الفصل الثاني والأربعون ( الجزء الثاني )
ظلت واقفة مكانها للحظات تنظر إليهما بثبات غريب وملامحها صامتة تماما لا تظهر أي إنفعال كما هو متوقع ..
كلاهما كانا ينتظران ردة فعلها ...
ماذي تتوق لردة فعل منطقية .. تريدها أن تغضب وتثور وتتهمه بالخيانة وستعزز هي ذلك وقتها وتنال مرادها ...
اما نديم فكان يترقب .. ملامحه هادئة تماما .. عيناه ثابتتان ... كل شيء به يتسم بالهدوء الظاهر وكأن وجود ماذي معه في شقته أمرا عاديا ..
كان يتقصد إظهار هذا ... لن يسارع ويبرر او يشرح سيكتفي بهدوء تام وبساطة في التصرف لكن داخله هو ينتظر .. يترقب ويخشى من ردة فعل ستهدم رباطا آخرا بينهما ..
فلو ظنت حياة به السوء هذه المرة ستكون قتلت شيئا جديدا بينهما ...
هو لن يتجاوز الجرح الذي سببته له بإصرارها على تركه دون تراجع أو تفكير كي يتقبل شكوكها به إو إتهامه بالخيانة ..
إذا فعلت هذا فستكون قضت على أهم شيء يشعر به نحوها ..
الإحترام والإعجاب وسيفهم حينها إنها لم تعرفه يوما .. لم تفهمه بما يكفي وربما لم تحبه أيضا كما تدعي وتعتقد هي ..!!
وأخيرا نطقت بهدوء بدا مترسخا في نبرة صوتها ونظرات عينيها العادتين تماما :-
" مرحبا .."
أضافت وهي تشمل ماذي بنظراتها :-
" أهلا ماذي .. غريب .. ماذا تفعلين هنا ..؟!"
أضافت تبتسم بشكل بدا طبيعي جدا :-
" ألم تخبرك جينا إنني تركت الشقة هنا ..؟!"
تلعثمت ماذي للحظة وقد خاب ظنها تماما وهي التي كانت تنتظر ردة فعل معاكسة ..
سرعان ما سيطرت على تلعثمها وهي تجيب بنفس الإبتسامة التي تحمل خلفها طيا من الخبث شعرت به حياة لأول مرة :-
" أتيت لأتحدث مع نديم ..."
أضافت وهي تلمس ذراعه بكفها :-
" شعرت إنه بحاجة الى الصحبة بعد إنفصالكما .."
حافظت حياة على إبتسامتها وهدوئها :-
" لم لا ..؟! أمرٌ جيد .. جميعنا نحتاج الى الرفقة خاصة عندما نعايش فترات صعبة ..."
أبعد نديم كف ماذي برفق كي لا يجذب إنتباه حياة وهو يردد ببرود متجاهلا قدوم حياة :-
" عن إذنكما .. لدي عمل هام يجب أن أنجزه ...."
أضاف وهو يشير الى حياة :-
" يجب أن أغادر الآن ..."
لكنها قاطعته فورا :-
" نديم إنتظر لحظة ..."
توقف مكانه دون أن ينظر نحوها فأشارت هي الى ماذي تمنحها إبتسامة باردة تماما هذه المرة :-
" يمكنك المغادرة أنت يا ماذي .. أريد التحدث مع نديم بأمور خاصة بيننا .."
هزت ماذي رأسها بنفس البرود وهي تتحرك خارج الشقة دون أن تنبس بكلمة واحدة عندما نظر نديم أخيرا نحوها يسألها ببرود مقصود :-
" نعم ..؟!!"
سألته بتردد :-
" كيف حالك ..؟!"
رد بنبرة عادية :-
" جيد .. "
تنحنت تهتف بحرج :-
" أتيت لجمع أغراضي و ..."
قاطعها مدعيا عدم الإهتمام :-
" حسنا .. الشقة مفتوحة أمامك .. إفعلي ما تشائين ..."
أضاف عن قصد :-
" حاولي ألا تتركي شيئا أبدا لإنني سأغادر الشقة خلال أيام ..."
سألته بإهتمام :-
" لماذا ستترك الشقة ..؟!"
رد ببرود :-
" سأعود الى البلاد .. "
كادت أن تخبره إنها ستفعل لكنها تراجعت وهي تكتفِ بهزة من رأسها عندما هم بالتحرك لتوقفه مجددا :-
" نديم ..."
أخذ نفسا عميقا ثم إستدار نحوها يرمقها بعينيه وهو يسأل :-
" نعم يا حياة ...؟!"
تسائلت بإرتباك:-
" متى أتت ماذي ..؟!"
رد بحزم :-
" منذ قليل .."
أضاف وعيناه تنظران إلى عينيها بقوة :-
" إذا كان لديك أسئلة أخرى فلا داعي لطرحها لإنني لن أجيب عليها ..!!"
سألت بملامح شاحبة :-
" ماذا تعني ..؟! انا لا أفهم .."
رد بتهكم :-
" انتِ تفهمين .. مثلما أنا أفهم عليك جيدا ... أدرك ما يجول داخل عقلك وإلى أي منحنى تتجه أفكارك ورغم هذا فأنا لن أبرر ولن أشرح أي شيء لإنكِ لا تمتلكين الحق أساسا في الحصول على أية مبررات منتظرة ..."
إحتقنت ملامحها وهي تهمس ببحة متألمة :-
" هل إنتيهت ..؟!"
لم يجبها بل بقي يتابعها بصمت عندما أضافت :-
" لا أحب طريقتك هذا .. لا تفرغ غضبك مني بهذه الطريقة .."
هم بالتحدث فأوقفته بحزم :-
" لا تتحدث من فضلك .. لا تقل شيء يدمر ما بيننا أكثر ..."
إبتسم هازئا وهو يقول :-
" لم يبقى بيننا شيئا سليما كي يُدمر .."
إبتلعت غصتها وهي تهتف :-
" عليك أن تعلم إن سؤالي ليس للدافع الذي تعتقده أبدا .. انا أعلم إنك لست كذلك .. "
تنهدت وهي تسترسل :-
" سألت فقط لإنني إستغربت وجودها بهذه السرعة فيبدو إنها سارعت تركض إليك ما إن علمت بأمر إنفصالنا ..."
سألها عاقدا حاجبيه :-
" أنت من أخبرتها ، أليس كذلك ..؟!"
ردت بحذر :-
" ليس تماما .. كانت تتصل بي بإستمرار وانا لم يكن لدي مزاج يسمح للرد عليها فردت جينا عليها وأخبرتها بإختصار عما حدث .."
أردفت بجدية :-
" توقعت إنها ستفعل ذلك .."
نعم توقعت لا تنكر بعدما أخبرتها جينا عما شعرت به أثناء مكالمة ماذي ومعرفتها بخبر الإنفصال فأخذت تراجع تصرفات ماذي منذ البداية وتتذكر رأي نديم بها وضيقه من وجودها في حياتهما وما تبعه من ذلك حتى شعرت إن تلك الفتاة ليست لطيفة كما إعتقدت وقد أكدت لها رؤيتها اليوم شعورها هذا ..
" انا رغم كل شيء حدث بيننا أثق بك .. أعلم إنك لست من هذا النوع ولن تكون .."
" أي نوع ...؟!"
سألها وهو يلوي فمه بتهكم لاذع لترد بجدية متجاهلة تهكمه :-
" يعني انت لا تركض خلف النساء ولا تسارع لرمي نفسك بين أحضان أول أنثى تطرق بابك ... لست من النوع الذي ينجرف في علاقات عابرة مع ماذي او غيرها ... انت لست هكذا أبدا ..."
قال بجمود :-
" من الجيد إنكِ ترين بي صفة جيدة كهذه ..."
قالت بصدق وعيناها لمعتا بعشق يحتل كل إنش من خلاياها :-
" انت مليء بالصفات الجيدة ... انت رجل رائع وأقرب للمثالي ..."
همس وهو يمنحها نظرات لائمة :-
" و لهذا تركتني ...؟!"
ردت بألم نبع من عينيها البنيتين :-
" ربما المشكلة تكمن بي ... الخلل عندي وليس عندك ... "
ردد بقسوة :-
" نعم ، ربما هكذا بالفعل ..."
هزت رأسها تبتلع دموعها التي كانت على وشك الهطول عندما هتفت مغيرة الموضوع :-
" ماذي رهيبة .. لم تنتظر يومين حتى على مغادرتي الشقة لتأتيك راكضة .."
هتف يقلدها بتهكم :-
"لماذا تقولين هذا ..؟! إنها فتاة مسكينة حقا وليست سيئة كما تبدو ...!!"
منحته نظرة جامدة وهي تردد:-
" أخطأت في ذلك ... جل من لا يُخطئ..."
هتف ببرود :-
" معك حق .. الجميع يخطئ دون إستثناء .. "
أضاف يبتسم بإقتضاب :-
" من الجيد أدركت خطئك أخيرا عسى ولعل تدركين البقية ..."
أكمل يرمقها بثبات ونظرات مقصودة تماما :-
" لكن إنتبهي .. هناك أخطاء لا يمكن تصحيحها بسهولة .. لذا كوني حذرة وأنت ترتكبين أخطائك القادمة يا حياة ..!!"
رمشت بعينيها وهي تردد :-
" اخطائي القادمة ..؟!! لن يكون هناك أخطاء قادمة بإذن الله .."
أضافت تسأله :-
" هل ستعود الى البلاد حقا ..؟!"
اومأ برأسه وهو يجيب :-
" نعم ، سأعود خلال أيام كما ذكرت منذ قليل .. "
هزت رأسها بتفهم ليضيف بجدية :-
" هل يمكنني المغادرة الآن أم إن هناك شيئا أخر ..؟!"
نظرت إليه للحظات قبل أن تهز رأسها نفيا عندما هم بالمغادرة لتنادي عليه فيتوقف للحظات قبل أن ينظر نحوها فتهمس بنبرة ضعيفة :-
" انا أيضا سأعود الى البلاد قريبا جدا ..."
تلاقت نظراتهما للحظات ... لحظات قليلة قطعها وهو يبعد عينيه عن عينيها ويكتفي بإيماءة مختصرة من رأسه وهو يغادر الشقة لتبقى هي وحدها في أركان الشقة التي عاشت بها معه لشهور قليلة تدرك جيدا إنها لن تنساها أبدا وستبقى مطبوعة في قلبها وذاكرتها الى الأبد ...!!
..............................................................
لحظات قليلة تبعت تلك الصفعة عندما إنطلق مهند خارجا من القصر بأكمله بسرعة شديدة ...
اتجه نحو سيارته وحركها متجها خارج القصر يسير بأقصى سرعته دون توقف ودون وجهة محددة ...
كان يضغط بأنامله على مقود سيارته بينما عيناه حمراوين تماما وتلك الدموع التي تشكلت بهما بدأت تغشيهما مما أجبره على التوقف جانبا ليغمض عينيه بقوة شديدة بينما أخذ صدره يعلو ويهبط بشدة جعلته يشعر إنه سيفقد حياته من شدة غضبه وقهره وإنفعاله ...
فتح باب سيارته وإندفع خارجا منه عندما أخذ يركلها بقدمه وصوت صياحه الذي بدا كزئير أسد محبوس في حفرة مظلمة ضئيلة جدا تصاعد مصاحبا لركلاته التي لن يتوقف عنها حتى شعر بالألم يغزو قدمه بفعل الضربات الشديدة ليبتعد عدة خطوات متكئا على قدميه بإنهاك وأنفاسه عادت تعلو وتهبط دون توقف ...
كان يود أن يصرخ بصوت أعلى .. يود أن يصيح ويصيح دون توقف ..
كان يود أن يبكي .. أن يفرغ تلك الطاقة المليئة بالتعب والوجع داخله ..
لمَ كل شيء حوله يزداد تعقيدا مع مرور الوقت ..؟؟
إلى متى سيبقى يدفع ثمن أخطائه السابقة ..؟!
هو أخطأ كثيرا ويعترف بهذا ...
لكن ما يحدث معه يفوق قدرته على التحمل ...
بعد كل ما مر به وبعدما بدأ يستشعر اخطائه التي إرتكبها في حق نفسه قبل الجميع جاء هذا الخبر كصفعة مدوية فوق وجهه تخبره إنه لا أمل له بالتحرر من ذنوب الماضي ولا مجال للعودة عن الطريق الذي سلكه ...
هو الذي شعر برغبة شديدة في التراجع .. التوقف عن تلك الأفكار المسمومة التي لم يزرعها سواه في رأسه .. النظر بشكل أكثر عمقا و جدية لجميع من حوله...
هو الذي كان ينوي أن يفتح صفحة جديدة في حياته ... يتحرر من قيود الماضي التي كبل هو بها نفسه لا أحد غيره .. أن يدرك قيمة ما لديه وأن يوازن بين رغباته المجنونة وواقعه ..
كل ما أراده وما خطط له ذهب سدى ....
جيلان تحمل طفله ...
طفلا أتى نتيجة فعلته المتهورة ... تصرفا أرعنا يشابه جميع تصرفاته التي إرتكبها طوال السنوات الماضية ..
لكن هذه المرة الوضع يختلف .. تصرفه هذا لا علاج له وخطأه لا يمكن تخطيه أبدا ..
هناك طفل آتٍ في الطريق ... طفل جاء نتيجة غبائه وغروره الذي جعله ينال جيلان قسرا ليس لرغبة فيها بل لأجل إثبات حقيقة معينة يستغلها ضدها وضد شقيقها ليسقط هو في النهاية في بئر عميق مظلم تماما نتيجة تصرفه وطيشه ..
ماذا سيحدث الأن ..؟!
هل سينجب طفلا حقا ..؟! ومِن جيلان ..؟؟ جيلان بحق الله ..!!
سيصبح أبا لطفلا من فتاة صغيرة قاصر لم تبلغ سن الرشد بعد ..
مراهقة لا يعلم عنها شيئا سوى إنه تزوجها لفترة قصيرة مضطرا ليس إلا ..
أي حظ عاثر يمتلك ليتورط في ورطة كهذه وأي مصيبة تلك التي وقع بها ..؟!
مسح على وجهه متجاهلا التعب الذي يكاد يفتك بكل جزء من جسده عندما توجه نحو سيارته يجر أذيال خيبته خلفه فصعد في مقعده الأمامي ليتأمل ملامح وجهه المنهكة عندما وقع بصره لا إراديا فوق جانب وجهه الذي صفعه شقيقه بقوة جرحته في الصميم ..
أغمض عينيه بقهر مفكرا إن هذه الصفعة أعادت كل شيء بينهما كما كان حيث نقطة الصفر..
هذه الصفعة صنعت شرخا جديدا بينهما وهو الذي كان يعتقد إن الشرخ القديم بدأ يلتئم أخيرا ...
اما في قصر الهاشمي ..
أخذت همسة تتابع زوجها وهو يسير داخل غرفة نومهما في جناحهما الضخم ذهابا وإيابا بملامح شديدة الغضب بينما أخذ السباب ينطلق منه دون توقف ..
لا تتذكر إنها رأته يوما على هذه الحالة من الغضب وفقدان السيطرة على أعصابه ..
لطالما كان جامدا صلبا لا يظهر غضبه لكن اليوم بدا منفعلا بشكل مخيف ...
شهقت بصمت عندما حمل أحد عطوره الثمينة ورماه أرضا لتنتفض من مكانها تتقدم نحوه تهتف بفزع :-
" توقف يا راغب بالله عليك .."
أضافت بتوسل :-
" اهدأ من فضلك وحاول أن تفكر وتجد حلا و .."
قاطعها بإنفعال ؛-
" أي حل بالله عليك ..؟! من أين سأجد حلا ..؟! الفتاة حامل .. حامل منذ مدة ونحن لا نعلم شيئا ... "
أضاف بغضب مخيف :-
" اللعنة عليك يا مهند .. اللعنة عليك أيها الغبي .. إلى متى سأتحمل أخطائك الغبية ..؟! كيف سأصحح خطئك اللعين هذه المرة ..؟!"
عقدت ذراعيها أمام صدرها بملامح يائسة بينما أخذ هو يسير ذهابا وإيابا وعقله لا يسعه التفكير مما ينتظرهم ...
" ماذا سأقول لوالدي والأهم ماذا سنقول لعمار الخولي وكيف سنتعامل مع ردة فعله حينها ..؟!"
تملكها القلق بينما أضاف وهو يكز على أسنانه :-
" بسببه أصبحت في موقف غبي كهذا .. موقف لم أمر به طوال حياتي .. لأول مرة في حياتي يفعل أحدهم بي هذا .. انا منحت كلمتي لعمار والآن سأبدو ضعيفا غبيا فشلت في الحفاظ على كلمتي ووعدي له .. "
أضاف يهمس بتوعد مجنون :-
" بسبب شقيقي الأحمق حدث كل هذا .. بسببه هو .. الغبي .. جعلني أبدو كالأبله امام ذلك الحقير .. نكس رأسي أمام عمار بل أمام الجميع .."
قالت همسة بخفوت سمعه :-
" انت ايضا تتحمل المسؤولية يا راغب وليس مهند وحده .."
نظر إليها بعينين مشتعلتين عندما إسترسلت بشجاعة :-
" كان عليك أن تتوقع حدوث شيء كهذا عندما قررت تزويج جيلان من مهند بل وأصريت على أن تبقى جيلان معه في جناحه .. ماذا كنت تنتظر ..؟! هل تعتقد إن مهند قديس مثلا ..؟!"
أضاف وهي تهز كتفيها :-
" برأيي انت وعمار من تتحملان المسؤولية أولا قبل مهند نفسه حتى .. انت من خططت لهذه الزيجة وعمار من وافقك عليها .. أنتما ألقيتما بالفتاة المسكينة يين أحضان مهند دون تفكير في عمرها الصغير ولا وضع مهند نفسه بينما مهند وافق مجبرا وجميعا نعلم ذلك وجيلان لا حول لها ولا قوة ولم تكن تعلم أساسا بما يحدث ..."
هتف بعصبية مكتومة :-
" هل هذا الكلام المناسب برأيك ..؟! هل هذا ما يفترض أن تقولينه وانا في حالة كهذه ..؟!"
قالت بجدية :-
" أنا أقول الحقيقة فقط .. "
أكملت وهي تتنهد :-
" حاول أن تهدأ يا راغب وتفكر جيدا ... لقد حدث ما حدث .. لا حل آخر أمامنا سوى القبول بالأمر الواقع .."
أضافت والقلق يساورها اتجاه مهند الذي غادر القصر منفعلا :-
" انا قلقة على مهند بشدة .. لم يكن عليك أن تصفعه هكذا يا راغب ..؟! إلى أين سيكون ذهب ومتى سيعود ..؟!"
رد بغضب :-
" إلى الجحيم .. ذهب الى الجحيم يا همسة ..."
منحته نظرات لائمة عندما هتف بها بصرامة :-
" برأيي الأفضل أن تنامي وتتركيني لوحدي فأنا لا ينقصني سوى تأنيبك ولومك الآن ..."
همست بجمود :-
" كيف سأنام وأنت تتجول في الغرفة ذهابا وإيابا دون توقف ولا تتوقف عن إطلاق الشتائم والسباب ..؟!"
منحها نظرة قاتمة وهو يسحب هاتفه من فوق الطاولة جانبها يخبرها :-
" سأترك الجناح بأكمله لك يا همسة .. فلتهنئي بنومك من فضلك .."
ثم إندفع خارج الجناح لتتأمل خروجه المندفع بعصبية شديدة بضيق قبل أن تتنهد بتعب وقد ضغطت عليها أحداث الليلة بشدة ..
.........................................................
أنت تقرأ
حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأول من سلسلة ضباب الروح )
Romanceهو رجل يشبه الظلام .. رجل طعنه القدر بقسوة ولم يتبقَ منه سوى بقايا روح ترفض الحياة .. أما هي فأتت وإخترقت حياته المظلمة بالصدفة البحته .. بقلب نقي بريء وروح لا ترغب بشيء سوى الأمان وجدت نفسها عالقة بين ظلماته المخيفة .. وأخرى لم تدرك شيئا سوى إنها ت...