حلقة خاصة

669 48 28
                                    

هُنا، في نهاية طريقنا، أنتَ وأنا، والنجوم تشبهنا في لمعاننا، والأعين تراقبنا من حولنا، نُري العالم بأكمله بأن صارت أحلامنا.. حقيقة.
-------------------------------------------------------------

"بعد مرور عشر سنوات"

_ يا ابني ماتجننيش وتعالى كُل بقى قبل ما ننزل.
صرخت "هداية" بتلك العبارات وهي تركض خلف صغيرها الذي ظل يقفز من الأريكة إلى أخرى بمرحٍ غير مكترث لغضب والدته.

جاء "سفيان" من الداخل يقبل قطته التي تنعم بالسكينة بين يديه، ووقف يراقب المشاجرة بهدوءٍ قبل أن يقول:
_ اهدي يا دودو كدا الواد مش عايز ياكل خلاص عنه ما طفح هاتي أنا آكل.

التفتت "هداية" إليه ترفع حاجبها باستنكارٍ من بروده:
_ يا شيخ ربع روقانك وأنا هبقى تمام التمام، ابنك أنتَ متخيل بقاله يومين مابياكلش أنا مرعوبة عليه.

وضع القطة أرضًا وتوجه نحوها يقبل جبينها متابعًا:
_ يا حبيبي عادي السن دا بتاع شقاوة أصلًا ولو قلقانة بزيادة ممكن نوديه للدكتور تطمني أكتر.

أومأت باستسلامٍ وتوجهت نحو المطبخ دون نبس كلمة، بينما "سفيان" التفت إلى صغيره يقترب وهو ينظر له بشر مصطنع:
_ بتزعل أمك ليه ياض؟

وما تلقى إجابة من الصغير سوى صفعة عنيفة هبطت على وجنته لينتفض مفزعًا من شدتها.

وضع "سفيان" يده على وجنته بصدمةٍ وهو ينظر له مردفًا:
_ يخربيت أبوك، دا أنا ماعملتهاش لغيث حتى هو أنا للدرجة دي ماعرفتش أربي؟!

ضحك الصغير بمرحٍ وكأن والده يلقي النكات عليه، فتركه وركض إلى غرفته ليلهو مع ألعابه تاركًا "سفيان" ينظر لأثره بصدمة وهو ما يزال ممسكًا وجنته:
_ أنا غلطت لما سميته رُحيِّم، المفروض أسميه جاحد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في بيتٍ آخر نجد على جدرانه الكثير من الإطارات بها صور لأكثر شخصين محبين لتجربة الأطعمة سويًا.

تتعالى الضحكات في ذلك البيت كثيرًا والبهجة منتشرة به بطريقةٍ كبيرة، كانوا يجلسون معًا على الأرض يلعبون مع بعضهم البعض وسط ضحكات الصغيرين لتهم "سارة" بتقبيلهما بحبٍ:
_ يا لاهوي على ضحكتهم السكر دي.

ضحك "غيث" وهو يدغدغ أحدهما قائلًا:
_ حبايب قلب بابا ربنا يديمكم ليا.

تنهدت "سارة" وهي تنظر لنتيجة شقاء سنوات أمامها وفي بيت دافئ آمن.

انتبه "غيث" عندما وجدت ترمقهم بشرودٍ، ليبتسم لها وهو يضع الصغير بجانب أخيه ليلعبان معًا وتقدم يجلس بجانبها:
_ فتَّانة العينين سرحانة في إيه كدا؟

نظرت له قائلة بابتسامةٍ:
_ أنتَ مش هتبطل تقول اللقب دا؟

اعتدل "غيث" وهو يتعمق بالنظر داخل عيناها الآسرتين بتيهٍ:
_ عمري ما هبطل أقوله علشان مافيش حاجة توصف عينك قده.

مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل" Where stories live. Discover now