الـفـصـل الـثـامـن عـشـر

6.3K 338 383
                                    


الماضي... احدى مدن الغربية

تجلس بملامح مكفهرة شديدة الوجوم وهي تطهر ظهر ابنها حامد.. تعود و تتمتم بحقد بليغ
- الله ياخذك جاسر.. الله يفجع امك بيك مثل ما اني نفجعت بوليدي .. تصمت وقتا وهي تعض شفتيها ترى اثر السوط الدامي على ظهر حامد فتكمل...
- وابوك شماله( ماذا به) ماصدگ و طاح بيك هبد؟ كأن عدو مو ابو .. شصار يعني؟ على حورها دلال خاتون؟تتعارك علمودها.. فيهمس حامد بقوة
- اريدها... اريدها يمه
- ازوجك شيختها انته بس اقنع.. تقول له مقنعه وهي تشتم والد دلال في سرها..
- اريدها هي دون النسوان..... يعود حامد مؤكدا.. فتضرب والدته فخذها بحقد وهي تقول
- كله من ورى ابن مهين لا بارك الله بي.. ابن الفصلية مخلي رأسه براسك و هم رايدها... وابوك مثل العادة وياه.... شلون مو وياه وهو ابن مهين... عزيزة الگلب... الله يعلم شمسويتله و شساحرتله.. صاير محبس  بايديها وهاي تاليتها.... ضحكوا عليك بهالفلم .. باجر عگبه تنسيّ القصة و ياخذها ابن الفصلية.... فيقاطعها حامد بجنون
- والله اذبحه... اذبحه و اشرب من دمه .. ابوي گال لا اني ولا هو و عمي هم قبله گال هالكلام.. فتسخر والدته وهي تبعد الاناء والخرقه الدامية
- نشوف.. فيلتفت حامد عليها بنظرات مشتعلة
- شقصدج يمه
- قصدي ابوك بس حجي .. كبر و خرّف.. الحل والربط بيد الفصلية و ابنها.. لذلك يمه انسى دلال.. ازوجك اربع شيخات اذا تريد... طب للعربان و تخيّر ... اشغل نفسك بالاهم يمه اسمع مني... فيسحب حامد قميصه يرتديه وهو يكتم توجعا مرعبا.. فقد صلبه ابيه لثلاث ايام متواصلة..
- دلال الي غصبا عن الكل والي يمد ايده عليها اكسرها والله والي خلقني... وعمي خلي يفكر بس تفكير ينطيها... موته يصير على أيدي .. و مدلل ابوي انه أعلمه(جاسر) .. بسيطه
فتتنهد والدته وهي تساعده تسأله بحذر
- شسويت على الي وصيتك عليه؟ يصمت حامد ولا يجيب.. فتعود والدته تلح عليه بالسوأل
- شسويت؟
- ما سويت شي.. فتضرب والدته صدرها وهي تقول
- حاير بطيحان الحظ و عايف حقك و رزقك؟ صكوك ما عرفت تجيبهن يحظي؟
ينهض حامد وهو يقول
- اجيبهن لا تخافين فتنهض والدته مولوله
- شماخاف؟ ابوك رجله مدندله بالگبر..المرض متعبه.. يصرف على دواه و على الاستاذ قيس قالتها بتفخيم الصوت استهزائا و اكملت... الا يريده يكمل بره و هذا ابن الفصلية هم على طريق اخوه كاتل روحه على العلم... و انته خليك خير مابيك .... حاير بالمره و عايف رزقك و حلالك.... ولك كلشي ما تحصل ..

يتحرك حامد للمجلس الداخلي صامتا متجهما فتتبعه والدته كعادتها.. تملأ رأسه افكارا و تشحن قلبه حقدا و غل.. تعود و تقول
- الفلوس فلوسي ولك حقي الي اخذه ابوك مني غصب.. ورث ابوي... كله راح يروح ببطن اخوتك وانته خليك حاير بسوالفك.. ابوك الشيخه يريدها لمشعان و قيس ايده اليمين الما تعصاه... و جاسر ويه قيس.. يميل وين ما مال.. و انته ياحظي بره الحسبه... عفت دراستك و گلت اشتغل وحدي .. فيقاطعها حامد ببرود وهو يسكب لنفسه شايا بعد ان جلس متألما منتصب الظهر
- و اشتغلت و شغلي يكسب ذهب يمه
- حتى لو... اخذ حقك من هسه... ابوك ما تحصل منه شي..... يشوفك دوم بعين الصغيرة .. يكرهك و يكرهني..... ثم تصمت تتأمله متسائله
- بيت شقلاوة( مدينة في الشمال) شصار عليه؟
- بعته
- و الگاع؟
- حولت أوراقها... اجابها حامد ببرود وهو يرتشف شايه.. فتربت والدته على فخذه مشجعة وقد سكنت نارها قليلا
- عفيه بوليدي .... عفية .. محد عنده حق يمك.. كلها فلوسك اخوانك ما عايزين كافي ابوك يصرف على علامهم...

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن