(اما علمت ان الكتمان يحرقنا...فهل ينام الذي في جوفه نار)
لم يكن جمالها البارد الان ما يجذبه.. ولا وقوفها ذاك بخفر رغم تصنعها الصلافة و القوة.... انما تلك الهالة من الهشاشة و الضعف التي شعرها فور ان رفع انظاره يخترقها بعين بصيرة متفهمة شذوذ تصرفها... عند باب المجلس وقفت ترفض التوغل اكثر.. متشحة بالسواد وقد لاح له وجهها الابيض ... ذابلة و قد نحل عودها الريان.. عيناه تتأملها بهدوء مهتم وقد صمت اخوتها ثم نهض ياسر لها يمد بكفه نحوها... فيقف قيس يتبعه فارس.. يراها تتشبث بأخيها... تهمس له بصوتا ما لم يصله.. و كان موقنا انه صوت باكي راجي... ويبقى ينظر اليها بأهتمام يغلفه بنظرة باردة صقيعية مقيّمة.. لا يزيح نظرته عنها... ولاول مرة.. يلتذ بالنظر اليها دون نفسا تلومه لاتباعه هوى قلبه..دون ان يغض بصره محملا نفسه اعباء ذنبه..... ورغم كل غضبه.. كل حنقه.. و ما يجيش بدواخلة الا انه يعترف انه يريدها .. كرجل .. حتى صلافتها و تهورها استفز به شيئا امتعه..و على العكس...لم ينفره منها..بل زاده شغفا و تطلبا يقربها منه...
يرى اقترابها المتوتر بصحبة اخيها ياسر منهما ..هو و فارس الواقف بصمت بارد بجانبه.. يستغرب ردة فعل حلا.. الم تتبجح انها تريده ؟ لما يراها مكرهه.. مصدومة .. كأنها لم تتوقع ان يتم عقد قرانها؟ يتذكر صوتها باردا قاسيا وهي تعطي الوكالة ...و ملامح جامدة بعينين زجاجية وهي توقع حيث ما اشار لها.. لتنهار بعدها بكاء بين ذراعي ياسر ....
تتوسط الان اخوتها امامه.. ترفض بعناد النظر اليه.. فيراقب قيس بصمت ذقنها المرتعش رغم تصنعها القوة.. تسمع صوت فارس متباعدا متجاهلا لها وهو يقربها من قيس
- أخذوا راحتكم... عندها رفعت حلا رأسها تقول بخفوت بارد وهي تنظر نحو فارس
- اسلم بس و اطلع حبيبي.. ما يحتاج... الا ان فارس لا يبالي بكلامها يشير برأسه نحو ياسر فيتحرك الاخير بملامح منغلقه وهو يربت على ظهر حلا التي زادت حدة شفتيها المزمومه...
لحظات حتى خلا المجلس لهما... و أطال بوقفه يتأملها... ترفض بعناد وصال النواظر... فتلوح على شفتي قيس ابتسامة باردة لا يكتمها...يعود ليجلس بهدوء...وتبقى هي على ذات وضعها و وقوفها.... يعلم انها ستفعلها.. ثواني و ستغادره.....يسترخي في جلوسه اكثر .... و يأتيها صوته قائلا بصوت آمر هادىء جدا.. استشعرت به الخطر
- گعدي.... فترفع لاول مره نظرها اليه تنظر لوسامته المفرطة و زهوه المتجلي بوضوح في طريقة جلوسه... وقد رصت على الطاوله الرخامية المذهبه امامه أصناف فاخرة من الحلويات و قطع الشوكولا المغلفة.. إضافة إلى كأسين من العصير وضعا متجاورين بأناقة.. فتقترب ببرود وهي تجلس على كرسي فردي مقابل على مقربة منه.. و يسود الصمت مجددا فيقول بهدوء وهو يبتسم
- الي يشوفج يگول مجبورة!!! فتعض طرف شفتها ثم ترد عليه وهي تسترخي في جلوسها
- شايف شلون! بينما العكس هو الصحيح.... فتتسع ابتسامة قيس برودا لجرأتها رغم ارتعاش صوتها
- هيجي شايفه؟ جبرتيني اجي؟ فتهز حلا كتفها بعدم اهتمام وهي تقول
- الدليل انته گدامي... جيت بغصب... مو قناعة.... فيأتيها صوت قيس مصححا بهدوء بارد استفزها
- جيت احفظ ماي وجه ذبيتي بكل صلافة و رعونة يابنت ابوج.. توقعت كلشي بس ما توقعت تقللين من شأن نفسج بهذي الطريقة المخزية.. فتنتفض حلا واقفة وهي تقول باحتراق مشتعل تشير نحوه بأصبعها السبابه
- انته آخر واحد يبيع مثاليات براسي
يقف بدوره وهو يقترب منها.. و نظراته مثبته على اصبعها ثم يرفع انظاره اليها
- الحقيقة مره مو؟ ماخجلتي من نفسج وانتي ترفعين التلفون تتصلين برجال غريب عنج لا يعرفج ولا تعرفي غير بالاسم..شنو من جسارة عندج؟؟
- جسارة تليق بيك.. قالتها ببرود راد ببديهيه رفع لها حاجبه... ترد الكلمة بعشر.. نوع جديد لم يصادفه سابقا فتكمل وهي ترى ارتفاع حاجبه
- گتلك اني مايمنعني شي .. لا عرف ولا عيب ولا مستحى.. يقترب منها بهدوء حتى وقف امامها فتراجعت هي للخلف قليلا دون ان ترفع نظرها اليه.. تحاول ان تمر الان من جانبه فيأتيها صوته باردا متسائلا
- منو ضاربج؟ قاومت بشدة رفع كفها تخفي صفعة والدتها وقد تركت اثار الأصابع منظر مزعج على بشرتها البيضاء الصافية.. تود المرور من جانبه...فيراوغ دون اقتراب اكثر... ترفع نظرات حادة اليه تقول بهمس
أنت تقرأ
ثَأري..فَغُفْراَنَك
Ficción históricaالتقى بها في منام...غزالا شارد هجع في احضانه و استكان...ثم كان لقاء الواقع امرا آخر .. جذوة اتقدت من نظرة فكان العشق الفريد ..نوعا لا يتكرر في العمر سوى ..مرة .....فارادها هو بقوة ..حد السعي..الا انها كانت بعيدة..كبعد الخيال عن الواقع...خطان..لا ي...