الفصل الرابع:"الخَوفُ مِنَ القَادمِ"

2.1K 160 170
                                    

《مداوي هزيمتي》

《الفصل الرابع》
----------------------------------------------
"سبحان من لم يرى عيناكِ إلا وسُلب، فما حالي انا أمامهما"♡

كان الذعر يدب في قلبه بعدما رأى تلك اليد الملطخة بالدماء كما ظن هو، فأطلق"سفيان" نفسًا عميقًا يردد الشهادة والتفت بحذرٍ لذلك الغريب ينتظر مصيره أسفل يده، ولكن عندما ألتفت أحتلت الصدمة على وجه "سفيان" وهو يرى وجه صاحب تلك اليد!

"قبل ساعة من ذلك الحدث"

وأخيرًا وصلا "غيث" و "صهيب" لبيت أحبائهما، فلم يستطع "غيث" التحمل أكثر من ذلك فترك حقيبته وأسرع بالطرق على الباب بلهفةٍ حتى أنفتح الباب و ظهرت أمامه حبيبته التي مهما إن كثرت المسافات بينهما سيظل قلبه معلقًا أينما كانت هي.

تأمل "غيث" وجه والدته بإشتياقٍ وعيناه تتساقط منها الدموع فأندفع نحوها يعانقها بشدةٍ وكأنه سيدخلها داخل أحضانه، بينما والدته ضمته بشدةٍ وهي تبكي بفرحٍ لعودة صغيرها لأحضانها بعد الفراق لمدة طويلة.

مال "غيث" على يدها يلثمها ومن ثم إلى قدميها يقبلهما أيضًا، وتوجه لإخوته يقوم بعناقهن بإشتياقٍ وهو يلثم جبين كل منهن.

بينما "صهيب" ظلت عينه معلقةً على تلك الذي لم يراها من سنين تقف أمامه تنظر إليه بحنانٍ وهي تبكي تنتظر عناقه، ألقى "صهيب" الحقائب على إحدى الأرائك وأنطلق لأحضان شقيقته الصغرى بشوقٍ، أطلقت "رزان" شقيقته الصغرى لعيناها الحرية لكي تذرف الدموع فلم ترى أخيها منذ أعوام وها هي أول مقابلة بينهما ظلت تربت على ظهره بحنانٍ، بينما هو يربت على شعرها بحبٍ كما أعتاد منذ صغرها.

بعدما أنتهت اللقاءات بين الجميع والترحيبات قد جلسوا جميعًا يرحبون بعودتهما، بينما "غيث" كان أسند رأسه على فخذيها مغمضًا لعيناه براحةٍ و والدته تغرز أصابعها في خصلات شعر صغيرها بحبٍ وهي تحدثه بحنانٍ:
"عامل إيه يا حبيبي أخبارك؟"

فتح"غيث" عيناه مبصرًا لوجه والدته مجيبًا لها بإبتسامةٍ:
"بقيتِ بتتكلمي مصري حلو أهو يا ست الكل"

ردت عليه والدته وهي تنظر للشارع عبر تلك النافذة:
"و هو حد ميحبش مصر برضه يا إبني؟! من ساعة ما جينا هنا وعرفوا إننا فلسطينيين وهما شايلينا فوق راسهم والله، أرد الجميل بإني أتكلم بلهجتهم بقى"

أومأ "غيث" بموافقةٍ على إجابتها، فألتقط يدها مقبلًا إياها مردفًا بتمنٍ:
"ربنا يحفظك لينا يا حبيبتي وتفضلي طيبة مع كله كدا وقلبك أبيض"

نقلت بصرها نحوه بحبٍ وهي تربت على يده الممسكة بيدها مجيبةً بحنانٍ:
"و يحفظك ليا يا حبيبي ولوطنا إللي هتنصروها قريب إن شاء الله"

آمن وراءها الجميع فأكملت التربيت هي على رأسه.

نظر "صهيب" نحو شقيقته التي ظلت بحضنه منذ مجيئه محدثًا إياها بإهتمامٍ:
"عاملة إيه هنا يا حبيبتي؟"

مُدَاوِي هَزِيمَتِي "قيد التعديل" Where stories live. Discover now