الـفـصـل الـواحـد و الـثـلاثـون

6.2K 350 216
                                    

( سيحرق كومة القش..من كان جادا بالبحث عن..ابرة )

لقائها بأهلها كان له كامل الاثر الايجابي على نفسها.. تحلق حولهم بكل الرضى رغم تلك الغصة المؤلمه التي اوجعتها.. ماذا لو..ماذا لو كان والدها في استقبالها.. و كأن فارس قد قرأ ملامح الحزن في عينيها.. فأقترب وقتها منها محتضنا يقبل رأسها .. وحدها والدتها من أحيت ابتسامتها مرة اخرى..ففور ابصارها لراغدة امامها عند مدخل المنزل الداخلي حتى هرعت اليها مسرعه شبه باكيه.. كان فارس وقتها قد افسح المجال لقيس المتمهل في سيره بجانبه.. يمد ذراعه اليه يدعوه التقدم خلف حلا التي تمسكت بوالدتها محتضنه.. مستمتعه بهمسات والدتها في اذنها.. تترضى عليها بحنان بالغ .. فتشعر حلا بكف قيس على ظهرها.. تميز حرارته الان جيدا.. فابتعدت عن والدتها مرغمة.. تقف بجانبها تمسح عينيها فتراه يميل على والدتها يقبل رأسها بمودة بل يضم ضاحكا رأس راغدة لصدره رغم تمنع الاخيرة خجلا منه..
التفت حلا وقتها لتبصر خالتها شهناز و سعاد قد وقفتا بترقب.. و غفران باسمة رغم شحوب وجهها فأسرعت اليهن مسلمة.. خالاتها... في مقام والدتها ايضا.. تشعر انها تنتمي لهن..الى هذا البيت العريق...و تلك الوجوه المحبه الباسمة حولها

يمر الغداء فاخرا ..لذيذا.. وقد كانت سفرتهم عامرة و قد تميزت بصحبتهم الطيبة الودودة.. حلا كانت قد اختارت الجلوس بجانب والدتها وقد ابتعد قيس عنها جالسا على الجانب الاخر امامها تقريبا .. بجانب عميها يتوسطهم يشاركهم الاحاديث باهتمام وعيناه تتابعها احيانا .. تأسره ضحكتها و ابتسامة عينيها و يعلم انها ضحكات و ابتسامات لحظيه.. فهي ما ان تلتقي نظراتهما حتى تشيح عنه وقد عاد برودها يتلبسها.. كأنه يذكرها كلما ابصرته بفقدها .. ينظر بنظرة خاطفة نحو طبقها فقد اكتشف انها بالكاد تزدرد لقمتها في بيته حتى ان والدته نرجس ذكرت له الامر في عرض حديثها ..يومها ضحك كثيرا وهو يستمع لتذمرها
- مرتك عصفور؟ أكلها قليل حيل يمه.. وقتها انحنى قيس عليها يقبل كفها هامسا بأبتسامه
- يمه براحتها تريدين اجبرها يعني؟..فتعود والدته و تقول بهمس متذمر تراقب حلا الصامته على مقربة منهما

- يمه شلون تحمل و تولد اذا هيجي اكلها و ضعفها.. كلشي ما تحب تاكل فيرفع قيس انظاره الى حلا يتأمل صمتها السارح فتشتعل نظراته وهو يتأمل بطنها باسما يتنهد يجيب والدته همسا خافتا حارا

- تحمل يمه..تحمل لا تخافين عليها.. يعود بأنظاره الان اليها... يراها تتحدث مع والدتها باسمه.. عيناها المتعبه مشعه برونق غريب يثير في نفسه رغبة بضمها اليه .. رغم انه يعلم انه سيمر وقت حتى ينسى ما قالته... وتلك الاهانه الغير مقبولة في عرفه..ان تطلب امرا مقابل قربه... هو الرجل الواضح في علاقاته.. المعطاء بكرم دون سوأل او طلب..هل تنفر حقا من علاقة طبيعية بينهما؟٠.. بل حتى ما طلبته كان منافي لاخلاقه...تريد اخاه مقابلا لوصال؟؟يعود و يتساءل اي جنون يقودها..واي سواد يحتويه قلبها... وهنا...لا يلومها هو ابدا.... فوجعها قاتل لمن سواها...لكنه طلبها و صيغته من اثار صدوده منها..

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن