قبل الفاجعة الاولى بأيام
بغداد الحبيبه....
توتر يملأ جو الصالة الداخلية في منزل احمد.. راغدة تجلس باسمة تتأمل والدة ود امامها.. سيدة لطيفة تقاربها عمرا... ترتدي حجابا انيقا مع قميص طويل و بنطال عريض مستور... وجهها شاحب بتعب تمسك بيدها كأس الماء البارد ترتشف منه بهدوء تام و نظراتها المترقبه ترحل كل حين لباب الدخول حتى تعاطف قلب راغدة الرقيق معها... تعود و تهمس بلهفة تكاد تخفيها
- تأخروا مو؟؟ فتضحك راغدة برقة وهي تقول
- لا يابه ما تأخروا بس انتي تحسين هيجي لان گلبج يفور.. فتتنهد نجلاء وهي تضع كأس الماء امامها على الطاولة الزجاجية الصغيرة... تقول بهدوء وهي تخفي نظراتها الدامعه
- مو حقي ام علي؟ بنيتي ما شايفتها بس بالصور.. والله العظيم من خابرني ابو علي ما صدگت ولوما مرضي و المراجعات جان ما انتظرت بس سبحان الله اجت بالوقت الي اني فقدت بي الامل.... گلت الله ياخذ امانته و بنيتي ما تكحلت عيني بشوفتها...و تصمت وقد تحشرج صوتها ببحة بكاء فتنهض راغدة تقترب منها .. تربت على كتفها بمواساة.. فأحساس الام لديها يعلم و يدرك حجم الالم الذي تعاني منه الجالسة امامها.. تهمس لها بود باسم
- هسه تجي بنيتج و تشوفيها.. عروسة ابني و ان شاء الله تزفيها بيدج عمري انتي.....هدي نفسج ... تصمت نجلاء وهي تكفكف دموعا سالت دون انتظام.. تعود و تستغفر وتحمد الله و تلتفت بلهفة تحاول السيطرة عليها.. تمسك بكف راغدة راجية
- الله عليج ام علي بنيتي موافقه تتزوج؟ بعدها صغيرة ليش هالشكل مستعجلين على زواجها ليش ما مكملة دراستها؟ فتتفهم راغدة تعطشها و لهفتها.. ام لم ترى ابنتها.. لا تعلم عنها شيئا.. تجيبها بخفوت باسم
- ود الله يرضى عليها موافقه و ان شاء الله تحضرين عقدها و الزواج مو هسه.. و اكيد اول ما تتزوج راح تكمل.. هذا شرطها و ابني ياسر الله يحفظة ما ممانع ابد.. تصمت راغدة وقتا وهي ترى شحوبا مرضيا اثار حيرتها في ملامح نجلاء.. فتربت على كتف نجلاء النحيل وهي تسأل بأهتمام
- انتي تمام نجلاء.؟؟ فتومىء نجلاء بابتسامه واهنه وهي ترتشف المزيد من الماء.. تقول بخفوت
- الدوى الي اخذه قوي شوية و ما انتظرت حتى يخف مفعوله او ارتاح... هاي جيتي من المطار.. زوجي وصلني و سلم على ابو علي و طلع.. وقبل ان تكمل.. وصلتها اصوات ما من الردهه الخارجيه.. وقفت فورا على اثرها مترقبه.. خافتتة الانفاس تنتظر بفارغ الصبر دخول ابنتها ود..
قبل وقت..
تراقب ساعة هاتفها الذكي كل مدة.. عمها احمد اخبرها انه سيأتي عصرا لاخذها فوالدتها ستصل عند المغرب.. وهناك عشاء سيقام من اجل التعارف في بيت عمها احمد...والدها صالح غادر ظهرا غاضبا و شاتما لها و لامها.... ولشدة قهرها كانت مرام موجودة..شاهدة على كل كلامه.. تتنهد ود وهي تراقب من النافذة علها تلمح سيارة عمها احمد فقد تأخر على ما يبدو.. ورغم ان المسافه الفاصلة بينهم و بين بيت عمها احمد لا تتعدى الشارع الواحد.. الا انه الح كثيرا عليها موصيا ان لا تغادر او تبرح مكانها قبل ان يأتي بنفسه لاخذها.. تلافيا للمشاكل مع والدها..
أنت تقرأ
ثَأري..فَغُفْراَنَك
Historical Fictionالتقى بها في منام...غزالا شارد هجع في احضانه و استكان...ثم كان لقاء الواقع امرا آخر .. جذوة اتقدت من نظرة فكان العشق الفريد ..نوعا لا يتكرر في العمر سوى ..مرة .....فارادها هو بقوة ..حد السعي..الا انها كانت بعيدة..كبعد الخيال عن الواقع...خطان..لا ي...