الفصل السادس:"تُلقِي بِأنفُسِهَا للمَصَائِبِ"

1.7K 144 108
                                    

《مداوي هزيمتي》
《الفصل السادس》
《تلقي بأنفسنا للمصائب》
-----------------------------------------------------------
"جمـيلة أنتِ كـ مأذنـة فـي حـيِّ قديـم، توقـظ فـي السكينـة و الخشـوع♡"
-----------------------------------------------------------

الأمان، هو ما يريده المرء كي يُكمل حياته في راحةٍ دون الأمان نعيش في خوفٍ، فكيف الطفل يعيش مع عائلته لأنه يشعر بالأمان نحوهم، كيف يعيش المواطن ببلده لأنه يشعر بالأمان كلما يسير بشوارعه فرفقًا لمن يفتقد ذلك الشعور..!

كانت "سما" تدور بغرفتها ذهابًا وايابًا تنظر بإستمرارٍ نحو ساعة الحائط تترقب موعد خروجه من غرفة العمليات.

لم تحتمل الصمود أكثر من ذلك فقد مر ساعتان ولم يخبرها أحد، قامت بالخروج حتى وصلت إلى المقاعد التي أمام غرفة العمليات ونظرت بتعجبٍ عندما وجدت شخصين كانا يحتل الشيب وجههما فكانا إمرأة تجلس على إحدى المقاعد تبكي بقهرٍ ويقف بجانبها الرجل يربت على ظهرها بحزنٍ.

جلست "سما" على مقعد بعيدًا عنهما تصوب بصرها على باب الغرفة تدعو من الله بخروجه سالمًا.

مرت نصف ساعة أخرى وفُتح الباب بواسطة الطبيب وهو يزيل القناع الطبي من فمه، فهرول إليه الرجل والمرأة يسألونه عن أحوال "بدر"، بينما "سما" أقتربت قليلًا لتستطيع السماع لحديثهم، حتى أستمعت لحديث الطبيب وهو يخبرها بإطمئنانٍ:
"متقلقوش العملية نجحت الحمدلله، بس هيتنقل على العناية علشان نتطمن على حالته أكتر"

ظهر الخوف على وجه"سما"، بينما ردت عليه والدته التي دموعها لم تتوقف عن التساقط من مقلتيها:
"عناية ليه يا دكتور مش قولت العملية نجحت؟"

أومأ لها الطبيب وهو يجيبها بعمليةٍ:
"أيوة بس دي عملية كبيرة مش سهلة لازم يدخل العناية تحت الملاحظة ٢٤ ساعة لحد ما تستقر حالته، وبعدها ننقله على أوضته"

زفر والديه براحةٍ إطمئنانهما على إبنهما، بينما رفعت "سما"عيناها للسماء وكأنها تحمد ربها على خروجه بسلامٍ فأنتبهت لخروج الممرضين وهم يدفعون الفراش المتحرك الذي يعلوه "بدر" والذي كان نائمًا بهدوءٍ غير واعٍ لما يحدث حوله.

وجهت "سما" بصرها نحوه بأعينٍ دامعة وكم تمنت أن تجد نظرته الحنونة لها عندما يجدها تقف تنتظره، فقام الممرضين بإدخاله لغرفة العناية المركزة حتى يوضع أسفل الملاحظة.

توجهت للنافذة الزجاجية تنظر له بحزنٍ وهي تتذكر حديثه قبل دخوله للعمليات:
"أخْبرِينِي كَيفَ يَذهَبُ البَدرُ بَعِيدًا عَن سَمَاهِ؟!"

تحدثت"سما" له عبر النافذة وكأنه تحدثه هو:
"وسَمَاهُ لَن تُنِيرُ إذَا إنْطَفَأ بَدرِهُا"
------------------------------------------------------------

منذ يوم معرفته أن صديقه يريد الزواج بشقيقته والشرود يحتل به فلم يتحدث مع كلًا منهما منذ ذلك اليوم، فكان يجلس بالشرفة ينظر بشرودٍ للمارة بالشارع حتى أنتبه عندما دلفت والدته بإبتسامتها الحنونة وهي تضع الصينية المعدنية على الطاولة جالسة أمامه تعطيه كوب الشاي الخاص به:
"مالك يا حبيبي بقالك كام يوم سرحان كدا وباين عليك متضايق"

مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل" Where stories live. Discover now