الـفـصـل الـسـادس و الـثـلاثـون

5.1K 356 183
                                    

صباح النور والسرور ❤
اعتذار كبير على تاخير الفصل..ارجو المعذره❤ فصل اليوم هادىء جدا تمهيدا لفصل الثلاثاء العاصف نوعا ما  ان شاء الله لجميع الشخصيات تقريبا... قراءة ممتعة ❣

**************
بعد يومين.. 

منذ ان سمعت حديثه مع جدتها حتى  تعاظم صدها نحوه ... تباعدت لدرجة ملحوظة... لا تخرج بوجوده.. بل وضحت الامر لجدتها و اخبرتها ان الجو حار خانق و قد باتت تكره التقيد في وجوده.. وكانت تتجاوز عن ذكره ببراعة تشهد لها.. كأنه لم يصب قلبها.. لم يجرحها.. بل عودت قلبها على نسيانه غصبا..تخنقه ببطىء بيدها.. فرجل لا يراها..عميت عينها ان ركضت خلفه تستجدي التفاته... كرامتها تأن عليها وجعا.. تحدث سارة بعد ايام غادرهم عائدا فيها الى بغداد

- ما كرهته سارة بس گلبي صد عنه.... كلامه مؤذي خله حتى طاريه لو يمر يجرح...فدوة اروحلج شوفيلي حل والله تعبت

تتنهد سارة تراقب ملامح صبا المتعكرة تهمس لها بمودة

-والله الزين و الصالح ما مقسوم اله..منو الي يعرفج صبا و ما يطلب القرب منج؟ تبتسم صبا مبعدة شعرها الاحمر عن خدها قائلة

- ادري و اعرف ام در.. هو اعمى..كتلة برود شايف نفسه بشهادته..بس تدرين حقه.. اني وين و هو وين.. فتقاطعها سارة بثقه

- وربج خسران..خسران تهز صبا رأسها على مضض ثم تعود للقول

- اريد اتزوج..جماعتكم هواي ام در.. رشحيني لواحد؟ قالتها بصراحه جريئة رق قلب سارة لها.. فصبا عادة ماكانت تمازحها بهذا القول.. الا ان هذه المرة تعنيها بجدية.. تصمت سارة وقتا تدرس فيه ملامح صبا و تعود للقول بعدها مربته على كف صبا

- تدللين.. وحتى جدتج عليه..كافي بعد اذا المدلل ما يريد غيره يبوس ايده وجه و گفى.. ينقبض قلب صبا و تشعر لوهلة بالاختناق.. الا انها تقسو على نفسها و تكتم كل ما يجول في دواخلها  بجدارة.. فلا حل اخر.. لا تريد ان تبقى في دار تجمعها به.. ان يقوم بها ..ان تعتمد عليه بأي شيء حتى لو كانت احتياجات يتوجب عليه جلبها كونه رجل البيت.. وهو لا يقصر..بل ملأ مكانه بجدارة و احقية بات يشعرها..

تصعد الان الى سطح الدار وقد ذهبت جدتهافي قيلوله...فالوقت يقارب نهاية الظهيرة . المنزل خاليا الا منهما..فرات ذهب الى بغداد و المفترض ان يعود بعد ايام الى هنا..تحمل بيدها  سلة بلاستيكيه وضعت فيها عدتها  .. قطع النارنج المقطعة.. جهاز تسجيل  صغير قديم..  قارورة  زيت زيتون خالص.. و قارورة عصير مثلجه

تتجه نحو مكان خاص قامت هي بصنعه... تعريشة بسيطة قد فرشت الارض اسفلها و رصت بعض المساند  و الوسائد..فكانت جلسة ارضية مريحة مظلله نوعا ما.. امامها اصص النباتات قد رصتها قبل فترة و كم عانت في صعودها و نزولها لجلبها الا ان النتيجة مرضية تماما.. فقد تبدل الجو قليلا خاصة بعد رش المكان بالماء و تشغيل مروحة منضدية قديمة زادتها استرخائا.. تخلع ثوبها فتبقى بقطعة داخلية بيضاء اشبه بالثوب القصير الا انه دون اكمام يكشف نحرها بسخاء.. يصل لحدود فخذها الابيض الشاحب.. تهيىء مكان استلقائها و تفتح شعرها الكثيف..تفرقه من المنتصف و تبدأ بدعكة بقطع النارنج الحامضه مدندنة مع احدى الاغاني القديمة لزهور حسين..ثم تجذب قارورة الزيت تسكب على ساقيها و ذراعيها تدلكهما بسخاء مبتسمه لكلمات الاغنية تهز رأسها هامسه 

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن