مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل"

"الإقتباس الثالث"

صوت الفأس يضرب في الأرض مع صوت الرياح تتهاوى مع صوت الحفر لتنتج صوتًا غامضًا لمن يسمعها.

كان واقفًا يرفع بفأسه ليهبط به بعنفٍ على الأرض وتستمر تلك المهمة لساعتين متتاليتين والوشاح المندمج بين الأسود والأبيض يحوط رأسه و وجهه عدا عيناه التي ظهرت بهما الحِدة.

توقف فأسه عن إكمال الحفر وهو يلقيه أرضًا ويلهث من كثرة الجهد الذي نفذه ومن ثم التقط من حقيبته أكثر شيئًا غالٍ على أي شخص يحب وطنه، قد أخرج علمه الذي يعشقه لحد الجنون و هو يثبته على المنطقة التي تم حفرها.

ظهرت إبتسامة أسفل الوشاح عندما وجده يرفرف بحريةٍ فأغمض عيناه متخيلًا هذا اليوم الذي سيتم تحرير فيه وطنه وترفرف جميع أعلامه بحريةٍ مثل ذلك العلم، ومن ثم فتح عيناه ليقع بصره على أكثر مكان يتعلق به قلبه وهو "قبة الصخرة" والذي كان يقع في مسافةٍ بعيدة عن الذي يقف بها فيتحول لمشهدٍ عظيم والقبة ذو اللون الذهبي وكأنها تنير بسبب تسلط أشعة الشمس عليها فتجعلها في مشهد مهيب وتخطف قلب من يراها.

ألتمعت عيناه وهو يردد بإصرارٍ:
"فلسطيني وقدسي، رح أرفع علمك وهدول الصهاينة رح إخمعهم من أرضك بدي منك الصبر."

نقل بصره نحو قوات الإحتلال الذين يلتفون في أنحاء وطنه بكل جراءةٍ وقد تبدلت نظرة الإصرار إلى إنتقام و هو ينظر لعلمه مرةً أخرى ومن ثم مال ليلتقط فأسه يضعه في حقيبته مستعدًا للرحيل وهو يلقي نظرةً أخيرة عليهم متوعدًا ليوم الأنتقام الذي ستتبدل به جميع الأدوار!...

الوطن هو أغلى ما يملكه الإنسان فبدونه نعيش في ذعرٍ وخوفٍ ذلك ما يعيشه الفلسطينيون، الأطفال تترقب كل يومٍ موعد قصفهم وليس موعد خروجهم لتحقيق الأحلام، والكبار لا يأتي النوم لأعينهم وهم يحمون عائلتهم من أي أذى، فنرجوا منكم الدعاء لأهل فلسطين وأن ينصرهم الله في أقرب وقت.

#مُدَاوِي_هَزِيمَتِي