"الإقتباس الثاني"

2.9K 144 38
                                    

"مداوي هزيمتي"

"الإقتباس الثاني"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحياة مواقف بالسلبي والإيجابي نحتاج لمن يساندنا بعد الله سبحانه وتعالى نحتاج لمن نسمع منه التشجيع لكل خطوة نخطوها حتى نصل لأعلى المقام ونظرات الفخر في أعين تلك الشخص.♡

خطت قدماه على الأراضي المصرية فنظر حوله بإبتسامةٍ جانبية وهو يجلب هاتفه من جيب بنطاله يجري مكالمة لحبيبته الأولى والتي ستظل في تلك المكانة للأبد وهي والدته، عندما أُعلن عن بدء المكالمة تحدث بإشتياقٍ:
"إمي أشتقتلك كتير"

جاءه صوتها الذي يطمئن فؤاده بها وهي تجيبه بحنانٍ:
"عيون إمك، إيمتى رح أضمك يا زلمة؟"

أبتسم"غيث"بحبٍ وهو يجيبها بمشاكسة:
"الزلمة قدامه يا ستي خمس دقايق ويجيلك وهتحضنيه براحتك"

تحدث"غيث" باللهجة المصرية الذي تعلمها منذ مجيئه إلى مصر، فضحكت والدته وهي تجيبه بنفس اللهجة:
"يا شقي أنتَ، الحمدلله أنك وصلت بالسلامة تعالى بسرعة عاوزة أشوفك"

أردف وهو يجر حقيبة السفر الخاصة به وراءه:
"زي ما قولتلك خمس دقايق وهتلاقيني عندك يا ست الكل"

دعت له بأن يصل لها بسلامٍ وقد آمن وراءها وتم إنهاء المكالمة فألتفت لحمل حقيبته ولكن شعر بجسدٍ يصطدم به بشدة، فنظر بتعجبٍ لذاك الجسد الصغير.

كانت هي تركض مسرعةٍ بسبب الخبر الذي أتاها جعلها تنتفض تترك ما بيدها وتركض مسرعةً ولكن تعركلت في سيرها عندما أصطدمت بجسدٍ ضخمٍ فرفعت عينيها تنظر له بحرجٍ:
"انا أسفة بجد مكنش قصدي"

مالت"سارة" لترفع حقيبته بعدما فُلتت من يده أثر أصطدامها به، وتحدثت بتوترٍ:
"الحمدلله الشنطة محصلهاش حاجة أتفضل انا أسفة ليك والله"

بينما هو كان ينظر لعينيها بتيهٍ وكأنه يقول بداخله سبحان الذي خلق تلك الأعين فلم ينتبه لكثرة الأعتذارات التي قالتها ولكن أنتبه عندما جاءها أتصال جعلها تتركه بسرعةٍ وهي تركض مرةً أخرى تدفع الناس من أمامها.

فنظر هو لأثرها وقد سرقت عقله معها بسبب أعينها اللتان جعلا قلبه يدق بشدة فكانت عينيها الواسعة السوداء وكأنها تبث الطمأنينة ببرائتهما، فأغمض"غيث"ومد كفيه يمسح بهما على وجهه ليستبين أنه ظل لدقيقتين على تلك الحالة.

قد أخيرًا عاد"غيث"إلى وعيه ومن ثم مد يده يجرّ حقيبته وراءه مرةً أخرى ولكن بعقلٍ تائه، وكأن مقولة"الحب من أول نظرة"قد أنطبقت على حالته بالفعل ولكن نفض تلك الأفكار ليستقل سيارة أجرة وأملى سائقها العنوان، فبدأت السيارة بالتحرك، بينما هو ينظر بشرودٍ يفكر في تلك الأعين التي سلبت عقله!

في مكانٍ آخر كان يسير شاب بالثياب الخاصة للأطباء في ممر إحدى المستشفيات فتوقف عن سيره عندما سمع أحد ينادي بأسمه:
"دكتور سفيان"

التفت"سفيان" للممرض ينظر له بإستفسارٍ عن ندائه، فتحدث الآخر وهو يلهث من ركضه:
"في حالة لسة جايلنا حالًا في قسم الطوارئ حادث سير وحالتها حرجة جدًا"

ربت على كتفه قائلًا بإيجازٍ:
"طب جهز أوضة العمليات عقبال ما أفحص الجروح"

أومأ له وأسرع ينفذ طلبه وقام"سفيان"بالذهاب لقسم الطوارئ ووصل للفراش المتحرك الذي تعلوه الحالة فكانت شابة في اوائل العشرينات ترقد على الفراش غائبة عن الوعي والدماء تكسو وجهها.

فبدأ هو الفحص عن إصابتها وما يلزم حتى أمر الباقي بالإسراع للذهاب إلى غرفة العمليات.

"بعد مرور ساعة"
كان"سفيان"يقف يجري تلك العملية بدقة ومهارة عالية ولكن رفع نظره فجأة وهو ينظر لذلك الجهاز الذي يعلن عن بطئ دقات القلب حتى وصلت إلى صوت صفير يعلن عن توقف النبض،فوجه بصره لوجهها الذي قد ظهرت منه بعض الملامح قليلًا ولكن ليس مئة بالمئة فكانت الجروح ما زالت تملأه أطبق جفنيه بشدةٍ وهو يردد بعض الأذكار يرجو من الله أن يساعده.

جميعنا نريد أن نشعر بالدفئ جميعنا نريد أن ينبض فؤادنا بإطمئنانٍ ولكن نحتاج لبعض الأشياء لكي نحظى على تلك الحياة السالمة، فهل أقترب موعد تلك الأشياء؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدرتش أكسر بخاطركم وعملت واحد كمان أهو وعاوزة حماس له زي الأولاني علشان كلامكم فرحني والله ❤❤

مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل" Where stories live. Discover now