الـفـصـل الـثـالـث عـشـر

5.3K 332 257
                                    

بعد ايام.. احدى المدن الغربية

تجلس على سجادة صلاتها وقد انتهت توا من صلاة العشائين ..تسبح و تستغفر على اصابعها كعادتها المحببه اليها... يحيط رداء صلاتها بوجهها المحمر اثر الحر .. فجهاز تكييف غرفتها عاطل و قد استبدلته بمروحه هوائيه تكاد تلتقط انفاسها الاخيرة .. تنهض بحنق وقد احتقن وجهها تتجه نحو غرفة جدتها المفتوحه ... تدخل بشكوى بصوت حاد عاتب وهي تقول
- جده احلفج بالله تخابرين الرجال يجي يصلح التكييف والله حاره البگ ( البعوض) شبع بيه امس لخاطر الله ماخلى مكان ما گرصني بي حتى ال وقبل ان تكمل رأت نظرات جدتها الناهره وهي تقول
- كتمي ولج فضحتينا.. فتصمت صبا تماما وهي تستمع لصوتا مستفز هادىء متسائلا عبر هاتف جدتها فهو يتصل بها باتصال مرئي دوما مثل هذا الوقت احيانا

- هاي صبا؟ فتتنهد الجده وهي تعود بأنظارها اليه
- اي.. العوبة.. فتضرب صبا قدمها حنقا و تستدير تود المغادرة فتسمع صوته مجددا يسأل بخبث
- وين گرصها بعد؟ ما كملت! فتجيبه جدتها دون مبالاة
- اذا هي تنام مكشفه ليش ما يگرص بيها فتلطم صبا خدها وهي تلتفت لجدتها مره اخرى تسمع ضحك "فرات" ابن عمها و ترى ابتسامة جدتها الحنونه وهي تنظر اليه بأمومه.. تسمع صوته عميقا ترتعش له
- خليها تنام يمج الليلة..باجر خزعل يمركم يشوف شتحتاجون وراح اوصي على المكييف ياخذه.. فتزم صبا فمها امتعاضا و رفضا..  و ترى جدتها الامر فيروقها الانتقام منها فهذا عزيز قلبها ..
تقول بمداهره للتي امامها
- تنام يمي حتى تشرد الملائكه من ورى لبسها بحجة الحر و الحر .. ماخذه راحتها.. تهرب صبا متعثره من امامها فهذا ديدن ( عادة) جدتها معها عندما يتصل بها فرات... تشتكي و ترّغبه بها... ولا يمر الامر دون انتباه و انزعاج من صبا.. تعلم بمحاولات جدتها الحثيثه لإيجاد التقارب بينهما.. الا ان صبا تعلم بكل اليقين انه لا تقارب بينهما... من عالمين مختلفين تماما ... و بكل بساطه .. شخصيته.... لا تعجبها ابدا
..
تراقب الجده فرار صبا من امامها و تعود بأنظارها نحو الشاب الوسيم خلف شاشة جهازها الحديث الذي لا تعرف منه سوى الضغط على صورة فرات للاتصال و كان خزعل ( احد المعارف الذي اوكل له فرات مهمة متابعة أحوال جدته و إيصال المال الشهري لها ) هو من اشتراه لها بناءا على طلب فرات ...
تسمع صوته يوصيها بصبا
- خليها براحتها يمه الدنيا حارة باجر ان شاء الله يتصلح لو يجيبلها واحد جديد.. فتسأله الجده متجاوزه
- شوكت ترجع يمه؟ يصمت فرات وقتا .. يحك جبينه بتعب و إرهاق.. فتتامله الجده بحنان... يجلس بلباس العمليات الأزرق.. يبدو التعب و الإرهاق جليا على ملامحه الشقراء الوسيمة..
- قريب يمه.. تدرين احتاج ارتب اموري هنا .. بس على ساعة تشوفيني يمج تصمت الجدة بعدم اقتناع.. تسأله بترقب
- امك ما تقبل تجي و تستقر هنا؟ تخاف عليك؟ يجيبها فرات بصراحه مطلقه
- لا يمه.. لا يروح بالج بعيد.. امي بعيدة عني.. متزوجة و عدها اولاد.. بس اني هنا وضعي حساس و اذا اجي لازم ارتب مكاني يمكم .. ما اجي الا مثبت مكان شغلي يمه... فتقول له بلهفه
- يمه المستشفيات كومة الله يكفينا شرهن... بس تعال و ريح گلبي اخاف الله ياخذ امانته وانته مو يمي.. حلفتك بالله يمه تجي .. هالبنية وحيّدة و شايله همها اذا تغمض عيني.. يبتسم فرات بصبر و نظراته تتملىء حنانا
- يمه من عمري على عمرج ليش تحجين هيج... يابه رجعتي قريبه ما تشوفيني الا داگ الباب .. ادعيلي بس الله يسهل أمري .. فتدعو له و تكثر من الدعاء و تشمل معه تلك الصهباء النافرة منه.. و كأن الامر يهمه.. فهو لا يفكر بالزواج و حتى ان فكر..لن تكون عراقية.. ستكون اجنبيه.. فهو لا تروقه الشرقية بجميع مغرياتها التي تعددها الجدة عند كل اتصال.. لكنه يجاري جدته و يماشي رغبتها المعلنة حتى حين..

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن