(وتحسبني حيا واني لميت..وبعضي من الهجران يبكي على بعض)
و كان صوته جامدا ثابت.. لا تردد..كأنه حسم امرا... وقد اسند رأسه مغمضا عينيه عنها كأنها عدم.. لا وجود لها..لا اهمية
-يعني اخوج بعد كم دقيقة يكون هنا.. ترجعين وياه ... ايام ان شاء الله و اسرحج بأحسان... حلفاني عليج واقع.. فتتوقف انفاسها دون ان تشعر لوهلة و قد شحبت بسرعة خاطفة ملامحها...كأنه صفعها توا.. الا انها سرعان ما تمالكت نفسها فقالت ببحة صوت لم تدرك وجودها حتى...بل حتى لم تستشعر نبرتها الضعيفه التي بدرت منها..
-تحجي صدگ قيس؟؟
-ليش هذي بيها شقى؟؟ قالها متسائلا دون ان يغير وضعه ... كأنه مكتفي منها الان فتشعر بأهانته تتضاعف .. تتذكره قبل قليل مع شريكتها...ابتسامته و همسه..فتشعر ببرود مرير يشملها... تبلل شفيتها و تدور بعينيها في الغرفة الواسعة...تشعر انها غريبة هنا فتهز رأسها وقد ادركت توا حقيقة وضعها
-حلفت يمين و انته تدري راح اكسره قيس... يعني ردتني اجي برجلي حتى يصير الغلط مره ثانية مني؟؟ سفرك قريب و اني اخر من يدري..كأني غريبة حتى مو من اهلك.. شكلك ناوي و عازم قبل ما تسافر ....تطلگني... اضافت كلمتها الاخيرة ساخرة.. فيقاطعها بثبات واضح
-صحيح و ما انكر ... فتزم شفتيها و كم ودت ان تقول له..انظر الي...انا اقف هنا... قريبة منك و انت من تقصيني عنك الان.. بقسوة تقتلني ببطء.. الا انها صمتت وقد شعرت ان حضورها باهت..يشبه حقا العدم.. تومىء برأسها بأدراك قائلة بصوت هدأ و بات خاويا
- تمام.. و اني صدگني ما كنت متوقعة اقل..بس حبيت بجيتي لهنا اثبت خيبة ظني عدل .. ما قصرت ابد عاشت ايدك.. ثلاث شهور قيس ثبتتلي هواي شغلات اولها كلامك و مشاعرك كلها وهم.. وهم... اليحب ما يبعد حبيبه... ولا يقسي قيس لو مهما صار..الي حق ادافع عن نفسي و عندي حق تسمعني.. و انته الاثنين استغنيت عنهن مثل ما استغنيت عني بحلفانك.. تصمت تماما تتجاوز عن كلمات شكرا كانت قد اعدتها.. فوجعه يقتلها.يؤلمها ان يضعها بخانة رفيقة السراء..لا الضراء
-لجين تناسبك حيل.. ترضى بكل شي حتى القليل.. و انته الله العالم وضعك شلون راح يكون.اصابتك مو سهلة..الله يعينك و يشافيك..الظاهر انتو الاثنين متفقين على هالشي تصمت وقتا..تبتلع ريقها و تشعر انها تجرح نفسها لا اكثر... تراقب ملامح وجهه المسترخية ...يسمعها و ابتسامة ما ارتسمت على شفتيه كأن ما تقوله مضحكا..صامتا كأن ما تقوله ليس سوى هذرا..فتقترب منه بهدوء تبذل قهرا ارتعاشا يكاد يكون واضحا... تنحني و ترفع باقة الورد من اسفل قدمة حيث رمتها قبل وقت.. وقد كان على ما يبدو مكان لجين لوقتا ما..و تتحرك نحو الطاولة الصغيرة حيث مزهرية فارغة ودت وضع الباقة فيها فتلمح اوراقا رسمية باللغة الانجليزية تحتوي اسم لجين اعلاها...و فوقها جواز سفر تيقنت انه للاخرى.. فيزيدها الصمت وجعا و ارهاقا.. تشد على كفها بقوة و تستدير ناحيتة هامسة بهدوء دون النظر
أنت تقرأ
ثَأري..فَغُفْراَنَك
Historical Fictionالتقى بها في منام...غزالا شارد هجع في احضانه و استكان...ثم كان لقاء الواقع امرا آخر .. جذوة اتقدت من نظرة فكان العشق الفريد ..نوعا لا يتكرر في العمر سوى ..مرة .....فارادها هو بقوة ..حد السعي..الا انها كانت بعيدة..كبعد الخيال عن الواقع...خطان..لا ي...