الـفـصـل الـخـامـس

5.6K 346 303
                                    

اوجاع الماضي.....

هدوء يعم المكان..الجو غائم في الخارج و قد حجبت السُحب الداكنة نور الشمس الشتوية الخجولة...فازداد الجو كآبه و وحشه....ككل شيء مظلم كئيب في تلك الفترة في العراق..عقارب الساعه الجدارية تصدر صوتا مقيتا رتيبا.. كأنه عدّاد موت..لا حياة.... يحصد ارواحا في كل ثانيه بسبب العدوان الثلاثيني الذي تلى الاجتياح... وفي تلك الصالة الفخمة المظلمة رغم وقت الصباح.. وقد باتت ساعات انقطاع التيار الكهربائي مشكله يعاني منها المواطن.. فترافقهم الظلمة.. وصوت مذياع يعمل على بطاريات الشحن البسيطة.. يذيع اخبار النكبه..و الهزيمة لا غير... يجلس احمد..بجانبه راغدة التي كانت تمر بوعكة صحية تلك الفترة تركت ظلالها عليها..كانت شاحبه.. متعبه.. تراقب سحر.. الجالسه امامها بوقاحه... ترتدي بنطالا اسود انيق تعلوه سترة رسمية بلون اسود و قميص داخلي حريري بلون اخضر اضفى لجمالها رونقا خاصا... شعرها كان مموجا بدقة و قد اشتدت حمرته و وجهها كان بزينة انيقة جميله ابرزت جمالها الفاتن... يستره وشاحا ابيض وضع على رأسها كيفما اتفق...هيئتها كاملة..بهية..لا عيب فيها.. تعود راغدة و تتأمل بطنها..تحاول ان ترى انتفاخا ..فيلوح لها بعد تدقيق..انتفاخ بسيط.. لتخبرها سحر دون خجل

- دخلت السادس..و حامل بولد.. ثم اضافت باسمة ناظرة بجرأة في عيني احمد ...ابنكم

فيصمت احمد..وقد غامت ملامحه.. و كأنه ازداد عمرا.. فالمصائب تنهال عليه كالمطر.. استدعائه لمركز الامن بشكل متكرر بات يتعبه و يؤذي نفسيته.. و التفكير المستمر بمشكلة راضي يسلب راحته.. فالاخير لايزال متواري عند بيت الشيخ فاضل.. وهو يخشى ان ينال الشيخ سوء .. والان جاءه هذا الخبر ولا يعلم هل يفرح له.. ام يحزن.. يعود و يتأمل الجالسه امامه.. يتخيلها اما لاولاد اخيه.. فيراها لا تستحق... بها شيء منفر.. ربما هي تلك النظره الخبيثه التي تطلقها نحوه.. تعود و تخبره

- بلغ اخوك الشارد.. خلي يجي و يسلم نفسه ابوية يطلعه منها مثل الشعره من العجين ... بس خلي يسلم نفسه و نخلص إلى متى يبقى هارب؟ خلي يجي و يستغل العفو العام الي طلع.. تصمت وقتا وهي تتأمل ملامح احمد الهادئه الفخمه.. تكمل .. اوراقه جاهزه و كامله ويايه بجنطتي.. تقرير طبي.. و التحاق بوحدة مفككه..ابويه مرتب كولشي بس خلي يجي.. فيتساءل احمد بهدوء يريد ان يعرف المزيد منها.. ان يسمع اعتراف صريحا لمهام والدها... حتى يخمد ضميره الذي انبه كثيرا..

-ابوج؟

فتجيبه بثقه

-ابويه واصل وانته تدري ابو علي... حتى روحاتك لمركز الامن اذا تريد يوقفها.. و للعلم.. المركز الى الان ما مستخدم اسلوبه الصح وياك.. اذا استخدمه.. يوصل حتى لاهل بيتك.. و نظرت بنظرة متعالية نحو راغدة الصامته.. فيعقد احمد حاجبيه لقوتها و جرأتها.. التي لا تمت للاعراف التي تربى عليها بصله.. ماذا رأى بها راضي؟؟ عدى جمالها بالطبع.. تعود و تخبره بوضوح و بصوت بارد

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن