قبل شهرين..احدى العواصم الاوروبية..صباحا بوقت متأخر
حرارة الجو هنا غريبة..خانقة تكتم الانفاس تحمل الكثير من الرطوبة و الشمس عامودية قريبة ...تصيب المرء احيانا بالدوار..و اليوم رغم درجة الحرارة التي لم تتجاوز الثلاثين الا ان الجو كان ثقيلا..مزعجا..بالكاد يلتقط المرء انفاسه..و قد صممت معالجته اليوم على دعوته لتناول وجبة افطار متأخرة خارجا احتفالا بتقدم وضعه الصحي الملحوظ.. فتركت له مهمة اختيار المكان .ليقع اختياره على مقهى تركي حديث تم افتتاحه قرب احدى المتاحف المعروفه في العاصمة...روادة اغلبهم من السائحين بمختلف جنسياتهم في مثل هذا الوقت من السنة..فيجلس الان على كرسية محاولا الاسترخاء وقد ساعده النادل بوضع عكازيه خلف كرسية بعد ان اقلته سيارة الاجرة الى هنا منذ وقتا قصير..و ماان استوى جالسا حتى رأها امامه تسير بانوثه طاغية.. شعرها الاشقر البلاتيني يتراقص على كتفيها مهفهفا بخفة...و قدها الاوروبي واضحا عبر ثوبها الابيض الطويل بفتحتين جانبيتين تغاضى عنهما قيس بهدوء... وجهها جميل يحمل جمالا قوي متزن...كشخصيتها القوية تماما.. تقترب منه بهدوء حتى جلست قائلة بمرح
-صباح الخير..لن اجازف بمد يدي للمصافحة.. اعلم انك ستحرجني رافضا مد كفك...فيبتسم قيس هازا رأسه لها بهدوء قائلا
-صباخ الخير..تتعلمين دروسك سريعا و بشكل مذهل..
-بل انها الدبلوماسية يا عزيزي.. و هي ذاتها من جعلتك تسير الان على عكازين مستغنيا عن كرسي كئيب ... قالتها وقد بدأت تدور بعينيها في المكان تتأمله باسمة و تعود اليه بنظرة تحدي فتتسع ابتسامته و تثيرها..احجية تود فعلا حلها..فهو مثيرا جدا بحدوده الكثيرة معها.. و يأتيها صوته عميقا محببا بلغة انجليزية سليمة
- كنت سأستغني عنه.. معك او بدونك كاتي..و انت تعلمين ذلك جيدا.. فتميل برأسها عندها ترمقه بنظرة ساخرة ثم تضحك بعدها هامسة
-تعجبني ثقتك بنفسك..ولا اريد هزها بقول المزيد فلكل منا وجهة نظرة الخاصة..تصمت وقتا تتأمله باسمة بقطعته العلوية البيضاء تحمل اسم ماركة معروفة اشتدت بأناقة على جذعه الرياضي و تتأمل بهدوء طريقة جلوسه الواثقة.. فتتنهد قائلة
-لنأكل...اشعر بالجوع حقا.. فيرفع كفه عندها طلبا النادل ...فهو معتزا جدا بشرقيته معها...لا طلب و لا دفع عندما تكون في صحبته...
بعد وقت
تسترخي في جلوسها مرتشفه الشاي الذي قررت ان تجربه بعد ان رأت طلب قيس له...فيعبجها مذاقة رغم انه حاد و مختلف عن الشاي الذي تعودته مسبقا... فتسأله وقد رأت اكتفائه ايضا من طعامه
-الم يعجبك الطعام؟؟ لقد تركت لك حرية اختيار المكان قيس كوني اعلم انك دقيق الاختيار بهذا الجانب..فيبتسم بهدوء وقد رفع كأس شايه الصغير يرتشف منه رشفة و يقول بعدها
أنت تقرأ
ثَأري..فَغُفْراَنَك
Fiksi Sejarahالتقى بها في منام...غزالا شارد هجع في احضانه و استكان...ثم كان لقاء الواقع امرا آخر .. جذوة اتقدت من نظرة فكان العشق الفريد ..نوعا لا يتكرر في العمر سوى ..مرة .....فارادها هو بقوة ..حد السعي..الا انها كانت بعيدة..كبعد الخيال عن الواقع...خطان..لا ي...