الـفـصـل الـثـالـث و الـثـلاثـون

5.8K 339 239
                                    

(من أراد منهم هجرك وجد في ثُقْب الباب مخرجًا، ومن أراد ودك، ثقب في الصخرة مدخلاً)

منذ ان عقد قرانها وهي تتهرب من اي اجتماعات عائلية خاصة مع والدها و اخوتها... تشعر بالحرج الشديد من الجميع.. ولا تعلم كيف تتخلى عن حرجها و خجلها هذا.. والدها الشيخ الوقور يبتسم كلما رأها... فتشعر بحرجها يتعاظم اكثر كلما تذكرت حديثهما الخاص عندما استمع الي اطراف حديثها مع زوجة شقيقها..يومها كان والدها متفها حكيما وهو يستمع لبوحها الذي باحت به لاول مره..رافعة الحواجز وهي تحدثه بما يجيش في صدرها من غبنا و قهر لحالها و حال ابن عمها معها.. كانت تشعر انها تنفض عن نفسها غبار سنوات من الكتمان..احتاجت ان تتحدث و تخبر والدها عن كسرة فؤادها و بعدها ليصنع ما يشاء فهي لم تخطىء.. جاسر كان ظلها الظليل منذ الطفولة.. بحمائيته...بحرصه و اهتمامه.. حتى بغيرته الشديدة عليها... هل تنكر انه كان فارس احلامها منذ الطفولة.. و ما افسد احلامها و حولها لكوابيس هو وجود حامد! العنصر السيء في كل الحكاية

تزفر انفاسها وهي ترتب قطع ملابسها في خزانتها.. و تبعد شعرها بجديلته الفرنسية الطويلة..فتسمع طرقات خفيفة على باب غرفتها قبل ان تمد لطيفة زوجة شقيقها رأسها باسمه بمرح قائلة

- ممكن ندخل عروستنا.. فتبتسم دلال برقة وهي تقول

- اكيد ياروحي..حياج..تدخل لطيفة باسمه مغلقه الباب خلفها تقترب بنظرات ودودة وهي تتأمل دلال التي وقفت امامها ترتب ملابسها. مليحه بوجه دائري وخد ريان مغري..عيناها واسعة كحيلة و حاجبيها مرسومين بكثافة دقيقة.. موروث عائلي واضح في العائلة.. اما ما يزيد حسنها و يميزها.. جرح صغير في ذقنها.. شق ذقنها الى نصفين فكان اقرب الى غمازة حسن منه الى اثر جرح بشع.. و كان هذا الجرح اول ذكرى من جاسر..و حامد..وصراعهما من اجلها

تجلس لطيفة على طرف السرير باسمة وهي تسأل

- اساعدج بشي حبيبتي؟ تلتفت اليها دلال بمحبة قائلة

- ما تقصرين يا عمري...عندي ثوب اريد اطلع فصاله و لحد الان ما لگيته.. فتومىء لطيفة بتفهم وهي تقول

- اخير فصال سويتي كولش حلو...توالمج القصة المخصرة الكلوش.. فتعقد دلال حاجبيها قائلة وهي تستمر بترتيبها.

- اخير مره امجاد گالت مو حلو ما يوالمني.. فتهز لطيفه كتفها تقول بتهكم

- عوفج منها الله يغفر ذنبها...العجب ما يعجبها.. بالعكس الفصال مرتب عليج و اني حيل حبيته... تتوقف يد دلال عن العمل وهي تنظر للطيفة بخجل..ثم تقول مداريه نظراتها

- لطيفة اريد اسألج و مستحية.. تبتسم لطيفة لهذه الرقيقة امامها.. تضع ساقا فوق اخرى مسترخية وهي تقول

- سألي عيني.. كلي اذان صاغية.. فتترك دلال ما بيدها وهي تقف امامها..تشد من ثوبها حولها خصرها و جذعها العلوي..تهمس بحيرة وهي تتأمل نحافة خصرها وصغر حجم مفاتنها الخفره

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن