(ها هن سود مقفرات جئن لي..اين الوعود واين عني منزلك)
******************
بعد ايام..المدينة الغربية
يأتي النهار محملا برائحة الربيع العطرة.. الجو بدأ بموسم اخر غير موسم البرد الجاف احيانا.. و الماطر احيانا اخرى.. رغم انها تعشق المطر..و تعشق حميمية الشتاء.. الا ان هذا الشتاء جاء مختلفا..بختاما مختلف مرهق ... فترك على غير العادة احساسا كئيبا مريرا لديها.. ترفع رأسها تراقب الحديقة الخلفية امامها من نافذة المطبخ المنخفضة المفتوحة.. فتشعر بهبات نسيم عليلة محملة برائحة شجرة الدفلى المخضرة وقد بدا موسم الربيع يجتاح الطبيعة حولها..بحرارة معتدلة كثيرا تكاد تكون صيفية في النهار..و منخفضة عند حلول المساء..
تراقب صبا ساهمة مجموعة من الطيورالمتجمعة و التي حطت على الارضية الرخامية الخلفية حيث وضعت اناء صغير ملئتة بحبوب القمح...اضافة الى اناء متسع عميق اخر... وضعت فيه الماء.. عادة اكتسبتها منذ صغرها..لا تفارقها.. تجعله عملا صالحا يبهجها بينها و بين نفسها.. نهارها طويل من دونه.. وليلها يكاد يكون اطول.. الصمت حولها محسوسا بشكلا غريب.. و كم بات الامر يزعجها.. ان يكون لفرات كل هذا النصيب من احساسها.. ان يسبب سفره كل هذه الوحشة التي تشعرها حولها.. اتراها ادمنت وجوده؟ هل تعلقت به حقا لهذه الدرجة حتى بات عالمها؟؟ فلا طعم ولا لون للاشياء حولها.. حتى جدتها عادت تغرق بصمتها.. تبحث احيانا عن السلوى في مذياعها القديم..تدور بين المحطات الاذاعية دون قرار.. حتى تمل و تعود لصمتها و تسبيحها.. فالحياة حولهن تسير على وتيرة واحدة..بأيقاع ممل..قاتم... رغم اتصالات فرات بهن.. الا ان مكانه فارغا...شاغرا بشكل ملحوظ...و تعترف الان ان ذاك الغياب الذي استهانت به في بادىء الامر .. موجع جدا..
تغسل الخضار الورقية الان بهدوء و ملامحها ساكنة.. ساهمة.. فالوقت ظهيرة و جدتها تحتاج الى تناول دوائها مع وجبة الغداء.. فتطلق صبا دون ان تشعر تنهيدة خافتة مستغفرة..جدتها باتت بمزاج صعب..حاد احيانا.. تسأل كثيرا عن فرات..و تطلب الاتصال به بشكل متكرر فتنصاع صبا لرغبتها احيانا كثيرة رغم علمها ان فرات مشغول جدا.. الا نها تجاريها بحنان دافق..فضغط جدتها يكاد لا يكون مستقرا
تحمل بيدها صينية متوسطة الحجم.ر صت عليها اطباق الغداء..و ذهبت بها متجهه حيث غرفة جدتها المتوسدة ذراعيها كأنها تود اخذ قيلولة فتعاجلها صبا فور دخولها الغرفة قائلة بحنان
-يمة لا تنامين عفية.. اكلي و اخذي دواج اول..فترد الجدة بخمول
-ما اشتهي يمة.. اليوم احس راسي دايخ و ضغطي مو شي..شيلي الزاد لو اكلي انتي..فتضع صبا مافي يدها ارضا و تقترب برجاء من جدتها هامسة تدلك ركبتها و ذراعها المبسوط
-يمة فدوة لعينج مو كل يوم.. صارلج فترة على هالوضع يمة فهميني شنو بيدي اسوي؟؟ تردين نطلع اني وياج بره نغير جو شوية؟؟ افرش على الصبه و نتغدى شنو رايج؟؟لو ..فتقاطع الجدة استرسالها بهدوء قائلة
أنت تقرأ
ثَأري..فَغُفْراَنَك
Historical Fictionالتقى بها في منام...غزالا شارد هجع في احضانه و استكان...ثم كان لقاء الواقع امرا آخر .. جذوة اتقدت من نظرة فكان العشق الفريد ..نوعا لا يتكرر في العمر سوى ..مرة .....فارادها هو بقوة ..حد السعي..الا انها كانت بعيدة..كبعد الخيال عن الواقع...خطان..لا ي...