الـفـصـل الـخـامـس و الـسـتـون (الـجـزء الاول)

6.4K 431 307
                                    

(وأزجرعنها النفس اذ حيل دونها...و تأبى اليها النفس الا..تطلعا)


بعد مرور عامين...

تتحرك في المطبخ الواسع بهدوء...تجهز اطباقا خفيفه فالليلة دورها في اعداد عدة السهرة التي بدأن بها بسبب انتهائها من مناقشة رسالتها منذ فترة.. سنتين انتهت من عمرها اخذت منها جهدا و صبرا..سهرا و تعب..فنالت نتيجتها برضى و امتياز... وقد ظنت لوهلة انها ستفشل... انها ستتوقف عند نقطة ما ولن تستطيع التقدم اكثر.. الا ان قوتها و عزمها من صنعتا منها حلا اخرى هادئة جدا بطريقة تزيد من جاذبيتها.. و كانت اجمل هداياها هي نظرات الحنان و الفخر في عيني والدتها عند تخرجها...يومها دخلت حضنها تسلمها شهادتها باكية تشد على ثوبها كأنها عادت طفلة صغيرة.. ولم تقصر راغدة بضمها اليها بحنان تخبرها انها فعلتها..انها اجتازت مراحل كانت تظنها صعبة لن تتخطاها بسهولة.. و ليالي بكائها الطويلة شاهدة.. كانت فترات عصيبة..امسكت والدتها بكفها بقوة.. تشد عليها عند الضعف.. و تسندها بدعم عند القوة....

تتنهد الان و تمسح بظاهر كفها خدها الريان المحمر..فقد تغيرت نوعا ما معالمها لزيادة وزن بالكاد تلحظ.. فعاد وجهها يبعث السرور في الفؤاد..برصعات خديها البارزه حتى عند عدم الابتسام....تجهز طبق الفاكهه الخاص بها ..فلها مزاج خاص حاليا في الطعام..تشعر بدخول ود خلفها متذمرة متمتمة بكلمات لم تتبينها فتسألها باسمة

-تحجين ويه نفسج! فترد ود بشكوى

-دخت حلا..مادة صعبة عندي والله اعصاب صايرة و ياسر مو هنا حتى يساعدني..فتكمل حلا عملها بهدوء ثم تلتفت نحو ود بعد حين وقد وقفت الاخيرة بجانبها تود صنع قهوتها و العودة لكتبها و دراستها.. تسألها حلا بهمس و قد انتهت من اعداد اغلب اطباقها

-شوكت امتحانج؟

-بعد ثلاث ايام.. اجباتها ود بتعب..فتتنهد حلا قائلة

- اني لو منج لعد اخذ بريك ود ..و شوفي ياسر اذا يگدر يفتح وياج تيمز باجر يشرحلج..انتي اختاريتي تخصص حلو ياسر يعرف بي زين.. رتبي موعد وياه من يخلصون شغلهم حتى لو بالليل و خلي يشرحلج الما مفهوم.بس هسه ود لازم تاخين استراحة و الا ماراح تستوعبين لان مبين وصلتي حد الاجهاز.....فتومىء ود برأسها موافقه وتعود حلا وترمق كفي ود المشغولة بتجهيز قهوتها

-عوفي الگهوة لعد اذا تشربيها ما تنامين.. اني و ايمان راح نسهر على فيلم..تعالي ويانه شوية ريحي من ضغط الدراسة..فتوافقها ود وقد اخرجت هاتفها ترسل رسالة ما لياسر المسافر مع فارس في رحلة عمل سريعة..

بعد وقت

تتمدد باسترخاء على ظهرها على الاريكة الوثيرة.. رأسها مرتفع قليلا وقد جلست رغد الصغيره على بطنها...تعبث بدميتها القطنية و تحمل بيدها الاخر شرشفها الخاص الذي باتت لا تفارقه عند حلول موعد نومها..بل تعلن حالة الاستنفار في كل المنزل ان اختفى..تميل الان على حلا تطلب منها شيء ما بصوتها الطفولي.. فتجذبها حلا اليها قائله بحنان

ثَأري..فَغُفْراَنَكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن