الفصل الرابع و الاربـعـون الـجـزء الـثـانـي

6.5K 374 391
                                    

امام المرآة كانت تقف فاتنة اخرى لم تتعرف عليها ابدا..فكل شيئا بها لم تألفه سابقا... انثى مكتملة النضوج بحسنا باذخ رقيق... يحمل من الملاحة ما يرف له الفؤاد... زينتها خفيفة جدا.. عيناها كحيلة بهدبا مثقل.. و نظراتها رغم اضطرابها حوت سحرا... شفتيها الناعمه ملتمعة بلون رقيق و شعرها الطويل رفع بتسريحة ملتفه ابرزت نعومة شعرها بلونه العسلي الفاتح الذي لائم بشرتها الحنطية الفاتحه نوعا ما.. وكانت طرحتها بكل فخامتها تنسدل على اكتافها وقد ثبتت اسفل شعرها فكان مظهرها جميلا متناسقا مع ثوبها الابيض بفتحة صدره العميقة و اكمامه الطويلة المنخفضه.. وقد اتسع فستانها بطبقات مذهلة ثقلية بتطريزات يدويه مشغولة امتدت خلفها لمتر تقريبا.. كانت طلة راقية مميزة.. وقد زادها بهاء العروس المعتاد رونقا غريبا مميز بها ..

تبتعد عن المرآة بتوتر تفرك كفيها بقلق فترى خالتها سعاد تدخل غرفتها تحمل بيدها طبقا من الطعام..تقول بأستعجال
- حبيبتي اكلي شي.. ترى مو زين تبقين بلا اكل انتي من البارحة معتزلة.. اكلي حبيبتي ليش هالگد متوتره.. فتتقبله ود من خالتها سعاد..و تضعه جانبا تقول بوجوم

- ما اشتهي خالة.. اصلا اذا اكل اتأذى فتربت سعاد على كتفها متفهمة.. و قبل ان تخرج من الغرفة كانت حلا تدخلها تتبعها ايمان و خالتها شهناز وقد علت اصوات الزغاريد بطريقة مبهجة..ازالت من توتر ود الخانق.. فحاولت جهدها اخذ نفس مرتعش وقد همت واقفة تنظر اليهن بابتسامة خجولة ..ترى اخواتها ايضا قد دخلن ضاحكات وقد التتفن حولها بفرحة واضحة..وكم احتاجت وقتها لامها.. فمهما يكن تجمع الجميع حولها..الا ان شعور الغربة اجتاحها..فكانت كطفلة صغيرة تبحث عن امان امها و حنان صدرها... الا انها تجامل الجميع بابتسامة رسمتها بأتقان...تخفي هلعا يتزايد.. بصورة متعبة لها

بعد وقت

يصله اخذها لانفاسها المرتعشة بوضوح فيرق قلبه لها..يحتويها اكثر يقربها من صدره . فتهدأ قليلا و تتمالك زمام نفسها فور سماعها لصوته العميق المتسائل

- شگلج عمي؟؟؟ من وقت ما حجى وياج و انتي منهارة بواجي.. ود ...همس لها بحنان لا لبس فيه ...فتزدرد ريقها ملتصقه اكثر به .. تهمس له من بين اسدالها الحريري الابيض بتصميمه الانيق. متجاهلة الرد ...

- لا تدخلني رأسا عفية... خلي حلا تجيني اكيد شكلي تخربط هسه... فيعقد ياسر حاجبيه لها.. لا يفهم..منغلقة تماما على نفسها..متوترة بتوتر يصله واضحا 

ويشعر كليهما بتوقف السيارة الحديثة بطرازها المميز التي تقلهم يقودها سيف ابن عمهم...و قد توقفت امام باحة منزلهم الذي انير بشكل كامل منبأ بأفراح قائمة و ايام هناء و سرور قادمة.. فترجل سيف ينظر خلفه يرى سيارة ابيه تقل غفران زوجته و وامه شهناز ترافقهم الخالة سعاد و حلا .. وقد كان الصخب قادما من مجلس الرجال المتطرف على الجهة الاخرى حيث دعى فارس اصدقاء ياسر و اصدقائه وبعض التجار المقربين لوجبة عشاء على شرف اخيه ياسر..بينما اقامت راغدة حفلا بسيطا جدا دعت اليه المقربات فقط... الا انه ورغم بساطة الحفل كانت ود قد وصلت لاقصى مراحل توترها.. خاصة بعد ان ودعها والدها..وقد احتضنها بقوة مقبلا رأسها هامسا في اذنها

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن