(أُخفِي الهَوىَ..و مدامِعي تُبدِيهِ)
قبل ثلاث اشهر..ظهيرة مقتل حامد...احدى المدن الشمالية
الصوت الرتيب لدقات الساعة الرخامية الاثرية يبدد صمت الصالة الداخلية الصغيرة الانيقة بكلاسيكية ملحوظة... و على شعاع الشمس الخجول المتسرب عبر الستائر الثقيلة بلونها الداكنة كان الرجل الشاب الجالس بخشية وتوتر يبذل جهدا في الفهم و الانصات..
- كل ما احتاجه منك هو البحث عن بعض الملفات الموجودة في مكتبة... يصمت الشاب وقتا ليقول بعدها بثقة-سيدي مكتب السيد حامد عادة يكون خاويا من اغلب ملفاته .. لا تظن انه من السهولة الوصول الى اي شيء بنسخه الاصلية من مكتبه..هذا الامر واثقا منه تماما.. السيد حامد حذر في بعض الجوانب..و ما تطلبونه تحديدا اعلم انه لا يتواجد في مكتبه..ربما لا يتواجد في منزله كله... فيعود الرجل بظهره صامتا متأملا..ليقول بعدها بعدم اهتمام
-اذن لا تبقي شيئا يخصه.. نريد احراق منزله كاملا.. ودع الباقي لنا..لكن احترازا لا نريد ان يبقى له اي اثر
-ماذا عن امواله؟ يتسائل الشاب بتردد
-هذه مهمتك ولا تنسى نسبتك التي ترتفع كلما تعاملت مع الامر بذكاء.. نريد استكمال التحويلات قبل ان يصله خبر زوجته.. نعلم ان لديه عيونا تراقب وضع اهل زوجته.. يصمت الشاب وقتا ليرد بعدها
-وهو كذلك..سيكون هذا اتفاقنا سيدي.. و اعتبر الامر منتهيا قبل فجر الغد.. ثم يتحرك الشاب مغادرا بهدوء ...ويبقى الرجل جالسا لوقت ثم يقوم بالاتصال بجهة معينة ..يقول باقتضاب
-اعتبر امره منتهيا قبل فجر الغد.. ان لم ينتهوا منه..سنتدخل نحن و نكمل المهمة على اكمل وجه..
عصرا..منزل حامد
ينهض من نومه حاد المزاج.متجهم الوجه..منزعجا جدا . فنومه قليل بل يكاد يكون نادرا..ولا يعلم ما العلة و اين السبب...فالقلق يراوده كثيرا.. بل يكاد يشتت تفكيره.. يريد الحصول على عنوان غالية... يريدها معه قبل خروجه من هنا الا ان الامر لا يزداد سوى تعقيدا.. فقيس حذرا تماما... و هذا الامر يسعده و يشقيه ذات الوقت.. يعلم جيدا ان اخيه مهما احتقر وجوده وبحث خلفه الا انه موضع ثقة لا يختلف عليه اثنان.. يعلم انه يصون الامانة..لذلك اوصاه بغالية ففي سريرته يعلم ان اخيه هو السند و العضيد كما يقال..مهما بلغت خلافاتهما يبقى حاميا لعرضه.واخبره قيس صريحا ان غالية لا ذنب لها..هي خارج كل الاقواس و المقايضات لا لشيء سوى انها ضحية استطاع انقاذها..وقتها هدده حامد بزوجته الثانية..حبيبة قلبه..ابنة الصائغ.... ولا ينكر انه امر رجاله بمراقبتها عن كثب لفترة..فهذه كانت اخر حلوله..الا ان مانعا ما منعه من الاقدام على اذيتها.. يعلم انها مجرى الدم في عروق اخية.. يعلم ان مكانتها عظيمة لم تصلها انثى قبلها ولا بعدها في نفس قيس.. لذلك جعلها ورقة اخيرة سيجبر اخاه عليها ان استدعى الامر
أنت تقرأ
ثَأري..فَغُفْراَنَك
Ficção Históricaالتقى بها في منام...غزالا شارد هجع في احضانه و استكان...ثم كان لقاء الواقع امرا آخر .. جذوة اتقدت من نظرة فكان العشق الفريد ..نوعا لا يتكرر في العمر سوى ..مرة .....فارادها هو بقوة ..حد السعي..الا انها كانت بعيدة..كبعد الخيال عن الواقع...خطان..لا ي...