الـفـصـل الـحـادي عـشـر

7K 340 504
                                    

بعد ايام..بغداد الحبيبة..صباحا

تجلس مع والدتها لتناول وجبة الافطار.. وقد ذهب والدها توا الى عمله... هدوء حذر تشعره بذبذباته في المكان.. فتبتلع غفران ريقها وهي تسمع تنهد والدتها وهي تتابع وسيلة التواصل الاجتماعية تقرأ رسالة من ..سيف... فيحرق الفضول غفران..تتمنى ان تقرأ ما يرسله.. تعلم انه مع تواصل مع والدتها...و امه التي ربته غي نفس الوقت...تعلم انه ان تخلى عن العالم كله...فلن يتخلى عن والدتها شهناز... تراقب غفران بخفية اصابع والدتها وهي تكتب شيء ما..و فضولها يقتلها ببطىء... منذ ان انتهت من دراستها وبقيت في المنزل حتى حفظت اوقات اتصاله بوالدتها... والان تعلم انه سيتصل بعد وقتا ليس بالطويل...فتجلس صابرة..وقد تعمدت ان تطيل بتناول افطارها... رغم انها فقدت فعليا شهيتها... جنون...ما تشعره هو الجنون.. رعشات تنتابها..و حرارة تشعرها في وجنتيها..حتى انفاسها باتت لاهثه..لمجرد التفكير انه سيتصل بوالدتها في وجودها... تفتح شعرها بارتبك وهي تشعر بنظرات والدتها تتاملها بهدوء.. ثم تسمع صوتها مخاطبا برقة وقد وضعت هاتفها بجانب طبقها وقد قلبته على وجهه

-حبيبتي ماما خالتج راغدة تريدج تتحضرين اليوم.. مهاب راح يجي عليج العصر تطلعون تجهزون غرفة النوم... هواي فرحت بموافقتج تبقون يمهم بالبيت... بيت عمج احمد واسع و اساسا هو مخصص لكل واحد جناح...فتومىء غفران بتوهان وهي تبعد خصل شعرها عن خدها.. تقول بخفوت

-اني هم فرحانه راح ابقى يم خالة راغدة و حلا... بس ماما شايلة همج... البيت راح يفرغ عليج قالتها وهي ترفع انظارها بشجن نحو والدتها الباسمة...فتمد شهناز يدها تشد على كف غفران بمودة

-يوم هي هاي سنة الحياة... و اني مو بعيدة.... كل يوم ان شاء الله يمكم ولو اني اريدج تتعودين على مهاب ببيت وحدكم... عندي احساس لحد الان بينكم حواجز.. ماباقي على زواجكم شي ماما... شهرين تقريبا و تصيرين ببيته... وانتي لحد الان احسه من يجي تصيرين قالب ثلج.... تصمت شهناز وهي ترى نظرات غفران الواهنه... راحلة عنها بفكرها..بل شاردة.. رهينة و تعلم بيقين انها رهينة و اسيرة للماضي...تبذل جهدها لاسكات الشوق و الحنين الذي تقرأه الان بوضوح في ملامح وجهها الجميلة..لكن شهناز ليس بيدها اي حيلة.. تدعو فقط..و كم تدعو... تقضي صلاة ليلها بالدعاء لهما.. لغفران بالنسيان و السلوان.. و البدء من جديد..ولذاك بالتوفيق و والرضى بما كتب له القضاء..تعود وتهمس برقة لغفران

-ماما اعيد عليج..انتي ما مجبورة..ما تردين مهاب اكو بعد وكت...لا تظلمي و تظلمين نفسج... ابوج اني اتكفل بي.. انتي ماتسوين غلط برفضج ومهاب يتفهم هسه .. بس تره الرجال صعب يتفهم الرفض بعد ما تصيرين ببيته... فتغمض غفران عينيها....تهدء من ضربات قلبها..تحاول ان تسكت جميع الظنون و الامنيات الجميلة.. وقبل ان ترد صدح صوت هاتف والدتها.. بنغمة خاصة... فتوقفت شفتي والدتها عن قول المزيد وهي تنظر الى غفران التي تيبست تماما... فتسحب هاتفها و تقف قائلة

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن