التاسع والخمسون: الحياة لا تقف عند احد

24 4 26
                                    


  لقد خسر .. خسر صديقيه برفقه ذاكرته ، كان دائمًا ينظر الي هاري بالمدرسة و يحاول ان يفهم ! ما الذي حدث ؟ ما الذي جعل صديقه يصمت و يخرج من الغرفة في ذلك اليوم بدون قول اي شيء .

  هل يؤكد له ان بالفعل هناك اشياء لا يعملها ؟ و لكن ...
  ولكن لماذا لا يخبره؟ لماذا ينظر اليه دائمًا بحزن كما لو ان هناك سيف موضوع علي رقبته و ان تحدث و اخبره بما يخبيء سوف ينحر رقبته .

  تنهد بانزعاج و هو يجلس امام مكتب الطبيب النفسي الذي بدأ بالذهاب اليه منذ ذلك الحادث الغريب الذي اصابه بالطبع مجبرًا و ليس مخيرًا

  يجب ان يخبره بكل شيء الان . هو لم يخبره بأي من تلك الاحداث و الاحلام التي تراوده يوميًا . و ذلك الفتي لوك الذي لا ينفك من سماع اسمه بالمدرسة و ايضًا باحلامه .

  و تلك الفتاة لارا .. التي ترافق الفتي بالحلم .

  " حسنًا زين ، انت اخبرتني ان الفتي كان يرتاد المدرسة معك و انك تراه في احلامك اغلب الاوقات . و دائمًا ما يخبرك ان تتذكره و انت تري بعض الذكريات التي تجمعك به . و بذات الوقت تري فتاة والتي هي لارا .. كما اخبرتني اسمها . " توقف الطبيب عن الحديث ينتظر ان يؤكد زين علي كلامه .

  " نعم .. لارا اخبرني براين و هاري انها حبيبة جاستن احدي الفتيان بالمدرسة . " قال بهدوء و شعوره بالانزعاج يزداد اكثر .

  " و ماذا تخبرك لارا في الحلم ؟ " سأل الطبيب و هو يراقب تعابير وجه زين .

  " في بعض الاحيان ، تقف امامي و تخبرني بكم هي تحبني ثم تذهب ، و البعض الاخر تنظر الي بهدوء و لا تتحدث ابدًا فقط تبتسم ثم تذهب بعيدًا . و حين احاول ان اتذكر شيء و اغلق عيناي قليلًا تأتي بذكرياتي و انا اقضي معها اوقاتي بالمدرسة و هي ترتدي الذي المدرسي و تبدو مثل لوك كثيرًا . " قال بشرود و هو يتذكر جيدًا كيف كان يري تلك الفتاة .

  " اممم حسنًا . " اعطي الطبيب بعض الوقت له ان يفكر و يتذكر اكثر ما يراه لانه يعلم جيدًا ان الانسان ينسي الحلم بعد ١٥ دقيقة من استيقاظه .

  " زين ! " قام الطبيب بلفت انتباهه ليرفع الاخر نظره من الارض و ينظر اليه .

  " الم تفكر ان ربما .. يكون لارا و لوك هما الاثنان شخص واحد ؟ " قال الطبيب بهدوء .

  —

  " لارااا . ان العشاء جاهز " صوت ايلينا من خلف الباب قد افاقني من شرودي .
  اخدت نفس عميق و نظرت حولي ، آ ه لقد كنت ادرس انا و هاري منذ قليل و هو قد ذهب لملاقاه ميا و التسكع قليلًا قبل ان يعود الي المدرسة . بينما بقيت انا هنا امام المكتب شاردة الذهن قليلًا ...
  او ربما كثيرًا . فبعد ان نظرت الي الساعة لقد مر بالفعل ساعتين علي ذهاب هاري و انا بنفس موقعي ، اجلس علي المقعد الخاص بالمكتب انظر الي الاوراق و لا افعل شيء .

PRETTY BOYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن