفل بملامح ممتعضة قليلا ...
لم يكن يرغب في القدوم لولا إصرار غالية على حضور حفل ميلادها ...
سار بخطوات رتيبة الى الداخل عندما انتبه لا إراديا الى ليلى التي تتسلل مع نديم الى الحديقة الخلفية ..
رأهما من بعيد فزاد إمتعاض ملامحه وهو يتذكر ما فعلته معه ...
يحقد عليها كثيرا .. هو في الحقيقة يكرهها منذ زمن .. منذ أن أدرك مشاعرها ناحية أخيه الأصغر .. هو يكره أي شيء يخص نديم فكيف اذا كانت الفتاة التي تحبه ..؟!
زفر أنفاسه بضيق وهو يتذكر لقاءه مع شيرين التي يبدو إنها نسته تماما ..
ربما هو بدوره تناساها ولم يتذكرها خلال العام المنصرم إلا مرات قليلة لكن هذا لا يمنع من إنزعاجه من حقيقة تجاوز مشاعرها نحوه كما أخبرته هي ...
انتبه الى والده الذي أشار له ان يقترب فتقدم نحوه على مضض مضطرا لتحيته ...
شعر بالراحة قليلا لعدم وجود زوجته جانبه فسار نحوه حتى وصل لينهض والده من مكانه ويحتضنه بسعادة يقابلها هو بجمود لا ينتهي ...
شعر بغالية التي تقدمت نحوه تلقي نفسها بين أحضانه بفرحة شديدة ووالده يتأملها بحبور لا يخفى عليه ...
ابتعدت عنه تهتف بنفس الفرحة :-
" سعدت كثيرا بمجيئك ..."
رسم إبتسامة مصطنعة لم تصل الى عينيه وهو يقول :-
" كل عام وانتِ بخير يا غالية ..."
ثم أخرج من جيبه علبة زرقاء تحتوي على خاتم ثمين أخذتها منه بسعادة عارمة ثم فتحتها وشهقت بإعجاب من جمال الخاتم وتصميمه الرائع ...
سارعت تقبله من وجنتيه وهي تشكره من أعماق قلبها ليتأملها عمار بحيرة من حبها الصادق له رغم جفائه الصريح معها ...
انتبه الى والده الذي يطلب منه الجلوس فجاوره في جلسته بضيق خفي ليسمع والده يخبره بتردد :-
" من الجيد إنك أتيت يا عمار .. ريتاج ابنة صالح صديقي المقرب ستأتي الى الحفل .. أريدك أن تتعرف عليها فأنا أرى بها الزوجة المناسبة لك .."
احتدت ملامحه وهو يهتف بعدم تصديق :-
" عفوا .. ماذا ترى فيها ..؟! هل تفكر في تزويجي فتاة من إختيارك ...؟!"
تنهد والده وقال بجدية :-
" دعني أشرح لك اولا .. انت تعرف إن صالح صديقي كان وزيرا لأعوام طويلة وابنه اليوم يتجهز لدخول عالم السياسة ... ريتاج ابنة عائلة عريقة .. عائلة ستكون أكبر داعم وسندا لك في مجال عملك الذي إخترته .. إنها فتاة يحلم بها أي شاب .. فتاة جميلة ومثقفة وابنة عائلة محترمة وأرى إنها تناسبك وخسارة أن تذهب لغيرك ..."
رد عمار بهدوء مصطنع :-
" أنا لا أفكر بالزواج الآن يا أبي وعندما أفكر بذلك سأتزوج الفتاة التي أختارها أنا ولست أنت ..."
أضاف بسخرية متعمدة :-
" لماذا أنت مهتم بتزويجي بهذه السرعة ..؟! هل تخشى أن أتزوج ممن لا تليق بإسمي ومركزي كما فعلت أنت يوما ما ...؟!"
أطلق والده تنهيدة متعبة وهو الذي لم يتخيل أن يتجه الحديث الى هذه النقطة فقال بصدق :-
" إذا كنت ستختار فتاة تشبه والدتك فلن أمانع بالطبع ... والدتك كانت أفضل إمرأة رأيتها في حياتي يا عمار وستكون محظوظا إن تزوجت بمن تشبهها ولو قليلا حتى .."
التوى فم عمار مرددا بسخرية مريرة :-
"ولذلك تزوجت عليها ودمرتها تماما .."
الألم الذي ظهر على ملامح والده لم يؤثر به بل كان يتمنى أن يراه متألما أكثر وأكثر ..
هو لا يصدق عذابه الذي يظهر على وجهه كلما ذكر سيرة والدته أمامه مثلما لم يصدق بكاءه عليها وإنهياره الغريب يوم وفاتها ...
انتبه الى صباح التي تقدمت نحويهما فهتف بإزدراء :-
" أعذرني يا أبي لكنني سأنهض الآن ... لقد جاءت عقربتك وأنت تعرف إنني لا أطيق رؤية وجهها ..."
ثم نهض من مكانه دون أن يسمع رده ..
سار بملامح جامدة خارج الحديقة عندما توقف بجانب البوابة الخارجية للفيلا يدخن سيجارته ...
لحظات وفوجئ بقطة لا يعرف من أين أتت تقفز عليه وصوت فتاة تنادي عليها وهي تركض اتجاهها :-
" توقفي ... انتظري .."
ثم أشارت له :-
" إمسكها من فضلك .."
ثم سارعت تجذب القطة من يده ما إن وصلت إليه لتتأملها عينا عمار لا إراديا وهي تحتضن القطة وتربت عليها وتتحدث معها بكلمات لم ينتبه عليها ...
مراهقة صغيرة ذات شعر أشقر مموج قصير نوعا ما وعينين زرقاوين ...
ترتدي فستانا أبيض يتسع عند خصرها قليلا ويصل طوله الى ركبتيها وفي قدميها حذاء مسطح من نفس اللون ...
عاد ينظر الى وجهها ليجدها ترفعه نحوها وهي تبتسم بشكل محبب فسيطرت إبتسامتها على حواسه للحظات ...
" أعتذر منك .. لكن جيسي متوحشة قليلا ..."
رفع حاجبه مرددا :-
" جيسي ..!!"
أومأت برأسها و عادت تقول وهي تمرر أناملها في فرو القطة :-
" جيسي قطتي ... "
نظر الى القطة والتي للغرابة بدت تشببها كثيرا في لونها الأشقر وعينيها الزرقاوين الحادتين ...
سألها بعدما عاد ينظر الى وجهها :-
" من أنتِ ..؟!"
أجابته تعرف عن نفسها ببساطة محببة :-
" انا مريم ... مريم سليمان ابنة احمد سليمان .. هل تعرفه ..؟!"
هز رأسه محاولا السيطرة على ملامح الكره التي سيطرت على روحه وأجاب :-
" نعم ، بالطبع أعرفه ..."
ابتسمت بخفة ثم تحركت وهي تحمل قطتها مبتعدة عنه لكنها سرعان ما إستدارت عائدة نحوه تسأله بفضول واضح :-
" نسيت أن أسألك .. من أنت ..؟!"
أجاب بهدوء متمعنا النظر في ملامح وجهها التي جذبته بشدة :-
" انا عمار .. عمار الخولي ابن حسين الخولي .."
صاحت تسأله بدهشة :-
" أنت أخو غالية ونديم ..؟!"
رد يومأ برأسه :-
" نعم ... "
ضحكت وهي تقول :-
" كنت أسمع غالية تتحدث عنك أحيانا ..."
أضافت تغمز بشقاوة سلبت لبه :-
" لكنها لم تخبرني إن أخيها الأكبر وسيم الى هذا الحد .."
سيطر على نبضاته المهتزة بسببها وسألها بحاجبين معقودين :-
" كم عمرك أنتِ ..؟!"
إبتسمت تسأله بخفة :-
" كم برأيك ..؟!"
أردفت وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها :-
" انا في الخامسة عشر من عمري ..."
وعندما وجدته يتأملها بتركيز همست بمرح :-
" صغيرة جدا .. أعلم ذلك .."
عاد ينظر إلى عينيها تحديدا مرددا بغموض :-
" الصغيرة تكبر .."
لم تنتبه الى نبرته الغير إعتياديه فهزت رأسه تهتف بعفوية :-
" معك حق .. سأذهب الآن ... هل ستبقى أنت هنا ..؟!"
" سأدخل بعد قليل .."
قالها بقليل من البرود لتومأ برأسها متفهمة وتعاود الدخول الى الفيلا وهي تحمل جيسي بين ذراعيها ...
تبعها بعد مدة حيث عاد الى الحفل مجددا ليبحث بعينيه لا إراديا عنها فوجدها ترقص مع أحد الشباب والذي يبدو قريبا منها عمرا ..
تتمايل بجسدها بين ذراعيه وفستانها الناعم يتطاير حولها ..
بدت جذابة بشدة رغم سنوات عمرها القليلة ووجد نفسه ينجذب إليها ولا يزيح نظره عنها لحظة واحدة ...
صغيرة هي لكنها ستكبر يوما ما ..!! صغيرة هي لكنها إستحوذت على إنتباهه كاملا ..!!
لم يكن يعلم عمار في تلك اللحظة إن الصغيرة ستكبر وتكبر معها مشاعره ورغبته بها ..
عشقه لها سيكبر مع مرور الاعوام ومعه يكبر إنتقامه المنتظر ويزداد حقده على من حوله ...!!رأيكم بالمشهد ..؟!
معاذنا غدا باذن الله مع الفصل الثاني عشر ..
#عمار_مريم
#حبيسة_قلبه_المظلم
#سارة_علي
أنت تقرأ
حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأول من سلسلة ضباب الروح )
Storie d'amoreهو رجل يشبه الظلام .. رجل طعنه القدر بقسوة ولم يتبقَ منه سوى بقايا روح ترفض الحياة .. أما هي فأتت وإخترقت حياته المظلمة بالصدفة البحته .. بقلب نقي بريء وروح لا ترغب بشيء سوى الأمان وجدت نفسها عالقة بين ظلماته المخيفة .. وأخرى لم تدرك شيئا سوى إنها ت...