الـفـصـل الـسـابـع و الـخـمـسـون

6.5K 391 482
                                    

مساء الخيرات عليكم جميعا.. دردشة سريعة قبل فصل الليلة

نقلة نوعية بمنتصف الفصل اتمنى ان تعاد قرائتها مرتين...الاولى للاستيعاب و الثانية لترسخ الاحداث.. لانها نقلة مهمة بحياة جميع الثنائيات..

موعدنا الاربعاء ليلا ان شاء الله تعالى..

*********************

(بعد الكذبة الاولى..كل حقيقة..شك)

لم يعرف  حتى كيف قاد الى مدينته بكل تلك السرعة.. كيف وصل و النيران تضطرم في نفسه..تتصاعد.. و جنونا استحكمه و غيب عنه بعدا نظرة و حكمته لوهلة..اتراها هي من ارسلت؟ هل خانت ثقة اعطها لها على طبقا من ذهب.. هل تجرأت مرة اخرى  حقا؟ فيعود و يلكم بقوة مقود القيادة وقد انقبضت ملامحه بشدة.. وضاق صدره  و صورت  له هواجيسه صورا اخرى كان سابقا بحسن الظن كله يبعدها..هل ظن ان جموحها و شططها كان سيستقيم و يتزن بكرم عطاءه..فحتى قلبه العزيز اهداه اليها؟؟ ام كان متسرعا! و كانت الافكار بتلك الوتيرة  و النسق لا تستقر في داخله ابدا..تارة يكذب حدسه ..و تارة يتهمها بقوة فلا شفيع لها.. اوصاها..حذرها..غالية الان حياتها على المحك..هي و طفلها..بريئة لا ذنب لها.. اضافة الى الحرب العشائرية الشعواء التي ستنشب الان مخالبها..فهل كانت حلا بكل تلك الرعونة التي بات الان يتصورها؟؟ هل اعماها غيظها  و حقدها؟؟ وشعر الان  بنفسه كأنه استيقظ توا من حلمه الذي كان سادراً فيه منتشي.. مغيّبا يترع في احضان عشقا منتهي..

وفي منزل الشيخ فاضل قسم النساء كانت النسوة يحطن بنظمية الباكية يحاولن تهدئتها وقد تحول العيد الى تجمع حذر يشوبه التوتر ...فالجميع يعلم مايعني ان تكون فتاة ذات حسب و نسب تنتمي الى عشيرة معروفة ..مخطوفة....  ورغم كل هذا كانت نظمية  تقسم و تغلظ الايمان ..ترص الاكاذيب رصا متقنا..تقسم ان غالية زوجة ابنها خطبها ابنها حسب الاصول و ان كل ما يقال ليس سوى اشاعات يراد بابنها سوء.. و كانت حلا تكتفي بالمراقبة الصامتة..يكفيها كذب نظيمة الواضح و ذلك الهلع الذي طغى على ملامح وجهها المنتفخة.. فنظمية تعلم جيدا ما يعني هذا.. فالموت سيكون رفيقا لولدها.. خاصة و ان عشيرة غالية عشيرة معروفة و كبيرة جدا..و تتحرك حلا مغادرة و قد شعرت انها اكتفت من هذه التمثيلية  المتقنة امامها.. و بات الامر متعبا لها نفسيا...فأكاذيب نظمية و تمثيلها كان يثير تعاطف من حولها ..وحلا تعرف  جيدا الحقيقة ...تعلم من غالية و تعلم قبلها تلك الضحية التي لا تزال صورة جثتها تتمثل احيانا امام عينيها.. فأي عقاب سيناله حامد.. اي منية سيلقاها.. 

بعد ساعات..مساء  

كانت قد صعدت الى الاعلى منذ وقتا طويل..تدور بقلق يتصاعد في الجناح..فقيس لا يرد على هاتفه ابدا..بل بات يرفض اي اتصال منها بعد الرنة الثانية... و كم قبض الامر قلبها.. كم ضيق عليها وقد جهدت في تبديل مزاجها و تحسينه....تبعد عنها التوجس فغيرت ملابسها لقطعة قصيرة بلون ازرق داكن عاري الذراعين ملتصق فاتن ابرز لونها الصافي الناعم.. وقد التمعت كلها بوهج لا تخطئه عين... مترفه حافية القدمين يرن معها خلخالها.. تدور في جناحها رغم توترها المتصاعد.. وصورا تتخيلها ترافقها.. لا تتركها للهدوء و السكينة ابدا... و خوفا بات يستشري كالمرض في جسدها رغم شراسة مقاومتها.. خوفا عليه فهي لا تعلم من الامور العشائرية شيئا...فتعود و ترفع هاتفها للاتصال و يرفض اتصالها من بعد الرنة الثالثة.. فتنكمش ملامحها المليحة و انقباضة تمر في صدرها و تسكن هناك.. تصبر نفسها  و تقنعها انه بخير و تتردد في الاتصال بأخية جاسر.. الا انها و قبل ان تفكر بالامر اكثر بجدية جائها صوته مجلجلا عاليا غاضبا و قد اغلق باب الجناح بعنف مسموع.. فهرعت اليه وقد وضعت كوب قهوتها  الذي اعدته انفا جانبا..تتعثر في خطاها اليه فقد شعرت بصدق..  عظم ..قلقها عليه

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن