الفصل السادس والثلاثون:"ثَوَانٍ عَصِيبَةٍ"

790 59 66
                                    

"مداوي هزيمتي"
"الفصل السادس والثلاثون"
"ثوانٍ عصيبة"
----------------------------------------------------------
وإن غابت الأعين سيصر قلبي بأنكِ أجملهن♡
----------------------------------------------------------

مرت أيامٍ عديدة وقد قرر "سفيان" بالفعل السفر لمحافظة أخرى بعيدًا عن تلك.

فكان يجلس على فراشه بصمتٍ تام وهو ينظر إلى حقيبته التي ملأها بثيابه وأغراضه جميعًا ويمسك بورقة قبول طلب نقله فتنهد بعمقٍ وهو يقف مستعدًا للمغادرة حتى وجد والدته تدلف الغرفة وعيناها أُغرقت من الدموع لتقف أمامه تملس على وجهه مردفةً ببكاءٍ:
_ هونت عليك؟ هونت عليك تسيبني وتوجع قلبي عليك وتسافر بلد تانية وتخليني ماعرفش عنك حاجة، ليه كدا يا سفيان بتعمل في أمك كدا ليه؟

أمسك "سفيان" يدها يقبلها بحبٍ قبل أن يردف بنبرة ملأها الحزن:
_ حقك عليا يا ناهد أسيبك وأمشي بس بجد مش هقدر أقعد أكتر هنا وأنا مش مرتاح فسيبيني أشوف دنيتي وهرجعلكم تاني.

ضمته "ناهد" بشدةٍ وبكت ليعانقها "سفيان" بحزنٍ شديد وهو يدفن وجهه في كتفها فلم يكن يتوقع بأنه يومًا سيترك والدته لتلك المدة دون أن يراها كل يوم مثلما كان يفعل.

قاطع وداعهما دلوف "طارق" الذي أردف بثباتٍ جاهد على إكتسابه حتى لا يبكي أمام إبنه:
_ فين الشنط اللي هتتحط في العربية؟

ابتعد "سفيان" عن والدته وهو يتوجه نحو والده وصديقه المفضل الذي كان دومًا ملجأ له ولكن في تلك لن يقدر أحد على مداواة قلبه وما عليه سوى الإبتعاد.

نظر له "سفيان" قبل أن يردف بقليل من المرح:
_ مش هتسلم حتى على إبنك ماكانش العشم يا طارق والله.

تنازل "طارق" عن ثباته وهو يلتقط إبنه وصديقه الوحيد في عناقٍ طويل يعبر عن مدى الحزن الذي  سينوله فور ذهابه، فرفع "سفيان" ذراعيه يضم جسد والده وقد سمح لعبراته بالهبوط.

تحلى مرةً أخرى بثباته وهو يقبل يد والده ومن ثم أمسك بحقيبة في يد والأخرى باليد الثانية:
_ يلا نلحق قبل ما معاد الأتوبيس يفوتني.

تمسكت "ناهد" بذراعه وهي تقول برجاءٍ:
_ علشان خاطري يا بني راجع نفسك لآخر مرة في القرار دا علشان خاطر أمك وأبوك اللي هيتوجعوا من بعدك.

مال يقبل رأسها بحبٍ قبل أن يجيبها بإبتسامة بسيطة:
_ فكرت كذا مرة وراجعت دا الأفضل ليا ولينا، لازم أفوق من اللي انا فيه علشان أرجع سفيان اللي أنتم عاوزينه، يلا يا بابا علشان الأتوبيس.

ودعته والدته بشهقاتٍ طعنت قلبه فهبط الأدراج مسرعًا رفقة والده حتى لا يتأثر ويتراجع عن قراره.

خرج من العقار ليتفاجأ بـ"غيث" يقف أمام سيارة والده وعندما ظهر نظر نحوه بعتابٍ.

خطى "سفيان" نحو قبل أن ينبس بتعجبٍ:
_ إيه يا بني جاي ليه دلوقتي؟ وعرفت منين؟

مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل" Where stories live. Discover now