اوجاع الماضي....
يجلس امام شقيقة منذ وقت وقد صليا الظهر سويا.. وتناولا وجبة الغداء التي ارسلتها راغدة اليهما في محل الصاغه الكبير الذي يدير من خلاله احمد جميع محال الذهب التي يملكها في المدينه.. .. الصمت يخيم عليهم و جهاز التبريد يشيع جوا لطيفا منعشا.. يضع احمدعدسة صغيرة تساعده على التدقيق اكثر في عمله... و يراقب راضي باهتمام حركات احمد ساهما مترقبا.. فهو منذ ان طرح عليه امر خطبته مره اخرى.. حتى صمت احمد تماما .. لم يجبه برفض او ايجاب.. لم يناقشه ابدا..
حتى ظن راضي انه لم يسمعه.. يعود راضي و يراقب اصابع شقيقه الرشيقه.. تصوغ تحفة فنية ذهبية.. بنقوش يدوية خلابه.. و للحظة يتذكر اصابع سحر الفاتنه منتقية المصوغات الذهبية من احد الصاغة المشهورين في بغداد.. فرحة مسرورة.. وقد فتن اكثر بكفها الرشيق الابيض..و اظافرها المزينه بلون زهري فاتح.. اثار في نفسه لوعة.. هي السهل الممتنع.. تقترب خطوة و تبتعد عنه اميال.. وكم يثير الامر جنونه.. اتراها رغبة تحرقه؟؟ ام عشقا صافيا يغرقه؟؟ لا يعلم ولا يفهم.. وهي ماهرة في جذبه.. كأنها تسحره.. تلاحقه.. يتذكر تصميمها قبل يوم وهي تلح عليه ان ينهي الامر و يتحدث بالخطوبة مع اشقائه فلا طاقة لها على المزيد من الصبر.. و الخطاب باتوا كثر.. فهي الحسناء.. خارقة الجمال.. مثلها يتزوج بسن مبكر..
يعود راضي و ينتظر شقيقه بأحترام بالغ.. احمد... هو والده و ليس شقيقه فقط.. هو اقرب اليه من الجميع.. يرى به حنان الوالد..و صداقة الرفيق المخلص الناصح.. لكنه ولا يعلم لما.. يشعره مترددا بخصوص امر زواجه.. يسمع بعد حينا صوته..
- شغلتنا بالذهب علمتنا هواي شغلات.. يرفع احمد وجها باسم ينظر الى راضي.. ثم يكمل.. اول شغله تعلمناها ان مو كلشي نشوفه يلمع.. يعني ذهب.. من نظرة وحده نميز الذهب.. حتى عياره.. و باللمس نعرف تقريبا وزنه دون ميزان.. و من الذهب تعلمنا نقيس بقية المعادن.. و صرنا نعكس هالامر على حياتنا العامه.. صرنا نعرف احيانا الناس من نظره.. و احيانا نحتاج الى تجربة بسيطة راضي حتى نعرف المقابل شنو هو.. قبل فترة اجيتني و ردت بنت**** .. واني راضي اكون صريح وياك ما مقتنع.. وهسه زاد تصميمي على الرفض.. مدينتنا صغيره و احنه بالعاميه نگول (ولد الگريه..كلمن يعرف اخية) الجماعه يا خوية مو من ثوبنا.. فيتساءل راضي بهمس
- لان مو عرب؟؟؟ فيجيبه احمد متنهدا مبعداً قطع ذهبيه صغيرة بيده ينظف مكانه بدقه
-لا.. لا تتخيل ابدا هذا هو الحاجز.. ماكو فرق بين العرب و العجم الا بالتقوى.. بس مو ثوبنا راضي.. هواي اكو شغلات ما اگدر احجيها بسهولة لان مو من حقي.. بس صدگني اني اخوك اريد مصلحتك.. هالجماعة نبتعد عنهم اسلم..فيسأل راضي بحرقه
-ليش ابو علي؟؟؟ گولي.. صارحني لان البنية اني هاويها.. اريدها على سنة الله و رسوله.. شايف عليها شي؟؟ سمعت عنها شي؟؟ فيصمت احمد يتأمل ملامح وجه اخيه الاصغر.. يرق قلبه له كثيرا و يحن عليه كأبن.. يرى على ملامح وجهه صور عشقا مرتسمه بوضوح كأنه شرا مستطر.. لا امل له .. سيكون هو الوحيد فيه..الخاسر.. اتراه تأخر في الحديث مع راضي حول الامر؟؟ هل ترك العشق يتشعب و يتشعب دون ان يدري؟
أنت تقرأ
ثَأري..فَغُفْراَنَك
Historical Fictionالتقى بها في منام...غزالا شارد هجع في احضانه و استكان...ثم كان لقاء الواقع امرا آخر .. جذوة اتقدت من نظرة فكان العشق الفريد ..نوعا لا يتكرر في العمر سوى ..مرة .....فارادها هو بقوة ..حد السعي..الا انها كانت بعيدة..كبعد الخيال عن الواقع...خطان..لا ي...