بعد ايام.. بغداد الحبيبه..مساء
تجلس راغدة واضعة راسها بين كفيها.. وقد مددت ساقيها على سريرها الجديد البارد.. صداع شديد لا يهدأ و ضغط مرتفع لا يستقر.. تستمع للاصوات حولها و يتهشم قلبها اكثر
تهمس حلا بجنون
- يعني شنو وافقتو؟ و شنو يعني هدر دم اخوه؟ هاي هي فضوها و راح دم ابويه و اخواني؟ فيقترب منها ياسر مهدئا
- حلا... افهمي.. ابنهم متبرين منه..هدروا دمه.. و الشيخ ماقصر فتقاطعه حلا هازئة بوجع
- عوضنا بكم فلس؟ رضيتوا بالعوض؟ فهموني فيصرخ بها فارس وقد اشتدت عروقه
- فهميني انتي شتردين؟ الي شاركو بالقتل ذولاك بالسجن و المحامي يگول ما يطلعون منها سالمين.. و ابنهم حامد انهدر دمه و ثلاث بيوت شالت من يمهم فتقاطعه حلا بحرقه مشتعله وقد احمرت رقبتها لانفعالها
- اريد ابنهم و ابن عمه... يلتفت فارس ببرود لياسر وهو يقول
- اخذها من گدامي... الا ان حلا تنتفض بجنون أعمى وهي تقول
- ليش؟ لان اريد حق ابويه الي تخليتوا انتو عنه.. فيجذبها ياسر بحزم اليه وهو يقول
- كافي حلا...امي ضغطها صاعد كافي... فتبكي حلا اكثر وهي تشعر بالغبن و القهر في نفسها يتصاعد
- تخليتو عن حق ابويه و اخواني ليش فهموني... نحرگها للعشيرة حد ما يجيبون ابنهم.. ليش بسهولة رضيتو فتصرخ بها راغدة هذه المره وهي تقول
- بس.. كافي ... ياسر اخذها لغرفتها.. فتبعد حلا كف ياسر وهي تبكي بكاء مختنق.... تغضنت له ملامحها.. تسمع صوت ياسر يهمس لها وهو يقربها من صدره من جديد يقودها لغرفتها
- ارحمي امي حلا.. هسه تتخربط علينا.. شهر شهرين و يطيح بأيدنا و ذاك الوقت فتقاطعة حلا هامسه بسخرية باكية
- ذاك الوكت تسلموه للقضاء.. تبعد ذراعه وهي تخرج قائلة
- والنعم منكم ياعزوتي و سندي ... و النعم منكم.. يبقى ياسر واقفا وهو يتنهد متعبا وقد اغلقت حلا الباب خلفها.. بينما جلس فارس بجانب والدته يراقب ملامح وجهها الناحله.. تهمس له بصوت مبحوح
- ماعليكم باختكم الي سويتو هو الصح و ابوكم راضي عنكم يوم. انتو الباقين ما اجازف بيكم و شغلة العشاير الدم بيها أسهل ما يكون... ابوكم مو عن عبث طلع منها.. ساعة الساعة الرمي يصير بفلس لاهون سبب و تروح عالم بالرجلين( دون ذنب) ابنهم تعهدوا همه يسلموه للقضاء طلع او لا تبقى يم القانون مو يمنا .. يميل فارس يقبل يديها هامسا
- يوم الي تردي صار.. حلا موجوعة فتقاطعه راغدة بغضب باكي
- منو من عدنه ما موجوع؟ ليش اني سهلة عليه فارس؟ لو انتو سهلة عليكم.. لا تخليني افقد يوم گوه اصبر بنفسي حتى حيل ما بقى بيه.. افرط بيكم علمود ثار؟ كافي الراحوا مني انتو هم اضحي بيكم؟ تعود و تستقيم جالسة وهي تمسح انفها المحمر
- اختك فترة و تنسى ... عوفها و استروا عليّه يوم.. يصير بيكم شي شحصل اني؟ ابوك و اخوتك راحوا لو نهر دم نطلب.. ما يرجعون.. تلتفت لياسر الذي لا يزال واقفا ينظر عبر النافذة
- انته و اخوك من باجر شوفوا محلات ابوكم و التزموا الشغل .. حاول انته و ياسر تاخذون اجازه مفتوحه و تأجلون شغلكم الخاص ... ما تعتمدون على اي صانع... شغل ابوكم الكم انتو تلزموه هنا تبين تربية ابوكم... تثبتون انتو ولد أبوكم صح..تمشون كأنه موجود على راسكم.. ابوكم ما يموت طالما انتو عايشين تحيون ذكره.. فيومىء فارس بهدوء وهو يربت على كف راغدة بينما تكمل هي بصوت مبحوح
- بنيتك جيبها من بيت جدها.. من اول ايام العزى هي يمهم.. يجيبها فارس وهو يخرج هاتفه يفتح رسالة ما وصلته
- ان شاء الله يوم و تلتفت راغدة على ياسر الصامت
-وانته ياسر.. رد على بنت عمك ود من تتصل بيك او انته اتصل بيها البنية بغربة لا تزودها عليها.. حياتنا تمشي ماما... تمشي كأن ابوكم و اخوتكم ما فارگونا... قالتها مؤكده بنبرة متعبه وهي تستند على وسائدها المريحه خلف ظهرها وقد عادت عبرة بكاء تستحكم صوتها
- ابوكم ما مات طالما انتو بحيلكم وحسكم بالدنيا بعده... انتو الي بقيتوا يوم و ما افرط بيكم.. خلو القانون ياخذ حقنا و اذا ما أخذه النا رب فوگ الراس. هو اليحكم بالعدل.. مو عبده.. تشعر بياسر يقترب منها ينحني جالسا على جانبها الاخر وهو يمسك بيدها الاخرى.. يرفعها اليه يقبلها .. فتهمس ببكاء و دموع فائضه
- تردون رضايه يوم تنتبهون على نفسكم و على شغل ابوكم.. خليكم بعيد ماما و الله عز وجل العادل.. سلمتهم بيد رب العالمين و حاشاه ينصر ظالم على مظلوم حتى لو بعد سنين يظهر الحق و يدحض الباطل.. لا تصيرون سبب بروحة ارواح بريئة..
يقول لها ياسر بخفوت وهو يراقب صمت اخيه و انظاره المسدله.. ويعلم بيقين ما يجول في دواخله
- لا يظل بالج يوم.. الي ترديه يصير اهم شي رضاج عدنه
فتهمس راغدة بوجع
- حلا.. فيكمل فارس متنهدا وهو ينهض واقفا
- حلا بعدها يوم مصدومة و خليها تحجي شمتريد.. لا نضغط عليها اكثر نفسيا تعبانه يوم.. خليها علينا .. مسايره و مسايسه و تنسى.. ثم ينحني يقبل رأس والدته وهو يهمس
- اني اروح اجيب رغد... ما اتأخر .. خرج و نظرات راغدة تشيعه و رعبا ما بات بنتابها عندما يغادروها.. تتصنع بأحتراف الشجاعة امامهم.. بينما هي في داخلها ذاوية و منصهره.. ينهشها الألم و الاشتياق و الوحده.. تشعر بهذه المشاعر كلها.. تهاجمها سويه دون رأفة
أنت تقرأ
ثَأري..فَغُفْراَنَك
Ficción históricaالتقى بها في منام...غزالا شارد هجع في احضانه و استكان...ثم كان لقاء الواقع امرا آخر .. جذوة اتقدت من نظرة فكان العشق الفريد ..نوعا لا يتكرر في العمر سوى ..مرة .....فارادها هو بقوة ..حد السعي..الا انها كانت بعيدة..كبعد الخيال عن الواقع...خطان..لا ي...