الـفـصـل الـثـالـث و الاربـعـون

7.2K 372 373
                                    

(نقل فؤادك حيث شئت من الهوى..مالحب الا للحبيب الاولِ )

يدخل جناحهما متعبا مجهدا.. يومه كان طويلا موزعا بين مدينتين..ثم قضايا اخرى كان مكلفا بها.. و جلسه متأخره خاصة دعاه اليها الشيخ بخصوص موضوع شقيقتهم سارة و حارث.. ولم يملك من قرار الرفض و الاعتذار عن الحضور شيئا.. فالشيخ ود الاستعلام اولا و معرفة ما حدث فحارث تواصل معه خلال النهار..و امر سارة لا انتظار فيه.. ورغم اجتماعهم اليوم بسبب عقد قران در ظهرا... الا انه كان اجتماعا متوترا سريعا.. لم يحضره قيس الا حفاظا على عزوة در بأخوالها... فتجّمعهم حولها لا يزيدها الا فخرا و عزا

و تتجمد قدمه فور دخوله لغرفتهما الواسعة.. يرى انارة خفيفة و رائحة بخور فاخرة عابقه تملأ المكان.. فتنعقد اساريرة حيرة.. فحلا كانت حتى حدود المغرب متوعكة ...حتى انه اوصى سارة الاهتمام بها.. ثم اتصل بها للاطمئنان.. فكانت عذبة رقيقة بكلامها لدرجة انه صمت وقتا لاستيعاب نبرتها الرائقة و قد اجزم ان هناك من يجالسها و يتابعها ربما..

و يراها الان امامه..حسناء باذخه بقسوة تؤلم صدره.. اين تصل بها حدود الجمال؟ يرفع حاجبه كاتما لنظرات اعجاب التقطتها باسمة..يراها تقترب منه متمايلة كغصن البان.. فينظر ببرود شديد لما ترتدي.. ثوبا رقيقا شفيف بلونا ناري لم يره عليها سابقا....يكشف له جسدا مرمريا ابيض...طويلا حتى اسفل كاحليها.. مبرزا بفتحة من المنتصف خلخالا متينا يظهر اثناء سيرها تجاهه..
و كان ذاك الفستان فتنة اخرى لا جدال فيها.. يشتد على حنايها المكتملة.. ملتمعة بنعومه يعرفها جيدا و شعرها الذي ابعدته بثقه كأنها تنوي اغراءه كان يتهادى بلفات فاتنة حتى حدود وركيها.. وجهها خالي من الزينة..شاحبا.. الا من ابتسامة ارتسمت بخبث شديد التمعت من اجله عيناها..فيرفع حاجبه توجسا منها.. يمسح ذقنه يهمس لها بتعب متقدما في الغرفة

- مساج الله بالخير و العافية.. فتقترب منه حد الالتصاق.. تميل برقة تقبل كتفه باسمة
- مساك الله بالخير و السرور..الله يساعدك و يقويك... فيرتفع حاجب قيس استغرابا... يشعر بدفئها و ليونة يحتاجها..بل يشتاقها معها.. فلا يملك سوى السوأل بتمهل متأمل يراقب مبسمها البهي

- شعجب؟؟

فتلتصق اكثر بحميمية خاصة جدا منه تمسح اكتافة و تقبل صدره برقة شديدة بقي حاجبه مرتفعا من اجلها..تهمس له بغنج مهلك وقد اختلطت انفاسهما

-شنو العجيب..رجلي و استقبلك غير... فيهز رأسه باسما برضى... يخفي نظرته عنها لتكمل بصوت هامس شغوف يحمل غنجا فطريا

- تتعشى؟ لو متعشي بره؟؟ يرفع نظراته الثابته العميقة اليها مرة اخرى..وهذه المرة اطال النظر بتفكير عميق يحاول اختراق قشرة تغير افعالها... يراها مختلفة هذه الليلة...بها شيء جديد ملفت... فتداعب باصبعها صدره..ترسم دوائر وهمية  هامسه بعد وقت

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن