بداية الوجع...
بغداد الحبيبة...
خيبة أمل تشعر بها... و نيران الخسارة تلتهب وسط ضلوعها... أملا سعت اليه... قبسا من نور توسمت به خيرا... تريد الخروج من هنا... ان تبدأ حياة اخرى.... ان تداوي نفسها العليلة... ترضي نفسها الشقية... فلم تعد سوى بالخيبة من رحلة أحلامها التي على ما يبدو كانت زهرية اكثر من اللازم...
تنهض بكسل من سريرها تسحب هاتفها فترى اتصال فائت من عمها احمد... و اتصالين من ياسر الذي حفظت رقمه جيدا.. مالذي يريده منها؟ تشعر انه يحاصرها... يضيق الخناق عليها ... وهي لا تزداد الا نفورا... تراه الان وجها اخر لابيها.. تعقد حاجبيها حيرة وهي ترى رقم امها... و تصمت وقتا وهي تنظر امامها... وقد غامت نظرتها... تتذكر والدتها بوجهها الحنون.. دافيء.. نقي...مريح للنفس...فتبتلع ريقها وهي تغمض عينيها بألم... اي حظا تملك؟ اي مرارة ستتذوقها اكثر؟ والدتها مريضة.. بمرض خطير ربما يقضي على حياتها ... تتعالج منه ... تصارع من اجل الحياة... فهل هذا نصيبها؟ وقت احتياجها لأمها...تغادرها...
تدفن ود وجهها مرة أخرى بوسادتها... تبكي بحزن صافي خالص... وهي تتذكر والدتها.. التي سقطت مغشيا عليها بعد الجدال الحاد الذي دار بينها و بين ياسر... وقتها أصيبت ود بالهلع... الذعر.. وهي تبصر والدتها مغشيا عليها.. لتعلم بعد وقت قصير من زوج والدتها انها مريضة... تعاني من مرض خطير.. بالكاد سمح لها الأطباء بالمغادرة... فحتى إيام تواجدها هنا.. معدودة... يخافون عليها من اي عدوى..فقد انتهت توا من جلسات علاجية مكثفه... و ستجرى التحاليل لها بعد مدة كي يرون مدى نفع العلاج و شفائها...
معلومات هائله عرفتها من زوج والدتها... خلوق و طيب... هرع فورا بلهفه فور اتصالهم به... يخبرونه عن فقدان والدتها لوعيها... وقتها شعرت باليتم الحقيقي لاول مرة... شعرت بالحزن الشديد يجتاح فؤادها... والدتها امامها تصارع المرض.. وهي بلؤم و انانية لم تنتبه لها... لم تنتبه لتحذيرات عمها احمد...
تنهض بعد وقت بقنوط متعب.. تدخل حمام غرفتها.. و تستعد للخروج.. ترفع هاتفها تتصل بعمها احمد
- السلام عليكم عمي.. مشغول ؟ فيجيبها احمد على الطرف الآخر باسم بهدوء
- وعليكم السلام و الرحمه...فارغ حبيبتي و حتى لو مشغول افرغ نفسي.. كم ود عندي
فتهمس له بأحترام بالغ
- الله يعزك عمي.. و يرفع قدرك.. تصمت وقتا ثم تهمس بتردد
- عمي ممكن تمرني
- تدللين بنيتي... تجين يمنا؟ لو تريدين نطلع اني وياج؟ تصمت وقتا .. ثم تقول بحذر
- اريد اروح .... لأمي... فيصمت احمد وقتا... يعلم ان ود في صراع التقبل... انها اوجعت والدتها كثيرا بعتابها و كلاما آخر... لكن لا بأس... لقد أخرجت قيحها و انتهى الامر ..
يشجعها بقوله... باسما
- ونعم الرأي عمي... امج الها حق عليج... لو مهما تشوفين تقصيرها....تبقى امج... الجنة تحت اقدامها... حضري نفسج امر عليج... خلي عشاج وياها ... فتعض ود شفتيها و هي تهمس بخفوت
- و بابا ؟
-اني أبلغه كالعادة وهو هم ما يگول شي لا تشيلين هم.. بس عمي ما اوصيج... من هسه.. اذا ناوية تحرگين گلب امج.. بلاها الروحة... لا تأذيها ترى تكسر الخاطر.. فترد ود بخفوت
- لا عمي.. لا.. اريد اطمن عليها و اشوفها...
- الله يرضى عليج بنيتي و يكتبلج الخير.. قالها احمد متنهدا و هو يستبشر في سره خيرا.. ود نقيه.. ذات احساسا عالي... متيقن انها نادمة جدا لسوء معاملتها لوالدتها
أنت تقرأ
ثَأري..فَغُفْراَنَك
Ficción históricaالتقى بها في منام...غزالا شارد هجع في احضانه و استكان...ثم كان لقاء الواقع امرا آخر .. جذوة اتقدت من نظرة فكان العشق الفريد ..نوعا لا يتكرر في العمر سوى ..مرة .....فارادها هو بقوة ..حد السعي..الا انها كانت بعيدة..كبعد الخيال عن الواقع...خطان..لا ي...