بعد ايام.. احدى المدن الغربية
تجلس على سجادة صلاتها وقد انتهت توا من صلاة العشائين ..تسبح و تستغفر على اصابعها كعادتها المحببه اليها... يحيط رداء صلاتها بوجهها المحمر اثر الحر .. فجهاز تكييف غرفتها عاطل و قد استبدلته بمروحه هوائيه تكاد تلتقط انفاسها الاخيرة .. تنهض بحنق وقد احتقن وجهها تتجه نحو غرفة جدتها المفتوحه ... تدخل بشكوى بصوت حاد عاتب وهي تقول
- جده احلفج بالله تخابرين الرجال يجي يصلح التكييف والله حاره البگ ( البعوض) شبع بيه امس لخاطر الله ماخلى مكان ما گرصني بي حتى ال وقبل ان تكمل رأت نظرات جدتها الناهره وهي تقول
- كتمي ولج فضحتينا.. فتصمت صبا تماما وهي تستمع لصوتا مستفز هادىء متسائلا عبر هاتف جدتها فهو يتصل بها باتصال مرئي دوما مثل هذا الوقت احيانا- هاي صبا؟ فتتنهد الجده وهي تعود بأنظارها اليه
- اي.. العوبة.. فتضرب صبا قدمها حنقا و تستدير تود المغادرة فتسمع صوته مجددا يسأل بخبث
- وين گرصها بعد؟ ما كملت! فتجيبه جدتها دون مبالاة
- اذا هي تنام مكشفه ليش ما يگرص بيها فتلطم صبا خدها وهي تلتفت لجدتها مره اخرى تسمع ضحك "فرات" ابن عمها و ترى ابتسامة جدتها الحنونه وهي تنظر اليه بأمومه.. تسمع صوته عميقا ترتعش له
- خليها تنام يمج الليلة..باجر خزعل يمركم يشوف شتحتاجون وراح اوصي على المكييف ياخذه.. فتزم صبا فمها امتعاضا و رفضا.. و ترى جدتها الامر فيروقها الانتقام منها فهذا عزيز قلبها ..
تقول بمداهره للتي امامها
- تنام يمي حتى تشرد الملائكه من ورى لبسها بحجة الحر و الحر .. ماخذه راحتها.. تهرب صبا متعثره من امامها فهذا ديدن ( عادة) جدتها معها عندما يتصل بها فرات... تشتكي و ترّغبه بها... ولا يمر الامر دون انتباه و انزعاج من صبا.. تعلم بمحاولات جدتها الحثيثه لإيجاد التقارب بينهما.. الا ان صبا تعلم بكل اليقين انه لا تقارب بينهما... من عالمين مختلفين تماما ... و بكل بساطه .. شخصيته.... لا تعجبها ابدا
..
تراقب الجده فرار صبا من امامها و تعود بأنظارها نحو الشاب الوسيم خلف شاشة جهازها الحديث الذي لا تعرف منه سوى الضغط على صورة فرات للاتصال و كان خزعل ( احد المعارف الذي اوكل له فرات مهمة متابعة أحوال جدته و إيصال المال الشهري لها ) هو من اشتراه لها بناءا على طلب فرات ...
تسمع صوته يوصيها بصبا
- خليها براحتها يمه الدنيا حارة باجر ان شاء الله يتصلح لو يجيبلها واحد جديد.. فتسأله الجده متجاوزه
- شوكت ترجع يمه؟ يصمت فرات وقتا .. يحك جبينه بتعب و إرهاق.. فتتامله الجده بحنان... يجلس بلباس العمليات الأزرق.. يبدو التعب و الإرهاق جليا على ملامحه الشقراء الوسيمة..
- قريب يمه.. تدرين احتاج ارتب اموري هنا .. بس على ساعة تشوفيني يمج تصمت الجدة بعدم اقتناع.. تسأله بترقب
- امك ما تقبل تجي و تستقر هنا؟ تخاف عليك؟ يجيبها فرات بصراحه مطلقه
- لا يمه.. لا يروح بالج بعيد.. امي بعيدة عني.. متزوجة و عدها اولاد.. بس اني هنا وضعي حساس و اذا اجي لازم ارتب مكاني يمكم .. ما اجي الا مثبت مكان شغلي يمه... فتقول له بلهفه
- يمه المستشفيات كومة الله يكفينا شرهن... بس تعال و ريح گلبي اخاف الله ياخذ امانته وانته مو يمي.. حلفتك بالله يمه تجي .. هالبنية وحيّدة و شايله همها اذا تغمض عيني.. يبتسم فرات بصبر و نظراته تتملىء حنانا
- يمه من عمري على عمرج ليش تحجين هيج... يابه رجعتي قريبه ما تشوفيني الا داگ الباب .. ادعيلي بس الله يسهل أمري .. فتدعو له و تكثر من الدعاء و تشمل معه تلك الصهباء النافرة منه.. و كأن الامر يهمه.. فهو لا يفكر بالزواج و حتى ان فكر..لن تكون عراقية.. ستكون اجنبيه.. فهو لا تروقه الشرقية بجميع مغرياتها التي تعددها الجدة عند كل اتصال.. لكنه يجاري جدته و يماشي رغبتها المعلنة حتى حين..
أنت تقرأ
ثَأري..فَغُفْراَنَك
Fiksi Sejarahالتقى بها في منام...غزالا شارد هجع في احضانه و استكان...ثم كان لقاء الواقع امرا آخر .. جذوة اتقدت من نظرة فكان العشق الفريد ..نوعا لا يتكرر في العمر سوى ..مرة .....فارادها هو بقوة ..حد السعي..الا انها كانت بعيدة..كبعد الخيال عن الواقع...خطان..لا ي...