الفصل الأربعون
( الجزء الاول )
كان المشهد مثيرا للغثيان ..
زوجها يقف وأمامه شقيقة صديقتها التي عهدتها دائما كأخت صغيرة لها ، تقف أمام زوجها بملابسها الداخليه العلوية في منظر مثير للنفور والإشمئزاز ...
لقد جائت صدفة الى الشقة عندما وجدت الباب مفتوح وصوتهما يتسرب الى مسامعها ..
عرضها الصادم ورفضه الذي سمعته في أذنها ورغم هذا لم تتقبل الصورة التي وجدته عليها وقلبها ينتفض داخل أضلعها يخبرها بوجود شيء ما بينهما ..
إنكمشت في مكانها عندما وجدته يتقدم نحوها وهو يهمس بإسمها بخفوت بينما مريم سارعت تجذب قميصها وترتديه ثم تركض خارج الشقة بأقصى سرعتها خجلا من هذا الموقف الحقير التي وضعت نفسها به ..
" شيرين .."
قالها عمار وهو يحاول لمس ذراعها فتنأى به بعيدا عنه ليهمس بترجي :-
" أقسم لكِ إنه لم يحدث شيء مما تفكرين به ..."
أضاف بجدية :-
" هي من عرضت نفسها علي وأنا رفضت ..."
رمشت بعينيها وهي تردد مخفية دموع ترقرقت بهما :-
" لماذا ..؟! لماذا فعلت مريم شيئا كهذا ..؟!"
رد بصدق :-
" تظن إنها بهذه الطريقة ستنال تلك الشيكات التي وقعت شقيقتها عليها ..."
" آية شيكات ..؟!"
سألته مرغمة رغم وجعها ليجيب بتروي :-
" شيكات قيمتها سبعة ملايين دولار تخص ليلى .. يعني يجب أن تسددها في أقرب وقت وإلا ستحدث مشكلة كبيرة وتلك الصغيرة أتت وعرضت نفسها علي مقابل التنازل عن تلك الشيكات .."
سألته بعدم إستيعاب :-
" وكيف تجرؤ وتفعل شيئا كهذا ..؟؟ كيف تعرض جسدها عليك بكل بساطة ..؟!"
أكملت ونظراتها تحاوطه كليا :-
" كيف تتجرأ مريم وتقدم على تصرف كهذا إن لم يكن هناك شيئا ما دفعها لذلك .. شيئا جعلها تتوقع قبولك .."
سألها بجمود :-
" ماذا تقصدين ..؟!"
سألته هذه المرة بقوة وتصميم على معرفة الحقيقة :-
" مالذي يوجد بينك وبين مريم يا عمار ..؟!"
هتف بضيق :-
" لا يوجد شيء بيننا يا شيرين .. هي تصرفت بهذه الطريقة الهوجاء دون تفكير .. فتاة طائشة و .."
قاطعته :-
" مريم لم تكن لتجرؤ وتفعل شيئا كهذا إلا إذا .."
قاطعها ببرود :-
" إلا إذا ماذا ..؟!"
أكمل بجدية :-
" أنا هددت شقيقتها .. وهي أرادت إنقاذها .. هكذا فقط .."
صاحت بعدم تصديق :-
" بهذه الطريقة ..؟! تنقذ شقيقتها بهذه الطريقة .."
رد بلا مبالاة :-
" نعم بهذه الطريقة .. لا يوجد طريقة أخرى أمامها سوى هذه ..."
ضحكت غير مصدقة :-
" بأن تعرض جسدها عليك .. هذه الطريقة المناسبة حقا .. قل شيئا غير هذا من فضلك يا عمار ..؟!"
تمتم بضيق :-
" ماذا تريدين مني قوله يا شيرين ..؟!"
ردت وعي تعقد ذراعيها أمام صدرها بتحدي :-
" ماذا يجري بينك وبين مريم يا عمار ..؟! مريم ما كانت لتلجأ الى تصرف كهذا إلا إذا ما كان هناك شيء حدث بينكما مسبقا .. شيء دفعها للتجرؤ والإقدام على خطوة كهذه .."
سألها مستهزئا عن قصد :-
" شيء مثل ماذا ..؟!"
تقدمت نحوه تهتف بثبات :-
" إعجاب أو رغبة صريحة من طرفك .."
صاح بإنزعاج :-
" هذا هراء .."
أكمل بحنق:-
" أنا لا أفهم علام تحاسبيني بالضبط ..؟! الفتاة أتت بنفسها هنا وعرضت نفسها علي وأنا رفضت .. لماذا ترمين الخطأ علي بينما هي من أتت وفعلت كل هذا ..؟!"
صاحت بدموع :-
" لإنني أعرفك وأعرفها جيدا .. لإنني متأكدة إنك فعلت شيئا غير التهديد جعلها تقدم على ذلك ... جعلها تعرض جسدها عليك .."
أضافت بثقة :-
" لا توجد إمرإة تعرض نفسها على رجل إلا إذا ما شعرت برغبته نحوها مسبقا ومريم بالتأكيد تعلم إنك ترغبها وبالتالي أرادت أن تنقذ شقيقتها بأي طريقة .."
ضحك مرددا بعدم إستيعاب :-
" انت تبررين لها حقا يا شيرين ..؟! تبررين لها وتلقين اللوم علي ...؟! هي من أخطأت و تصرفت بطريقة لا تمت للإحترام بصلة وانت .."
قاطعته وهي تمسح وجهها بكفيها :-
" أنا أعرف مريم جيدا .. لو لم تكن مضطرة ما كانت لتفعل هذا .."
قال بجدية :-
" في هذه النقطة أنا متفق معك .. هي بالفعل كانت مضطرة عندما هددت شقيقتها .."
قاطعته بعدما أخذت نفسا عميقا :-
" أخبرني الحقيقة يا عمار .. ماذا يحدث بينك وبين مريم ..؟! ماذا فعلت بها ..؟؟ بأي طريقة عبثت معها ..؟!"
ضرب كفا بكف وهو يقول :-
" انا حتى الآن لا أستوعب ما تقولينه ... انت تحاسبينني أنا وتلقين جميع اللوم علي بينما هي من فعلت كل شيء وأقدمت على هذا التصرف المشين .."
صاحت بألم :-
" لإنني أعرفك .. أعرفك أكثر من نفسك حتى .. أعرفك يا عمار .. "
تنهد وهو يقول مرغما :-
" والحل يا شيرين ..؟! انا لا علاقة لي بهذا الأمر وما حدث بتاتا .. "
رمقته بنظراتها وهي تردد بخذلان :-
" لا يوجد حل يا عمار ... انت خذلتني وإنتهى الأمر .."
تحركت خارج الشقة ودموعها تتساقط على وجنتيها بحرارة بينما يجري هو خلفها ينادي عليها حتى جذبها من ذراعها وأوقفها أمامه مرددا بتوسل :-
" إسمعيني من فضلك .."
تأمل عينيها الباكيتين ليردد بترجي :-
" لا تبكي من فضلك .. أنا لا أتحمل رؤية دموعك .."
" اتركني يا عمار .."
قالتها وهي تدفعه بعيدا لكنه تمسك بها يرغمها على النظر إليه عندما هم بالتحدث لكن رنين هاتفه أوقفه فقال وهو يخرجه من جيبه :-
" إنتظري لحظة .."
تأمل إسم إبن عمه الذي يضي الشاشة فتعجب من هذا الإتصال الغريب عندما أجابه فيأتيه صوت شريف مرددا :-
" أين أنت يا عمار ..؟! هناك من خطف غالية .. يجب أن تأتي فورا .."
........................................................
أنت تقرأ
حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأول من سلسلة ضباب الروح )
Romanceهو رجل يشبه الظلام .. رجل طعنه القدر بقسوة ولم يتبقَ منه سوى بقايا روح ترفض الحياة .. أما هي فأتت وإخترقت حياته المظلمة بالصدفة البحته .. بقلب نقي بريء وروح لا ترغب بشيء سوى الأمان وجدت نفسها عالقة بين ظلماته المخيفة .. وأخرى لم تدرك شيئا سوى إنها ت...