الـفـصـل الـسـادس و الاربـعـون

6.7K 363 478
                                    

(احدهم في غاية البعد..واقرب هو لي من كل شيء)


الاستعدادات في بيت الشيخ فاضل رحمة الله كانت على قدما وساق... خصوصا في القسم الخاص بزوجة الشيخ الثالثه( مهين) و ابنها جاسر... استعدادا لزواج الابن الاخير لهم..تدور مهين الان تتبعها سارة و بعض النسوة...يرتبن اغراض العروس المنتظرة بكل حرص  و دقة.. وقد اختير الحضور من الخواص جدا.. كون مهين تخاف كثيرا على ابنها و عروسة.. لذلك كانت تنتقي من يدخل حجرة ابنها بل جناحه كله... ولا تستطيع الكف عن التفكير بوالدة حامد..ضرتها... فكم تخشى ان ينالها او  ولدها شيئا من شرهاتغلق سارة باب غرفة النوم الواسعة جدا باثاثها الجديد بحرص و تسلم المفتاح لخالتها مهين قائلة بتنهد باسم- گضت خالة.. الله يمهله و يهني لاخييّ تاج راسي .. فتربت مهين باسمة دامعة العين وقد اشرق وجهها فرحا و سرورا قائلة
-  اللهم امين..امين ياربي و اشيل اولاده  على ايدي فتضحك سارة بمحبة و تميل على كتف خالتها مهين تقبله باحترام بالغ- ان شاء الله يمه.. الله يفرح گلبج دومو تزفين احفادج بيدج..  فتربت مهين على كف سارة تدعو لها بطيب الدعاء و ترافقها حيث الباب المتصل بين المنزلين... 

تعود سارة بهدوء الى قسمها فتتوقف برهه تدور بعينيها بارجاء صالتها الصغيرة..فلا تلمح اثر لبناتها وقد عم الهدوء المكان فتتقدم بهدوء حيث غرفتهن التي تشترك فيها ضي و ري  فتتوقف هناك قبل الدخول وقد انفرجت باب غرفتهن قليلا سامحه لها بالتوقف للاستماع للحديث الدائر الان بين ابنتيها وقد عقدت حاجبيها لصوت ابنتها ري ذات العشرة اعوام تقول بتذمر

- مشتاقة لبابا بس ما اريد اروح لبيت جدي.. اريد اروح لبيتنا..اشتاقيت لبيتنا ضي.. فيصلها صوت ضي مواسيا

- اني اكثر منج بس شنسوي..بابا مشغول  يادوب نشوفه و نسلم عليه ..  من نروح يمه تطلع الروحه من خشمنا... عماتي و جدتي بس يحجن على ماما ...تزم سارة شفتيها وقد اطلقت زفرة منزعجة..فتسمع صوت ري الشاكي بطفولية

- ليش ما يحبون ماما؟؟ ذاك اليوم ماحبيت ابقى من بدو يحجون عليها و بابا جان بره ماخذ محمد وياه...صرت اكره اروح والله بس ماما تگول لازم نروح.. وقبل ان تكمل كانت سارة قد دخلت اليهن و ملامح وجهها هادئة لا  تنبىء بشيء.. تطلب منهن النزول  من اجل تناول وجبة الغداء وقد احتدمت المشاعر في داخلها.. فأولادها خط احمر لا ترتضي لهم الهوان وما ان خلت الغرفة منهن حتى رفعت هاتفها تطلب اب اولادها وقد اشتدت ملامحها بغضب لا يهدأ..جائها صوته متلهفا حارا رغم الصخب حوله الذي يصلها بوضوح..

- يا هلا و كل الهلا..فتجاوزت سارة عن نبرته المرحبة الحارة..هامسة ببرود و رسمية

- السلام عليكم ..ابو محمد عندك وقت احجي وياك؟؟ فصمت حارث وقتا مستشعرا جدية الاتصال خاصة مع ذكر محمد الذي لا تناديه ساره به الا عندما يكون الامر جادا

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن