( وللقلب المغرم..كل الاشياء ممكنة)
تمر ايام غيابه بطيئة تكاد لا تتحرك من شدة ثقلها.. ام تراها تتخيل ذلك!! تشعر بالخواء و الوحشة خاصة عندما تأوي الى فراشها ليلا.. فيرافقها السهاد كرفيق وفي ينغص عليها وقت راحتها.. و ما ان تغفو حتى تعود و تنتفض لحلما بات يزورها كل حين بنسقا جديد يقض مضجعها بعدها .. تارة تراه حلما لا ملامح له.. فتستيقظ باحساسها القابض على صدرها. و تارة تراه مناما حقيقيا لدرجه انها تشعر و ترى ..
و تتردد يدها الان بتعب بعد ان قضت هزيعا من الليل مسهدة..تفكر فيما تراه في منامها.. اتراه والدها؟؟ ام قيس؟؟ وهل كان فارس او مهاب من التفت اليها مبتسما؟؟ و يعود قلبها للنبض.. هذا المنام خانق..قاهر..لا تفهم منه معنى او سببا.. سوى شعورا بات يجذبها نحو زوجها.. تشعره مألوفا .. قريبا.. فهل هناك معنى لما باتت تشعره في هذا الغياب الموحش؟؟ ام انه اجتماع المشاعر عليها بكل تضادها..
وامتدت اصابعها نحو هاتفها.. و الدمع صُب صبّا من مدامعها.. تتنشق بتعب علها تخفف من انقباضة صدرها.. تجلي هما و غما استشرى و امتزج فيها.. فتراقب في ظلام غرفتها اسمه و رقمه الذي خزنه في هاتفها.. و شوقا خائن قادها نحوه.. و دون شعور تكتب اليه غصبا
- گاعد!
كان وقتها يقف امام واجهة غرفته الزجاجية في فندق الفورسيزون في بيروت.. يراقب الانوار المشعة و حياة الفجر في مدينة لقبها العرب في زمن ما بباريس الشرق.. اعماله كثيرة هنا وقد عاد منذ وقت من رحلة طويلة متوغلة في بقاع لبنان الجميلة... عيناه الثاقبة تراقب المنظر امامه.. و فكره يقوم بعمل حسابات رتيبة.. خطوات دقيقة.. حتى رن هاتفه بنغمة خاصة.. فاقترب يرفعه من على طاولة صغيرة بجانب رأسه.. وتوقفت لوهلة نظراته.. يراقب اسمها يزين شاشة هاتفه.. فلا يملك سوى الجلوس على طرف سريره يراقب حروف اسمها الثلاث .. قبل ان يرد عليها
- گاعد..ليش سهرانة
فترد بعد تردد تكتم شهقة بكائها في وسادتها و ذاك الاحساس الخائن بالالفة يكاد يقتلها
- نمت و فزيت توني..
- اتصل!
- لا..لا ..تحملني و اكتب كتبتها رافضة سماع صوته حتى لا يتبين نبرة بكائها وذاك الصراع الواضح في داخلها..فيسأل بقلق كاتبا
- صاير شي حبيبتي؟ لتجيبة بسوأل خرج عفويا من بين اصابعها
-شوكت ترجع؟
- توني وصلت يا نور عيني.. شغلي بعده.. فتنقلب بنقمة في سريرهما..الم يعدها انه لن يتأخر..فتعاتبه بعتاب رقيق احتاجت ان يخرج منها و تقصد به مقاصد اخرى
- شغلك دائما اول و اني بذيل القائمة..دومك بعيد و تگول تحبني؟ فتزداد عقدة حاجبية.. لا يفهم ما بالها.. يجلس على طرف السرير المرتب..يحتاج ان يسمع صوتها.هناك ما يكدرها...
- خليني اتصل..
- ما اريد.. ترده بسرعه تخشى ان يسمع شدة ما تمر به.. هل باتت تعتمد عليه حقا؟؟ يعود و يكتب اليها بطولة بال وقد ادرك ان للكاتبة سحر خاص جدا.. ينافس سحر صوتها
- شنو الي متعبج احجيلي.. تردين تجين يمي تغيرين جو د؟؟
- حتى تحبسني و تطلع لشغلك الي الله اعلم شنو ؟ما اريد ..خليني هنا
- حيرتيني يابنت الناس....تعاتبيني وانه بعيد عنج.. انطيني مفتاحج مو تعبتي گلبي.. تبعدين و تقربين على كيفج! كتب لها متنهدا يقصد بكلامه جوهر علاقتهما..
- الصوج هيج انته تشوفه دوم مني؟؟شوكت بالتحديد ترجع قيس؟
- يومين..ثلاثه اجابها بطولة بال.. فترد بعناد و تصميم فهذا ما طلبته في اتصال ما خاص اول يوم سافر مبتعدا..
- خليني اروح لاهلي...اتصل بفارس يجي ياخذني باجر
- لا.. تبقين ببيتي انه راجع ما مطول.. و كان رده حازم لا جدال فيه..فتعود و تكتب بنزق محاولة اقناعه
- راح تبقى مشغول.. خليني اروح يم امي اصوم الشهر هناك و قبل العيد تعال اخذني..
- تبقين ببيتي حلا.. تصومين عندي ردها بتأكيد وقد نهض لتغيير ملابسه
- الي يسمعك يگول انته فارغلي؟ وقتك كله بره و بدل البيت بيتين عندك..
- ليلي الج..كلي الج اطلبي و تمني و ما گول غير حاضر و صار الا هالطلب.. ... ولج ظالمة نفس انتي... شهر كامل تردين تغيبين عني؟
- عيار ما اخذ منك غير الكلام..
- جربتي تقربين مني و انه بخلت عليج؟؟ اكتفي بس بمعسول الكلام؟؟ والله شكلج حتى انتي نفسج ما فاهمة نفسج..
- فاهمتها زين... و عيونك الي تقره و أصابعك الي تكتبلي هالكلام... فيرد باسما مرتبا وسادته اسفل رأسه
- راحت ضيگتج الي اجت لان انه مو يمج؟
- منو گال؟ فزيت مشتاقه لاهلي.. ما حصلت احد غيرك انكد عليه..
- جذابة يا عزيزة روحي و المشكلة حتى الجذب صرت اتقبله منج.. و تصمت هي تماما..تتأمل كلامه المكتوب فتشعر بمتعة اخرى بهذه الطريقة.. كأنه يحدث روحها.. يناغمها.. يلاطفها بدلال لها وحدها.. فتهدأ تقترب من مكان نومه دون ان تشعر و تغمض ببطىء..عينيها
أنت تقرأ
ثَأري..فَغُفْراَنَك
Ficción históricaالتقى بها في منام...غزالا شارد هجع في احضانه و استكان...ثم كان لقاء الواقع امرا آخر .. جذوة اتقدت من نظرة فكان العشق الفريد ..نوعا لا يتكرر في العمر سوى ..مرة .....فارادها هو بقوة ..حد السعي..الا انها كانت بعيدة..كبعد الخيال عن الواقع...خطان..لا ي...