الـفـصـل الـتـاسـع و الـعـشـرون

5.8K 328 310
                                    

(لاتثق في البدايات..فأصدق الكلام يقال في اللحظات الاخيرة)

الحنين اليها اتعبه وكم قض لليالي مضجعة.. رغم تصنعه العكس.. الا انها تجري مجرى الدم في شرايينه.. تزوجها طفلة.. ربت على يديه...عشقها...دللها حتى استثار ملامة اهله و حتى اهلها.. كانوا يلومونه دوما كونه عززها و سيّدها على نفسه... وهو رجل مجالس.. لا يليق به اتباعها... يتذكر مواقف كثيرة يرفضها اي رجل في مجتمعه.. يأنف عنها... الا انه كان يؤمن انه يدلل فتاة قلبه فلا يلتفت لصغائر الامور..تلك التي تعكر صفو كل وصال وعلاقه.. كان ابا..اخا..صديقا..زوجا ...وعاشق..فكيف وصل بهما الحال إلى هنا..
يعقد حارث حاجبيه بشدة وهو يتذكر ما مضى.. يتسائل دوما..كيف سولت لها نفسها..كيف ارتضت ان تضعه في خانة الزوج المغفل.. هو..حبيبها.. من يرفعها عن الأرض رفعا... كيف ارتضت ان تتوسل من اجل كذبة كان سيكشفها لاحقا...
تشتعل نظراته ككل مرة.. و تحتد بقتامة.. فتتعكر ملامحه الرجولية الوسيمة للذكرى..ففور خروجه من المنزل يومها.. خرجت مع شقيقها الذي كان يظن ان الامر بسيطا.. مجرد سوء تفاهم كما حصل سابقا.. و انتظرها حارث اسبوعا وقد تمنى ان تعود لرشدها.. الا انها استمرت..كأنها لم تكن المخطئه في تلك المشادة..

وقتها عنادا...رفع هاتفه يتصل بوالدته يطلب منها زوجة.. ولم تتواني والدته لحظة واحدة ابدا.. فبعد ساعه من اغلاقها منه..عادت و اتصلت به.. تخبره ان الزوجه موجودة.. فتاة صغيرة.. اكبر من در ابنته بعام واحد.. جميلة ..بل خارقة الجمال...خلوقه.. عيبها فقط...فقرها و عوز اهلها.. و بعناد الرجل تجاوز عن كل ماكان و مضى..اقدم على الزواج بغيرها.. متع نفسه وحاول نسيانها.. لكنه لم يستطع...تملكت منه الروح و الجسد..فبلغت مكانا لن يصله احد.. هل هو جنون انه لايريد غيرها اما لاطفاله؟ يريدها هي فقط لا غيرها..

يتذكرها بطيبها.. بدماثة اخلاقها.. بصبرها حتى على جنونه معها.. علمها ابجدية العشق كيف تكون.. صاغ كل ملامحها.. و كم اغدق عليها بكرم عشقي بلا منازع.. الا انه ثأرا لرجولته العزيزة..باعها..و باع عشرتها

بعد وقت

يجلس في مجلس داخلي متطرف صغير.. يحتضن بناته الثلاثه..يقبلهن ويخص الصغرى بالكثير من القبل.. و عيناه تتأمل در و ضي بجانبه.. فاتنات وقد بدأت ملامحهن تكون شبيهه بوالدتهن..حتى نبرة الصوت و الطبقة.. يعود و ينظر نحو محمد امامه.. رجلا صغير رغم صغر سنه.. يرتدي ثوبا ابيض و عمه بيضاء ابرزت ملامح عربية جميلة..فهو يشبه تماما خاله جاسر.. يستمع الى احاديهم بمودة.. و يقيم بنظرات ابوية در الخجولة جدا.. الانيقة بحشمة اعتادها من سارة.. الم يقل انها ام عظيمة.. تهتم للتفاصيل الدقيقة؟ و يدور بداخلة مادار من حديث مع اخية قبل ايام.. يريدها لابنه المتعلق منذ زمن بها..و كان حارث يتهرب لصغر سنها.. الا انه الان يراها باتت عروسا في سن الزواج... يميل عليها يتضنها بشوق و حنان بالغ قائلا

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن