تنفث انفاسا حانقه وقد ارتعش جسدها انفعالا وهي تخرج من الرواق المؤدي لمكتب عميد الجامعة.. فتلفحها اشعة الشمس القوية الا انها لا تهتم.. تسرع الخطى تزم شفتيها و ترتدي بانفعال نظارتها الشمسية تحجب اشعة الشمس الحارقه عن عينيها المزدانه بكحل لا تستغني عنه.. فتزداد عينيها حدة و فتنة..
تمتم تهمس لنفسها وهي تضم اليها ملفها
- سخيف...سخيف والله.. صوجي نزلت نفسي اله .. عديم الذوق .. الي يسمعه يصدگ.. ما عنده واسطة... ثم تخرج صوتا هازئا من شفتيها وهي ترفع ساعة معصمها تتأكد من الوقت و تدعو في سرها ان ترى والدها في انتظارها فهي لن تتحمل البقاء هنا دقائق اخرى.. الا ان آمالها خابت وهي ترى البوابه شبه فارغه ولا احد في انتظارها.. تعقد حاجبيها حيرة وهي ترفع هاتفها تبحث عن اتصال ما فائت فترى مكالمات عدة من والدها... ثم مهاب... وقفت جانبا تستظل من الشمس وهي تشعر بالحر و العطش.. ترفع هاتفها تتصل بوالدها فيأتيها الرد بسرعه
- حبيبتي باباتي هاي انتي وين كم مره اتصلت فترد عليه وهي تنظر حولها فترى الشارع شبه فارغ فالوقت تقريبا دخل وقت الغداء والحر المزعج لا يسمح بالتواجد خارجا في مثل هذا الوقت
- حبيبي جنت اسلم اوراقي و تدري تلفوني على الصامت ما حسيت بي الا هسه من خلصت.. انته وين بابا فيأتيها رد احمد متسائلا وكأنه نهض من مكانه
- مهاب ما وصل يمج؟ اني صار عندي شغل طارىء و اضطريت اكمل ل ***** .. قبل ما احرك من جامعتج وصيت مهاب يمرج لان قريب عليج ...غريبة ليش تأخر ؟ تجيبه حلا بحيرة وهي تنتبه للحراس ينظرون اليها
- ما ادري بابا اني توني طلعت بره و مهاب ماموجود.. لا يظل بالك يجوز دقايق و يوصل.. يأتيها رد احمد حازما
- خليج بمكان گدام العين ( مكان غير مخفي) و تظللي بفيّ بنيتي هسه اشوف مهاب وين وصل.. تمسح حلا جبينها وهي تفكر ان خروجها اليوم غير موفق.... تستمع لوصايا احمد وهي تراقب "الضيف" الذي خرج هو الاخر من البوابة الرئيسية.. يومىء بثقه للحراس ويكمل طريقه يتحدث بهاتفه ضاحكا... يرتدي قميصا ابيض رسمي اشتد على جذعه وقد شمر عن ساعديه و بنطال رسمي بلون اسود.. يحمل حقيبه جهازه المحمول مرتديا نظاره شمسية زادته تباعدا و وسامة..
اشاحت عنه حلا وهي ترى خطواته الواثقه تتجاوزها.. فتهمس لاحمد الذي طلب منها ان تبقى معه على الخط بينما يطلب من خالد الاتصال بمهاب
- بابا اخذ تكسي اذا يتأخر فتسمع رد احمد الحازم
- لا بابا يا تكسي بهالظهرية.. ثم تسمعه يحدث خالد
- ها بويه وين وصل اخوك اختك وحدها بالشارع.. فتزم شفتيها بحنق وهي ترى توقف الضيف امام سيارة سوداء عاليه يقودها احدا ما.. وقبل ان يفتح باب السيارة التفت اليها و توقف لبرهه ينظر نحوها...تشيح حلا عنه بشكل جانبي وهي تهمس لوالدها بدلال حانق.
- جايبيلي السيارة للفرجه بس ...لو طالعه بيها مو احسن من الصلبه هاي بعز الظهاري.. فيقول لها احمد باسما مواسيا
- على كيفج يابه غير نخاف عليج.. مهاب عشر دقايق يمج و اني باقي عالخط وياج.. وقبل ان تقول شيئا سمعت صوتا رجوليا عميق يسألها بهدوء
- محتاجه مساعده؟؟ تعض حلا طرف شفتها السفلى بحنق وهي تغمض عينيها.. فهذا ما ينقصها الآن.. لقد تمنت فعليا ان يغادر دون الالتفات اليها... تلتفت اليه ببطىء فتراه قريبا منها نوعا ما.. حجبها بطوله الفارع و جسده الرجولي.. تسمع صوت والدها متسائلا
- اكو احد يحجي وياج؟ تجيبه حلا بهمس واثق
- اي حبيبي.. احد يعرض مساعدة.. تلتفت ببرود نحو قيس تقول بثقه
- لا...شكرا..اهلي بالطريق.. يستمع احمد لصوتها الواثق وهو يقول لخالد بتذمر
- اتصل بأخوك مره ثانيه.. لو ادري باقي منتظر اختك.. ولا هالقلق
أنت تقرأ
ثَأري..فَغُفْراَنَك
Historical Fictionالتقى بها في منام...غزالا شارد هجع في احضانه و استكان...ثم كان لقاء الواقع امرا آخر .. جذوة اتقدت من نظرة فكان العشق الفريد ..نوعا لا يتكرر في العمر سوى ..مرة .....فارادها هو بقوة ..حد السعي..الا انها كانت بعيدة..كبعد الخيال عن الواقع...خطان..لا ي...