الـفـصل الـثـانـي

9.7K 434 284
                                    

وجع الماضي...

يقف منذ نصف ساعة تقريبا امام بوابة كلية الآداب.. يراقب بتركيز الطلبة المغادرين...و يتمنى فقط ان يلمح طيفها.. فقد كان الاتفاق ان يلتقيا في مقهى كلية الهندسه اليوم...لكنها لم تأتي.. و كم سبب الامر خيبة امل جديدة لا تفاجأه معها.. قاسية احيانا...متململه... كثيرة الدلال... وهو عاشق متيم..معها تعلم الصبر و رحابة الصدر و اتساعه..يغفر لها كثيرا حتى خروجها احيانا عن حدود الأدب اللفظي معه.. بها سحر ما يخرسة.. يرفع يده ينظر الى ساعته و يتذمر في داخله اكثر.. ثم يعود للجلوس داخل سيارته الحديثه بلونها الغامق و رقمها المميز

على الجانب الاخر

تراقبه صديقتها منذ ان توقف امام مدخل الكلية قبل وقت.. تتنهد كل حين معجبة به ولا تكتم ابدا اعجابها.. بينما تقف سحر لا مبالية تتحدث مع مجموعة من الزميلات حول مشغل خياطة جديد افتتح في احد مناطق بغداد الراقية فيتفقن على زيارته الاسبوع القادم لتفصيل بعض القطع التي تخص الدوام الجامعي... تلتفت صديقتها اليها تهمس عند اذنها
- ياظالمة الولد انشلع گلبه بهلحر.. طلعي كافي خطية والله
فتجيبها تلك لا مبالية
- انتي معليج.. طلعي منها.. فتهز صديقتها رأسها عجبا منها.. ثم تعود و تتأمل ذاك الوسيم الذي اخرج سيجاره الان يدخنها بأحتراق..

بعد وقت

يلمحها خارجه بصحبة احدى صديقاتها.. ترتدي طقم مكون من تنورة عريضه تصل لاسفل ركبتيها.. وقميص ابيض رقيق.. شعرها النحاسي يتمايل معها حتى حدود خصرها.. كثيف لولبي ملتمع.. يأسر النظر.. قدها مياس.. تتمايل بخطوات لعوبه مدروسة... تعلم انها فتنه.. حباها الله بجمال الطله و هيبة الطلعه.. ولا يزيدها الامر الا غرورا مرضيّ متعب لها ولمن حولها.. تقترب منه وقد ترجل هو هائما بها من سيارته.. يراقب اقترابها منه بأفتتان خالص.. تلمح طيف ابتسام على شفتيه..و تعترف انه يخطف ابصار زميلاتها..وسيم بفخامه.. غني ذو حسب و نسب.. يدرس الهندسه في سنته الاخيرة.. فلا تزداد الا غرورا ... مثله من يلائمها لا سواه
تسمع صوته هامسا بشغف

- تأخرتي حبيبتي.. بالي بقى يمج.. مو على اساس نلتقي اليوم؟.. فتجيبه هي وقد وقفت على مقربه منه.. ترفض يده التي مدها اليها ...تتحاشى النظر و تصطنع الزعل

- ماصار عندي مجال.. وائل وصلني لان جنت متأخره.. فيتجهم وجهه تماما و يتكدر... يكرر متسائلا

- وائل؟

- ابن خالتي.. انته تدري بي يوصلني من اتوازى بالوقت.. فيصمت راضي.. يكتم غضبا غيورا يشعر به يحرق جوفه.. يمد يده مرة اخرى لمرفقها  يسحبها برقه شديدة..

- دتعالي خلي نگعد بالسيارة الجو حار.. فتسحب يدها مسرعه تهمس له بغضب مصطنع..

- ايدك راضي احنه بره.. شيگولون عليه الناس... فيتوقف راضي يرمقها بنظره مستغربه.. يخبرها بصوته العميق الهادىء عاقدا لحاجبيه

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن