مساء الخيرات❤...
فصل الليلة تمهيدي لفصل الاثنين ان شاء الله..
******************
( الاكثر وجعا ,, ليس مالم يكن يوما لنا,,بل ما امتلكناه برهة من الزمن,,وسيظل ينقصنا الى الابد)
الماضي.. قبل عدة سنوات
البكاء و العويل حولها لا يهدأ رغم ضرب الرجال لهن بشكل مستمر امرا للهدوء... تحتضن جسد والدتها العليل المرتعش و هي تبكي.. بينما تردد والدتها بشكل مستمر بلا توقف صلواتها ببكاء خائف.. نسمات الليل كانت محملة برائحة الموت.. دخان و نار و رائحة احتراق تخنق الانفاس.. صوت رصاص حي يصلهن كل حين يثير فزعهن اكثر و يطلق عنان الخيال و الظن.. من سقط بتلك الرصاصات..اي عزيز قد رحل..
تحولت قريتها الامنه في غمضة عين الى أرض جرداء تغلي كفوهة بركان.. بكاء الأطفال حولها مرعب مؤلم... و همسات النساء الخائفات موجع.. وهي تقبع في مكانها... لا تعلم من تحتضن من.. هل تحتضن والدتها ام العكس.. تبكي بحرقه على اخوتها... اين هم؟.. فقد استيقظوا فجأة على اصوات الرمي العشوائي و قذائف الهاون..و رغم سوء الأوضاع الامنية في الاونة الاخيرة الا انهم وللحظات الاخيرة لم يصدقوا ان بعض المدن الكبرى قد سقطت وان النزاع على أشده وهم ليسوا سوى ضحية كبقية الضحايا الذين يتساقطون منذ ايام..
اصوات صرخات رجولية ثم حملة إطلاق ناري مكثف جديدة و بعدها هجع كل شيء و توقف..
كانت خيوط الفجر الاولى قد بدأت بالبزوغ عندما استيقظت مارلا من اغفائتها المضطربة التي لا تعلم تحديدا متى غرقت بها.. فهي لم تنم منذ ليلتين.. منذ ان بدأ كابوسها المرعب.. تلفتت حولها بروعة وهي تبحث عن والدتها.. لتجدها قد غرقت بسبات متعب هي الاخرى بسبب وضعية جلوسها.. وقبل ان تدرك كانت الضوضاء تعم المكان مرة اخرى بأصوات رجالية غير مفهومة.. ارعبت النساء و الأطفال فعلى مجددا البكاء و الصراخ بعد ان هدأ في ظلام الليل الدامس.. اللغة لم تكن مفهومة.. خليط من عدة لهجات مختلفه تجمع بين العربية و لغة اخرى.. و الرجال ملامحهم كانت مخيفه.. يحملون بأيديهم عصي سوداء وقد بدأوا بضرب النساء بها.. تشبثت مارلا بوالدتها التي استيقظت مفزوعة هي الاخرى .. تحاول ان تتمسك بها الا ان ايدي الرجل امامها كانت تجذبها بعنف و قد على صراخها و بكائها وهي ترى ان هناك فتيات اخريات مثلها... وعلمت بعد وقت انه تم تقسيمهن و عزلهن بمجموعة اخرى.. كانت مارلا تتعثر بخطواتها وهي تلتفت نحو والدتها التي فقدت وعيها على ما يبدو.. و كانت هي ( مارلا) تقاوم اغمائتها ايضا... يكفي رعبها الذي تشعره كي تزهق روحها .. ما تراه كابوس تحقق.. كل شيء حولها به رائحة الموت الكئيبة.. تصرخ تنادي امها ... تحاول الالتفات فلم تنل الا صفعة اسكتتها وقد شعرت بطنين مزعج في اذنها.. و فقدت بعدها وعيها
بعد ساعات
بكاء مكتوم و اختناق انفاس بترقب.. فالوضع مريب حولهن.. مجموعة من البنات لم تستطع مارلا تقدير عددهن... فالصفعة اوجعتها وقد تورم خدها وقد فقدت تركيزها بسبب رعبها الشديد. دموعها لا تتوقف وهي تلتفت مره اخرى حولها.. ترى عشرات الفتيات مثلها.. وجوههن مزرقة من اثر صفعات طالت وجناتهن.. تتعرف على بعض الوجوه.. فتلتقي النظرات الباكية المذعوره و تطلق الافواه شهقات موجوعة.. فالامر كله موحش مفزع..ويمر الوقت بطيئا كأزهاق روح مذنبه... كسكرات الموت البطيئة... المكان الصغير الذي جمعن به كان اشبه بالحظيرة..يتسلل النور اليهن عبر نافذتين متقابلتين.. ورغم ذلك كان الجو خانق مزعج و من شدة الخوف خمدت اصواتهن... وقد بدأ مجددا الظلام ينتشر في المكان. وكانت مارلا تقاوم بشدة جوعا و عطشا الهب جوفها و اوهن جسدها الضعيف... وما بين الحيرة و الخوف تتاكد و تزداد قناعتها انهن اقتدن كسبايا... فالاحاديث الجانبية الباكية التي كانت تصلها كانت لا تتحدث الا عن السبايا و بيعيهن خاصة انهن من المناطق المسيحية التي تم الاستيلاء عليها بعد سقوط المدينة الرئيسية... وكان رعبها كابوس محقق... فلم تمضي سوى ساعة حتى تم اخذهن بسيارة حمل كبيرة نتنة الرائحة... تفوح منها رائحة الدماء اللزجة.. هيستريا من البكاء اصابتها وهي تتلمس الدماء اسفلها فلم تنل سوى صفعة اخرى ادمت شفتيها..
أنت تقرأ
ثَأري..فَغُفْراَنَك
Fiction Historiqueالتقى بها في منام...غزالا شارد هجع في احضانه و استكان...ثم كان لقاء الواقع امرا آخر .. جذوة اتقدت من نظرة فكان العشق الفريد ..نوعا لا يتكرر في العمر سوى ..مرة .....فارادها هو بقوة ..حد السعي..الا انها كانت بعيدة..كبعد الخيال عن الواقع...خطان..لا ي...