الـفـصـل الـسـتـون

7.4K 418 377
                                    

(اما الفؤاد فصادق في امره.. وهو الفصيح اذا اللسان تلعثما)

وكانت تلك اللحظات مميتة لها.. شعرتها تزهق انفاسها ببطء.. ترى نظرات والدتها المتعاطفة نحوها و قد تحركت شفتيها بشيئا لم تسمعه ابدا...فعقلها حائر بالتفسير .. و جميع حواسها مشدوهة...رافضة التصديق.. ترى الامور بضبابية غريبة..و برودة شعرتها شملت اطرافها الا انها حثتها للتحرك مبتعدة.. فتلقفتها ايمان تحاول جذبها لصدرها الا ان حلا تدفعها بهمس متعثر

-مابيه شي..احتاج اصعد لغرفتي ايمان.. و تحركت مغادرة دون التفات و قد دفعت كف ايمان المواسية  مرة اخرى .. تضم بين يديها ورقة طلاقها.. تحاول ان تسير دون التفات..تصطنع بقايا قوة بل تستدعيها باجبار.. فكل مافيها يئن حاليا رغم حالة الدهشة التي تلبستها..تليها حالة الخذلان.. الا ان وجع روحها قاتل... ادماها دون اثار..

في الاعلى..على اعتاب غرفتها شعرت بالانهيار التام.. لاول مرة تشعر ان هناك وجعا اثقل اكتافها.. جعل من اخذ النفس امرا صعبا مهولا.,برودة  ثقيلة انتشرت في عنقها و صدرها...فدخلت و اغلقت بابها.. ودارت و دارت حول نفسها.. ترفض النظر في الورقة مرة اخرى.... و احساسا كاذب يخبرها ان هذه ليست سوى مزحة ثقيلة..انه يعاقبها..انه يثأر لكرامته منها.. وتتوقف لوهلة..تمسح دموعها التي تجود  بها بكرم عينيها.. و تبحث بجنونا عن هاتفها.. حتى نالت مرادها.. فتضغط دون تردد على اسمه... ليأتيها الرد ان هاتفه خارج نطاق الخدمة.. وقتها صمتت تتأمل هاتفها مذهولة من ردة فعلها..ماذا نوت تحديدا؟ الاتصال و التوسل؟ السوأل؟ العتاب؟؟ الا تعرفه جيدا؟؟ انه لا يقدم على امرا دون تفكير..اتراه فقد رغبته بها؟ تلاشى عشقه لها؟؟ فضل الاخرى؟؟ الم ترى بعينها جواز سفرها يقبع بانتصار فوق طاولة قريبة من مكان رقاده!! 

فتنهار بالبكاء مرة اخرى..و غيرة متوحشة تنهشها... و احساسا مرير يتعاظم في نفسها... ان يكون قد تركها.. زهد فيها... ثم تعود و تفكر بعدم تصديق..اتراه حقا طلقها؟؟ فتفتح بلهفة ورقتها...تقرأها جيدا ..ترى مبلغ مهرها المهول.. و ترى توقيعة الواثق بنسقه الانيق...فيهيض الوجد في مجامعها... ثم ترى خانة توقيعها فارغة.. كأن لا وجود لها... لا يعترف بها.. فتجهش هذه المرة ببكاء اشد و اقوى..كأنها ادركت خسارتها.. 

وتمضي ساعات الليل البهيم عليها.. تتلوى كأنها ترقد على فراشا من الجوى..اهملت كل من طرق بابها.. كل اتصالا وردها... حتى اغلقت بعناد هاتفها.. و حاولت ان تسلى.. ان تنسى.. لا تهاجمها صفعات الذكرى.. و قلبها العليل لا يصدق ما يمر بها.. ان يقطع بينهما حبلا كاد ان يكون متين.. ان تصبح مرة اخرى غريبة عنه.. لا تنتمي اليه.. هذا اشد الامور وقعا على نفسها.. و تعاد عليها بوجعا و الم قاتل شريط ايامها معه... ترى بعض الامور التي غابت عنها.. و لوهلة..لرمشة عين لا اكثر..تمنت ان بدايتهما كانت غير ما كانت.. ان تكون حلا اخرى.. و يكون هو قيس اخر... ان تجمعهما صدفة ثم اخرى حتى الاجتماع.. وان تكون حياتهما صافية.. مليئة بعشقها الوليد له.ا..فتنقلب في سريرها البارد الموحش.. بتفكير باكي..ا تراه كان حقا وليدا؟؟ ام انها عشقته منذ النظرة الاولى؟؟..

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن