الـفـصـل الـثـانـي و الـخـمـسـون (الـجـزء الاول)

5.5K 356 150
                                    

مساء الخيرات عليكم جميعا.. اعتذار كبير جدا للتأخير لكن يعلم الله مقدار الالم ليس الجسدي فقط انما النفسي ايضا... و كنت اتمنى فعليا ان انتظر بكتابة اي شيء اقلها حتى اكون بالموود المناسب لذلك فضلت انزل نصف الجزء و النصف الثاني راح ينزل لاحقا ان شاء الله ربما غدا او بعد غد..

جزئية خفيفة تكتمل ان شاء الله مع الجزئية القادمة

********************

(من قال ان الغيرة لا تؤلم..انها موجعة..حد البكاء)

ولم تكن تلك قبلة..انما كانت راية استسلام مرهقة و متعبة رفعتها بعد صراعات طويلة.. التحام تام بعد تناغم روحي عميق بينهما.. تعويضا لأوقات عاشا فيها معا بتجرد من اي رغبة بعلاقة شرعية فطرية طبيعية..تواصلا فيها روحيا فأندمجا بشكل لذيذ غريب..بجمع التناقضات بينهما .. فبين حكمته و تعقلة و بين جنونها و طيشها..بين حزمه و لينه و دلالها و غرورها بحسنها.. كانا مزيجا لا يليق الا بهما.. و قبلتهما كانت كما هما..تجمع التناقضات جميعها..حارة لاذعة كالاعصار في اقتلاعها..حنونه مراعية في ترويها.. تذوب به و معه مسحورة بعالم تغيبت فيه بطاعه..تستمع لكلماته الغزلية...ولتلك الابيات الارتجالية التي كان يمازجها بين قبلة و اخرى.. يعاملها كملكة متوجة يحتفي بها على عرش قلبه .. و لم تملك سوى ان تذوب به عشقا و غراما.. تتنهد تنتمي اليه مغيبة اجراس عقلها.. تغوص معه في بحور المتعة الحسية الفريدة وقد استحوذ على كامل اهتمامها..حتى ابتعد عنها هامسا بجدية واضعا جبينه على جبينها الدافىء وقد مس قبلها مرارا خدها و قبل مرات ارنبة انفها اللطيفة الناعمة

-گدامج ستين ثانية حلا.. وقبل ان يكمل كانت قد استعادت كامل رشدها و قفزت مبتعده عنه ترتب قطعتها خلال فرارها التي كاد ان يجردها منها..تهرب منه كغزال شارد و يراقبها هو بصمت باسم وقد انبهر بها..محمرة تماما حتى عنقها الذي لثمه مرارا و شعرها الساحر مهفهفا خلفها.. حتى وصلت غرفة منامهما فدخلتها دون ان تنظر اليه و تغلق الباب بالمفتاح خلفها..

فعاد و استرخي في مكانه متذوقا طعم الشهد الذي تركته على شفتيه و عيناه يغمضها متذكرا هيئتها... متشابهان و يعلم انه لا يقبل بانصاف الحلول...لا يؤمن بالمنطقة الرمادية.. يريد..او لا يريد.. لذلك يدرك انها لن تخضع بسهولة لمشاعر تقودها اليه طواعية..يعلم انها تضع دوما شروطها امامها.. وهو يريد الاستقرار..يريد الاكتمال.. لا لحظات يدفع ربما بعدها ثمنها غاليا...

**********************

بعد ايام.. منزل الشيخ فاضل..الجهة الاخرى..

ايامها عسلية خالصة معه.. تمضي ساعات الصباح برفقة عمتها الطيبة جدا.. والتي تدخل الى القلب دون استئذان.. بطيبة قلبها و حسن منطقها اللين ..تعاملها بحب و حنان بالغ تكاد تذوب منه دلال خجلا.. وهو كان امرا اخر وردي لم تتخيله حتى في احلامها..ولطالما باتت موضع مزاح لطيفة عند كل اتصال هاتفي بينهن او لقاء.. فجاسر يغرقها بطيب اخلاقه و حسن معشره.. حتى انه فاق ابيها و اخوتها في الدلال و المراعاة.. تمضي ايامهما في اتفاق و تفاهم غريب..كأنه عاشرها عمرا.. و الليلة لم تكن استثناء.. فبين انس العشاق و سمرهم و بين تناول اولى وجبات السحور الحميمية بطقوسها..كانت تشعر انها تنصهر و تنتمي اله اكثر فأكثر..سلام و طمأنينة تعيشها و تحمد الله عليها.. رغم انهم كانوا ثلاثة افراد فقط في هذا القسم الواسع...الا ان الطقوس كما هي في كل منزل.. صوت القرآن الكريم يُبث من احدى القنوات الدينية ببث مباشر.. و تدور مهين حولهمما بثوب صلاتها الابيض.. وجهها الجميل منير كقطعة من البدر تثير في النفس الاطمئنان و السكينة.. ترافقها رائحتها العودية اينما دارت و التفتت..تقرب التمر و اللبن الخاثر منهما قائلة بتوصية

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن