الفصل الخامس والعشرون:"تُرِيدُ الإنفِصَالَ"

1K 104 52
                                    

«مداوي هزيمتي»
«الفصل الخامس والعشرون»
«تريد الإنفصال»
--------------------------------------------------
_جميلة أنتِ تشبهين النجم الساطع الذي ينير عتمة السماء
--------------------------------------------------

_إني أطيل حديثنا إذ يبتدي وانا بطبعي لا أطيق كلامي خير الكلام أقله في مذهبي إلا حديثكِ، ملجأي وسلامي
«علاء سالم»

فور تلقي "غيث" الخبر خارت قواه حتى صرخ بقهرٍ عليهما لتهز "رزان" رأسها بالنفي في هستيرية:

"لاء لاء صهيب وفاطمة مماتوش لاء أنتَ كداب"

صرخت والدته على إبنتها بحسرةٍ، فينظر "غيث" للجميع بتيهٍ غير مصدقًا حتى الآن فركض ألتقط هاتفه ليفتح إحدى الصفحات على مواقع التواصل والتي يتابع من خلالها أحوال وطنه فوجد بأنهم قاموا بنشر نبأ جديد منذ ساعتين عن وفاة أعداد من الشباب وأيضًا مقطع تصويري لحدث وفاتهم فقام بفتحه حتى وجد الكثير من الشباب يحاولون التصدي لقوات الإحتلال ومن بينهم "صهيب".

كان يحاول" صهيب"منع الجنود لدخول منطقتهم فيحاول إبعادهم مع الشباب فأستمع لصوت زوجته:

"صهيب علشان خاطري ارجع"

صرخ بها "صهيب" بغضبٍ:

"إرجعي البيت يا فاطمة الدنيا خطر هنا إيه خرجك"

ظلت تبكي بخوفٍ على زوجها وهي تضع يدها على بطنها وكأنها تحمي صغيرها من تلك الأجواء.

ظلت تلك الحرب مستمرة لنصف ساعة والشباب يحاولون التصدي لهم ليلتفت"صهيب" يبحث عن زوجته فتتصنم حركته عندما وجدها ساقطة على الأرض ليركض بفزعٍ إليها.

جلس على الأرض ليلتقط رأسها برعبٍ:

"فاطمة فاطمة ردي عليا علشان خاطري يا فاط.."

رفع يده أمام عيناه ليجدها مليئة بالدماء فأنتقل بصره نحو بطنها ليجد ثيابها أغرقت بالدماء ليهز رأسه بالنفي ليضمها بخوفٍ:

"لاء يا فاطمة، متسيبنيش قولتلك متخرجيش بتخرجي لـيـه"

وكالعادة لم تجبه فقد تلقت رصاصة ببطنها وأخرى برأسها فسقطت على الفور جثة هامدة ليضمها"صهيب" صارخًا بقهرٍ فلم يستطع حماية زوجته والذي أنتظر تلك السنوات حتى تصبح له ولكن يشاء الله بأن لا يحزن لفراقها، فشعر "صهيب" بطلقات بظهره والألم الشديد إجتاحه ليسقط صريعًا بجانب زوجته وصغيره الذي لم يولد بعد فينتقل إلى رحمة الله مع والديه.

نفى "غيث" بهستيرية وهو يراهم توفوا جميعًا أمام عيناه ليلقي الهاتف بعنف على الأرض صارخًا:

"مماتوش، فاطمة مماتتش ولا صهيب لاء أكيد متفبرك"

لم يعرف ماذا قد يفعل الآن فأجهش بالبكاء وهو ينظر لوالدته:

مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل" Where stories live. Discover now