"مُدَاوِي هَزِيمَتِي" الفصل الأول: "بِِدَايَةُ الْحِكَايَةِ"

4.9K 229 396
                                    

«مداوي هزيمتي»
«الفصل الأول»

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صوت العصافير التي تطير بحريةٍ تعلو في الأرجاء مندمجة مع صوت الأطفال الذين يصيحون بمرحٍ وهم يلعبون بالكرة في أكثر مكان يشعر به المرء بإطمئنانٍ وهو المسجد ولكن المسجد الغالي على قلوب الكثير"مسجد الأقصى"و"قبة الصخرة".

كان قد أستيقظ"غيث"من نومه وقام بتبديل ثيابه ومن ثم خرج من بيته يلقي السلام على جيرانه بالحي بإبتسامةٍ واسعة وهو يكمل طريقه لمكانه المفضل، وصل إلى ساحة الذي تحيط المسجد والقبة فجلس بها قليلًا ينتظر أذان الظهر وهو يلقي السلام على جميع من ينظر له.

ظل يردد التسابيح بسكينةٍ ويدعو الله بالنصر لهم قاطع تسبيحاته تلك التي تقف على مسافة قريبة منه تبتسم له ببراءةٍ وهي تلوح بيدها مرحبةً به، فزينت الإبتسامة على ثغر"غيث"وهو يرى تلك الصغيرة تلوح له فرفع كفه يلوح لها هو الآخر وغمز بطرف عينه إليها، فأختبأت الصغيرة بوجهها في والدتها خجلًا من فعلته، بينما "غيث" ضحك بمرحِ وهو يراها قد أعطته ظهرها من كثرة خجلها.

قاطع مشاكستهما أذان الظهر فوقف إستعدادًا للدخول إلى المسجد وهو يلوح لها للمرة الأخيرة ومن بعدها توجه للمسجد ويردد أثناء سيره وراء المؤذن.

بعد الإنتهاء من الصلاة مباشرةً كان سيبدأ"غيث"بالدعاء ولكن قاطعه صوت صراخ نساء وطلقات نارية بالخارج فخشى من أن يكون ما ظنه صحيح فقام بجلب سلاحه من جيب بنطاله وخرج مسرعًا.

عندما خرج"غيث"وجد ما ألجم لسانه من الصدمة وهو يفتح مقلتيه على وسعهما ينظر لمشهدٍ أقرب إلى المذبحة، فالدماء كانت متناثرة في جميع أنحاء تلك الساحة وجد طفلان جالسان على الأرض أمام والدهما الذي غاب عن العالم للرفيق الأعلى غارقًا بدمائه لا يستجيب لصراخ صغاره، فجاء ببال"غيث"نفس ذاك المشهد مع والده وكان يصرخ به بشدة وهو يتمسك بثيابه:
"يا أبوي بالله علك لا تسيبني الحين"

أستفاق"غيث"من ذكرياته عندما وقع بصره على جعل قلبه يدق بشدة تلك الطفلة التي كانت تلوح له ببراءةٍ وقد سرقت قلبه غارقة بدمائها في سكينةٍ غير واعية للصراخ الذي حولها وبوجهها البرئ الذي لم يرق قلب هؤلاء الأعداء له و كانت  والدتها بجانبها تضرب بكفها على وجه صغيرتها تتوسل لها بالإستيقاظ.

والكثير من الناس قد قُتلوا مثلهم أيضًا وتحولت الساحة المليئة بمرحٍ وضحكات الأطفال عقب الخمس دقائق إلى مذبحة بشرية!

أنتبه"غيث"على صراخ أنثوي فألتفت وراءه وقد وجد أن أحد جنود الإحتلال كان يضرب إمرأةً بعنفٍ، ففارت الدماء بداخل جسد"غيث"وتوجه نحوه بغضبٍ منقضًا عليه كالذئب الذي عثر على فريسته أخيرًا مرددًا بصراخٍ:
"إلا هدول يا صهيوني إلـا هـدول"

مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل" Where stories live. Discover now